الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2998
شـــــارك المادة
التاسعة مساء بتوقيت دمشق هو الموعد الذي اتفق عليه المتظاهرون في العالم الافتراضي لإطلاق شعاراتهم على صفحاتهم الشخصية في موقعي التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك. هذه المحاولة الجديدة للتعبير عن الاحتجاج لاقت صدى واسعا وأعدادا كبيرة من المشاركين، حيث لا رصاص يمكن أن يخترق صدورهم ولا غازات مدمعة.
"الشعب السوري ما بينذل" كان أول شعار صدحت به حناجر السوريين الذي تجمعوا في الحريقة بدمشق في فبراير/شباط الماضي، وهو الشعار ذاته الذي وجدوه على صفحاتهم منذ خمسة أيام، تلته شعارات أخرى تمحورت حول الحرية والكرامة.
الخوف من الملاحقة وعدم استخدام الاسم الصريح حتى في العالم الافتراضي أمر شبه مفروغ منه في سوريا، إذ إن كل من تطاله يد الاعتقال لا بد أن يطلب المحققون منه دخول حسابه على فيسبوك، إلا أن هذه المبادرة شجعت عددا كبيرا من مستخدمي تويتر وفيسبوك بالتعبير عن مطالب الحرية بأسمائهم الحقيقية، وانضم إليهم متعاطفون مع الثورة لم يسبق لهم النزول إلى الشارع.
تقول رانيا "إن حرية التعبير على الإنترنت جزء لا يتجزأ من الحريات العامة التي ننشدها، والعالم الافتراضي هو نواة كل ما يحدث من تحركات في الشارع، هناك بلاد عربية تجاوزت هذا الكلام منذ وقت طويل، إلا أننا لا نزال ندفع غاليا ثمن الكلام على الإنترنت، وهذا القمع يجب أن ينتهي".
في حين وجد السوريون في الخارج الفرصة سانحة لمشاركة أهلهم في الداخل الهتاف للحرية ولو عبر الإنترنت، ويرى أحد الناشطين أن الذكاء يكمن في اختيار الشعارات الجامعة لكل السوريين التي توحدهم وتلم شملهم، وهم الآن أحوج ما يكونون لكل قاسم مشترك، وأن هذا النشاط في العالم الافتراضي من شأنه أن يشحذ الحراك في الشارع ويؤثر عليه إيجابا، وأن يعيد غرس المبادئ الأساسية التي اشتعلت من أجلها الثورة.
وأضاف أن وقع هذه المبادئ والتعاطي معها حتى من قبل مؤيدي النظام لا بد أنه أصبح مختلفا الآن بعد كل ما شهدته سوريا.
دعوات للإضراب
أحد الناشطين الذين ساهموا في التنظيم أوضح -للجزيرة نت- أن الإضراب سيبدأ بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة.من جانب آخر أطلق المعارضون دعوات واسعة للإضراب ابتداء من اليوم الأحد، وأسموه "إضراب الكرامة".
وبيّن أن ما يميز هذا الإضراب عن سابقه أنه مدروس وواضح الهدف، فالغاية منه هو خروج الجيش والأمن من المدن والإفراج عن جميع المعتقلين، وسيكون عبر ست مراحل، يبدأ الأحد بإضراب عام، وتدخل المرحلة الأولى يوم الأربعاء بإغلاق مداخل الحارات، تليها المرحلة الثانية يوم السبت المقبل بإضراب المحلات التجارية، وبعدها تنضم الجامعات والمواصلات في المرحلتين التاليتين، ويفترض أن يضرب الموظفون يوم الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول، ليصل التصعيد ذروته بإغلاق الطرق الدولية.
وفيما إذا كان المواطنون سيتمكنون من تحمل تبعات الإضراب التي ستمس حياتهم ونشاطهم وأعمالهم، قال الناشط "ثمة تعويل على التضامن الشعبي، السكان سيتكافلون فيما بينهم من أجل تأمين احتياجاتهم، وقد لوحظ ذلك في حالات الإضراب السابقة التي قامت بها مناطق مثل درعا ودوما، حيث كان الجيران يتقاسمون ما لديهم من طعام".
ويعتبر الناشطون أن الإضراب وسيلة يمكن أن تقلل الخسائر في الأرواح وتضغط على النظام بقوة، تمهيدا للوصول إلى العصيان المدني، الأمر الذي يمكن أن يستبعد خيار التدخل العسكري الخارجي، ويقولون على سبيل التندر "إضراب شهر ولا ناتو دهر".
وتتسم الدعوات هذه المرة باتساعها، ويتوقعون تجاوبا واسعا في المحافظات السورية وعلى وجه الخصوص في المناطق المتوترة.
أحمد محمد
بشير البكر
المرصد الاستراتيجي
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة