..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الحرب السورية على طريق الحرب اللبنانية تمهيداً لصفقة أميركية - روسية - إيرانية؟

إميل خوري

٢٨ أكتوبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3139

الحرب السورية على طريق الحرب اللبنانية تمهيداً لصفقة أميركية - روسية - إيرانية؟
خوري000.jpg

شـــــارك المادة

كل شيء يدل حتى الآن على أن الحرب السورية تأخذ شيئاً فشيئاً شكل الحرب اللبنانية وترسم طريق نهايتها. فهي لم تعد حرباً سورية فقط، بل أصبحت حرب الآخرين فيها كما كانت الحرب اللبنانية.
ولم تنجح كل المحاولات التي بذلت لوقفها، عربية كانت أم دولية، ولا التوصل إلى إيجاد حل لها يرضى به الموالون والمعارضون، وهو ما حصل في لبنان فاستمرت الحرب فيه سجالاً مدة 15 سنة إلى أن نضجت طبخة الصفقة الاميركية – السورية.

 

وعندما قضت الصفقة بعقد قمة عربية في الرياض لتشكيل "قوة ردع عربية"، لتوقف الحرب في لبنان، طلب زعماء معارضون من الرئيس إلياس سركيس أن تكون القوات العربية التي تشارك فيها متساوية بالعدد تقريباً لا أن تكون المشاركة السورية تفوق مجموع عدد القوات العربية الأخرى.
لكن الرئيس سركيس لم يستطع تحقيق ما طلبه هؤلاء الزعماء لأن الدول العربية لم تشارك في "قوة الردع"، إلا بأعداد قليلة، فما كان من الرئيس حافظ الأسد إلا أن أعلن استعداده لإكمال العدد المطلوب والمقدر بـ25 ألف جندي.
وهكذا أصبحت "قوة الردع"، سورية بغالبيتها ثم سورية بحتة بعد انسحاب دول عربية مشاركة منها، وأُرْضِيَ الرئيس سركيس بنص يجعل هذه القوة بإمرته...
وعندما عاد سركيس من الرياض وهو مسرور بذلك اتصل بالعميد ريمون اده وأبلغه ما جرى، لكنه لم يشاركه سروره وضرب له مثلاً بقوله له: لو شئت أنت أن تنقل جندياً سوريا من ساحة البرج إلى باب إدريس فكلمة من يسمع، كلمتك أم كلمة الرئيس حافظ الأسد؟!
وهكذا حصل ما تخوف منه العميد اده فأصبح لبنان محكوماً بقوة سورية. وعندما تقرر عقد لقاءات في الطائف لوضع دستور جديد للبنان يعيد توزيع الصلاحيات بين السلطات ويحدد دور القوات السورية ومدة بقائها فيه تمهيدا لقيام دولة لبنانية تعتمد على قواتها الذاتية في حفظ الأمن والنظام، انقسم النواب والسياسيون بين موافق على حضور تلك اللقاءات ورافض حضورها.
وكان العماد ميشال عون وهو رئيس حكومة موقتة والعميد ريمون اده على رأس الرافضين خوفاً من أن تشرعن لقاءات الطائف بقاء القوات السورية في لبنان وتعدل الدستور على نحو غير مقبول، خصوصاً بعدما أبلغ هؤلاء أن في مشروع الاتفاق نصوصاً لا تمس لأن الرئيس حافظ الأسد متمسك بها...
وقد تولى السفير الأميركي يومئذٍ حض النواب على حضور لقاءات الطائف تنفيذا للصفقة الخفية المعقودة مع سوريا حول لبنان. وعندما صدر الاتفاق عن لقاءات الطائف انقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض واضطر البطريرك الكاردينال صفير إلى أن يكون من الموافقين عليه بعدما وجد نفسه بين خيارين أحدهما:
إما القبول به مع علاته أو يعود صوت المدفع... وقد كان تخوف المعارضين لهذا الاتفاق في محله لأن الوصاية السورية على لبنان لم تنفذ منه سوى المقبول منها.

هذه هي طريق سير الحرب اللبنانية من بدايتها إلى نهايتها، فهل تسير عليها الحرب السورية إذا ما عقدت صفقة أميركية – إيرانية بموافقة روسية وعدم ممانعة اسرائيلية، خصوصا إذا توصلت هذه الصفقة إلى منع إيران من إنتاج سلاح نووي؟
يمكن القول إن مؤتمر جنيف–2 من أجل سوريا قد يكون أشبه بمؤتمر الطائف من أجل لبنان، لكن الشروط المتبادلة بين المعارضين والموالين تحول حتى الآن دون تحديد موعد نهائي له، وإذا تحدد فلا شيء يضمن نجاحه ما لم يتقرر استمرار جلساته كما حصل في الطائف إلى أن تنتهي إلى اتفاق.
وقد لا يكون في الإمكان إسقاط هذه الشروط، إلا بتغيير موازين القوى على الأرض، كما صار تغيير موازين القوى على الأرض في لبنان فأصبح ما كان مرفوضاً مقبولاً...
فإذا قضت الصفقة الأميركية – الإيرانية في حال حصولها بأن تتغير موازين القوى لمصلحة النظام السوري، فإن المعارضين يذهبون إلى جنيف من دون شروط مسبقة.
في المعلومات أن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا متفقتان على اعتماد حل سياسي للأزمة السورية يبدأ بالاتفاق على تشكيل حكومة تنتقل إليها كل الصلاحيات وتتمثل فيها كل القوى السياسية الأساسية في سوريا، موالية ومعارضة، ولا يكون للحركات الأصولية والجهادية تمثيل فيها.
ومن الآن إلى أن يتم التوصل إلى هذا الاتفاق، يكون الوضع على الأرض تغير لمصلحة هذا الطرف أو ذاك أو ظل متوازناً ويكون الرئيس بشار الأسد قد اقترب من نهاية ولايته فيتم انتقال السلطة عندئذ انتقالاً كاملاً وهادئاً إلى الحكومة التي نص مؤتمر جنيف الأول على تشكيلها.
فلا بد إذا من انتظار ما يجري على الأرض بين النظام وخصومه في سوريا لمعرفة صورة ما قد يحصل لجنيف وفي جنيف.


النهار

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع