ياسر عبد الله
تصدير المادة
المشاهدات : 4566
شـــــارك المادة
أما آن الأوان للروابط العلمية والهيئات الإسلامية لإنشاء حزب سياسي موحد يجمع تحت لوائه كافة المسلمين في سوريا الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من دعا بدعوته واهتدى بهديه بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
بداية أستميحكم عذرًا مشايخنا وعلماءنا الأفاضل لما جاء في عنوان المقال، فلست أنا من يحدد ما يفعله مشايخنا وعلماؤنا الكرام، وخاصة أنني أقل من أي طالب من طلابكم علمًا وبيانًا، ولكن يشفع لي ما تعلمناه منكم أن الدين النصيحة، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها، أسال الله أن تجدوا ضالتكم في وحدة المسلمين بما سيأتي في هذا الاقتراح لعله يكون سببا لتوحد المسلمين على قلب رجل واحد، فهذا ما تسعون إليه في دعوتكم إلى الله، وما ربيتم عليه مريديكم وأتباعكم ومحبيكم. معلوم لديكم أن غالبية أهل بلاد الشام الملتزمين بالإسلام يتأثرون بعلمائهم ومشايخهم، وكل واحد منهم يتبع عالمًا فاضلاً له مرجعيته وطريقته ونهجه في الدعوة الى الله تعالى ليأخذ منه العلم والمشورة، ليرشدوهم في قضايا دينهم ودنياهم، ويعتبرونهم قدوة ومرجعية لهم ويتأثرون بهم ليؤثروا على غيرهم من أبناء مجتمعهم في شتى المجالات ومنها المجال السياسي. وقد بدأت الجماعات الاسلامية بتشكيل أحزاب عديدة لتيارات مختلفة بعد الثورة الشعبية المباركة على طاغية العصر بشار، وبدأ كل حزب يدعو لأفكاره وأهداف حزبه ليجذب أكبر عدد من مناصريه للانضمام اليه؛ لسد الفراغ في السلطة بعد السقوط الحتمي – إن شاء الله - لنظام الأسد لتعرض تلك الأحزاب لاحقًا على أبناء سوريا ليصوتوا لها، ليقود من يفوز من تلك الأحزاب الاسلامية الشعب السوري في المرحلة القادمة . وستكون جميع تلك الأحزاب الإسلامية متفرقة وضعيفة، حتى لو تم فوز أحد منها بالانتخابات؛ لأنها ستواجه توحد الأحزاب العلمانية والليبرالية والإلحادية وكل ما هو عدو للإسلام والمسلمين، وكل من هو مقتنع من المسلمين بأن دين الإسلام لا يصلح للحكم، ويدعمهم بذلك الغالبية العظمى من دول العالم. ولتفادي ذلك الأمر الخطير لابد لكم يا ورثة الأنبياء والدعاة الى الله أن تجمعوا أمركم، ويجتمع سادتنا العلماء رؤساء الروابط العلمية والهيئات والجبهات الاسلامية السورية جميعهم، وينشئوا حزبًا إسلاميًا ليكون بديلاً عن جميع الأحزاب الإسلامية التي أنشئت. وتختارون اسمًا له، وليكن اسمه حزب الشورى الإسلامي، ويتم اختيار رئيس له بالتزكية أو بالتصويت، ويتم اختيار مرشحين لكل من أتباع الروابط العلمية والهيئات والجبهات الإسلامية السورية - يتم تحديد عددهم بموجب اتفاق فيما بينكم- على أن يكونوا من الشخصيات والكفاءات المؤهلين علميًا وسياسيًا، ويشترط عليهم أن يتقدموا باستقالة علنية للحزب الذي كانوا ينتمون إليه سابقًا؛ ليكونوا قادة ومؤسسين للحزب الموعود ليتم وضع برنامج ونظام ومجلس تنفيذي للحزب، وتسلم المهام والمناصب بالتوافق فيما بينهم أو بالتصويت , ليكون الحزب جاهزًا في أول انتخابات قادمة بعد زوال الاسد بمشيئة الله تعالى، وتصدرون بيانًا مشتركًا معلنًا للملأ بمباركتكم وتزكيتكم ودعمكم لهذا الحزب الإسلامي الموحد وحث أتباعكم للتصويت له. ليكون لهذا الحزب قوة كبيرة لا يستطيع أي حزب مواجهته، وبهذا تكونون قد أثلجتم قلوب الشعب السوري المصابر الذي دفع الكثير من أجل ثورته، ليهنأ بدولته الإسلامية التي مرجعتيها القرآن الكريم والسنة النبوية، وبهذا سيكون الحزب أكبر قوة تحفظ للمسلمين حقوقهم ليطبقوا شرع الله في سوريا ويكون ضربة موجعة لأعداء الإسلام، وبذلك تكونون قد حققتم ما أمرنا به الله جل علاه في محكم آياته ﴿واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ لتكونوا مثالاً يقتدى به في جميع البلاد الإسلامية. وكل ما يهم إخوتكم المسلمين في سوريا أن تتوحدوا بإنشاء حزب يجتمع عليه المسلمون، ويكون سندا قويًا لهم، حتى لا تتكرر التجربة المريرة التي عصفت بإخواننا، في مصر فقد دفعوا ثمنًا كبيرا من أبنائهم ودعوتهم بسبب فشل توحد الإسلاميين فيها، وقد يدفع الشعب السوري الثمن أكبر؛ نظرا لتعدد الطرق المذهبية في سوريا أكثر من مصر. نسأل الله تعالى أن يوفقكم جميعًا بتوحدكم لنرجع كما كنا خير أمة أخرجت للناس، فقد دعوتم الفصائل المجاهدة الإسلامية للتوحد، وقد لبوا نداءكم بفضل من الله وكرمه، فهل تُلبون نداء أتباعكم وإخوتكم ومحبيكم لتتوحدوا في حزب إسلامي موحد؟!! نسأل الله أن تتمكنوا من ذلك، ونسأله جل علاه أن يسدد خطاكم ويوفقكم لما يحب ويرضى ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.
ياسر الزعاترة
سميرة المسالمة
بيسان الشيخ
جلال سلمي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة