صالح النعامي
تصدير المادة
المشاهدات : 5596
شـــــارك المادة
تجمع النخبة الصهيونية الحاكمة؛ وعلى رأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على إن الثورة السورية تؤذن بإحداث تغيير جوهري في البيئة الإستراتيجية "لإسرائيل"؛ ولا تفوت هذه النخبة أية فرصة دون التعبير عن مظاهر القلق من خطورة التحولات التي قد تجلبها الأحداث في سوريا.
وبخلاف الانطباع الذي تكرسه التصريحات الصهيونية المتضاربة بشأن الجهة التي تفضل تل أبيب انتصارها في الثورة السورية، فإنه مما لا شك فيه، إن دوائر الحكم في تل أبيب تفضل بقاء نظام الأسد على انتصار الثوار[1]. وقد ذهبت العديد من النخب الأمنية البارزة بعيداً في التعبير عن حماسها لبقاء نظام الأسد؛ لدرجة إن إفرايم هليفي رئيس "الموساد" الأسبق وصف بشار الأسد بـ: "رجلنا في دمشق"، حيث حذر هليفي من مغبة سقوط الأسد، قائلاً إن سقوطه: "سيمثل بيئة خصبة للإسلاميين وسيضر باستقرار المنطقة بشكل يهدد "إسرائيل" ". إن أكثر ما يقلق "إسرائيل" من سقوط نظام الأسد يتمثل في إمكانية غياب عنوان سلطوي يمكن أن تواصل تل أبيب مراكمة الردع إزائه، كما ظلت تفعل حتى الآن.
إسرائيل وخارطة مصالح نظام الأسد: لقد ظلت"إسرائيل" تنظر إلى نظام عائلة الأسد كنظام "عدو"، حيث إن هذا النظام كان حجر الزاوية في محور ناصب"إسرائيل" العداء، وضم كلاً من إيران وحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس. لقد أدركت "إسرائيل" دوماً الدور الذي قام به النظام السوري في تزويد حزب الله والمقاومة الفلسطينية بالسلاح؛ علاوة على إنه منح الإيرانيين موطئ قدم على ساحل البحر الأبيض المتوسط. لكن الإسرائيليين كانوا يعتبرون نظام عائلة الأسد "العدو الأمثل"، لأن هذا النظام كان من القوة بحيث يبدو وكأنه يشكل تهديداً ومن الضعف بحيث إنه لا يمكنه أن يحقق حسماً في أية مواجهة مع "إسرائيل"، لذا آثر هذا النظام قبول أصول المواجهة التي فرضتها "إسرائيل"، بحيث إنه في كل مرة هاجمت فيها "إسرائيل" العمق السوري فضل هذا النظام غض الطرف، وفي أحسن الأحيان اكتفى بتهديدات فارغة من أية مضمون. من هنا يكاد يكون نظام عائلة الأسد أكثر أنظمة الحكم في العالم قدرة على امتصاص هجمات كيان عدو. إن أكثر ما دفع دوائر التقدير الإستراتيجي في الكيان الصهيوني إلى الإطمئنان إلى نظام عائلة الأسد، رغم انخراطه في محور معادي لهذا الكيان، هو إدراك هذه الدوائر خارطة المصالح التي تحكم سلوك هذا النظام،
والتي يمكن اختصارها في التالي: أولاً: وجدت"إسرائيل" فائدة كبيرة في الطابع الطائفي للنظام السوري، حيث إن نخب الحكم في تل أبيب تدرك إن كل ما يعني هذا النظام هو الحفاظ على هيمنة الطائفة العلوية النصيرية، وإن الحرص على الإبقاء على هذه الهيمنة هو الذي يدفع هذا النظام إلى تجنب أي سلوك يمكن أن يمنح الكيان الصهيوني المبررات لتوجيه ضربة قد تؤثر على بقاء هذا النظام وتهدد بالتالي هيمنة العلويين على الحكم في سوريا. من هنا وجدنا أن قادة النظام السوري كان يحرصون بعد كل هجوم"إسرائيل" على الأراضي السورية إلى إنكار حدوث هذا الهجوم، لتقليص مظاهر الحرج، حيث إن آخر ما يعنيهم هو الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما جعل هذا النظام قابلاً للردع.
ثانياً: لقد أيقنت دوائر الحكم الإسرائيلية إن موقف النظام السوري المساند لحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية ليس موقفاً أصيلاً، بل يأتي في إطار السعي لتأمين شرعية لهذا النظام تغطي على فقدانه الشرعية الشعبية كونه يمثل في النهاية طائفة مذهبية تشكل أقلية صغيرة في النسيج الاجتماعي السوري.
ثالثاً: لقد أدركت "إسرائيل" إن الاعتبارات الطائفية لنظام عائلة الأسد جعله يتجنب مراكمة أسباب القوة العسكرية الحقيقية التي يمكن أن تحقق توازناً إستراتيجياً مع "إسرائيل"؛ وهذا ما ضمن "لإسرائيل" مواصلة الاستمتاع بتفوق نوعي كاسح على آلة الحرب السورية.
رابعاً: على الرغم من حالة الحرب المعلنة بين "إسرائيل" ونظام عائلة الأسد، إلا إن هذا النظام حرص على جعل الحدود مع الكيان الصهيوني الحدود الأكثر هدوءاً، لدرجة إن المستوطنات اليهودية التي أقامها الكيان الصهيوني فوق هضبة الجولان شهدت خلال العقود الأربعة ازدهاراً كبيراً؛ لدرجة ارتفاع قيمة العقارات هناك بشكل كبير. ومن المفارقة ذات الدلالة إن قيمة العقارات اليهودية في الجولان تراجعت كبيراً بمجرد أن تفجرت الثورة السورية وتولد الانطباع بإن حالة الهدوء الطويلة توشك على لفظ أنفاسها.
مسوغات الفزع الصهيوني من انتصار الثورة السورية: من الواضح إن "إسرائيل" تدرك إنه حتى في حال تمكن نظام الأسد من إخماد الثورة السورية بمساعدة الإيرانيين وحزب الله والجماعات الشيعية الأخرى، وبدعم من الروس، فإن هذا "الإنجاز" سيكون مقترناً بمزيد من مظاهر الضعف على الدولة السورية، وهذا يعني إن انتصار نظام الأسد، يعني مزيدا من التحسين على البيئة الإستراتيجية "لإسرائيل" وتكريس التفوق النوعي لها في المنطقة. وفي المقابل، فإن "إسرائيل" تفزع من إنتصار الثورة السورية، للأسباب التالية: أولاً: تعتبر"إسرائيل" إن مظاهر الضعف التي ستعتري الدولة السورية في أعقاب انتصار الثورة تمثل مصدر خطر عليها، لأن هذا يعني غياب عنوان سلطوي يمكن لتل أبيب مراكمة الردع إزائه، كما كانت تفعل على مدى عقود في مواجهة نظام عائلة الأسد؛ وهذا يعني تعاظم فرص تحول سوريا إلى ساحة انطلاق لعملية تستهدف العمق الصهيوني. وتعي"إسرائيل" إن هذا السيناريو يعني نهاية حالة الهدوء التي نعمت بها مستوطنات الجولان. ثانياً: على الرغم من تفوق "إسرائيل" النوعي على الدولة السورية، إلا إن ترسانة السلاح السورية تشكل تهديداً إستراتيجياً للعمق الصهيوني بشكل كبير، حيث إن منظومة الصواريخ السورية بإمكانها أن تضرب الكيان الصهيوني من " إيلات " في أقصى الجنوب، وحتى " كريات شمونا " في أقصى الشمال. فبخلاف نظام الأسد، فإن التفوق النوعي الصهيوني لا يمكن أن يوفر قوة ردع تمنع الحركات الإسلامية من استهداف "إسرائيل" في حال ارتأت ذلك، وذلك على اعتبار إن معظم ترسانة السلاح السورية ستقع في أيدي الثوار. ومما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة إن الوضع الطبوغرافي لهضبة الجولان؛ سيما الجزء الذي ظل تحت السيادة السورية يمنح أية قوة عسكرية سورية الأفضلية في استهداف التجمعات الحضرية الصهيونية ذات الكثافة السكانية العالية التي تقع أسفل الهضبة، وذلك ابتداءً من نتانيا في الجنوب وحتى حيفا في الشمال.
ثالثاً: تخشى "إسرائيل" أن يؤثر نجاح الثورة السورية إلى المس باستقرار نظام الحكم في الأردن، الذي يوصف إسرائيلياً بأنه نظام الحكم العربي الذي قطع أطول شوط في الشراكة الإستراتيجية مع الكيان الصهيوني. ولا خلاف داخل"إسرائيل" على حقيقة إن حدوث تغيير في صيغة الحكم الأردنية، ولو بتبني الملكية الدستورية، سينذر بحرمان"إسرائيل" من الخدمات الهائلة التي كان يقدمها النظام في عمان. ليس هذا فحسب، بل إن وزير الحرب الصهيوني الحالي موشيه يعلون حذر من أن أي مس باستقرار النظام الأردني يعني تمهيد الطريق أمام تفجر الجبهة الشرقية في وجه"إسرائيل"، مع العلم إن الأردن في ظل النظام الحالي يلعب دور " الدولة الحاجزة "، التي تحول دون إية إمكانية لمفاجئة"إسرائيل" عبر هجوم عربي من جهة الشرق.
رابعاً: سيؤدي انتصار الثورة السورية إلى إحداث تغيير مهم في الجغرافيا السياسية في المنطقة يؤثر سلباً على الكيان الصهيوني. فالصهاينة يعون إن انهيار نظام الأسد يعني منح دفعة قوية لمحور سني جديد وفاعل. وعلى الرغم من إن الصهاينة يدركون إن الدول التي تشكل المحور السني غير متجانسة في مواقفها من"إسرائيل"، إلا إنه من الواضح إن الدول التي ستتبنى مواقف غير مريحة لإسرائيل ستكون ذات الصوت القوي والمؤثر.
مكاسب"إسرائيل"ية خالصة: على الرغم من مظاهر الفزع الإسرائيلية من نجاح الثورة السورية، إلا إنه يمكن القول إن"إسرائيل" قد حققت ثلاث إنجازات إثر اندلاع هذه الثورة، وهي: أولا: استنزاف حزب الله: تعي"إسرائيل" إن حزب الله يمثل ذراع إيران الطويل في المنطقة، وإن كل ما يعني الحزب في الواقع هو خدمة المصالح الإستراتيجية الإيرانية. فعلى سبيل المثال، تعتقد"إسرائيل" إن حزب الله حرص على تعاظم قوته العسكرية منذ انتهاء حرب لبنان الثانية عام 2006 وامتنع عن الرد على استفزازات"إسرائيل" في الوقت ذاته، حتى عندما قامت"إسرائيل" بتصفية قائد ذراعه المسلح عماد مغنية، لإنه يرى إنه يتوجب توظيف قوته العسكرية في استهداف"إسرائيل" في حال قامت تل أبيب بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. ومن الواضح إن تورط حزب الله في المعارك إلى جانب قوات نظام الأسد بتوجيهات من إيران يعني تقليص قدرة الحزب في المستقبل على استهداف"إسرائيل" في حال قامت بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. إن"إسرائيل" تعي إن حزب الله بات مضطراً لتجنيد ليس فقط مقاتليه النظاميين، بل أيضاً قوات الاحتياط لديه من أجل ضمان صمود نظام الأسد، وهو ما أسفر عن مقتل عدد كبير من هؤلاء المقاتلين، لدرجة إن عدد مقاتلي الحزب الذين قتلوا في سوريا يفوق عدد أولئك الذين قتلوا في المواجهات مع الجيش الصهيوني. وفي ذات الوقت، فإن اضطرار حزب الله للعمل بهذه الكثافة على كل مساحة القطر السوري يضمن لإسرائيل بيئة مناسبة لجمع المعلومات الاستخبارية عنه، سيما فيما يتعلق بطابع السلاح والعتاد وطرائق القتال.
ثانياً: الاسقطاب المذهبي: لقد اعتبر دوري غولد، سفير"إسرائيل" الأسبق في الأمم المتحدة إن أكبر انجاز غير مباشر حققته"إسرائيل" جراء تفجر الثورة السورية هو تعاظم الشحن والاستقطاب المذهبي بين السنة والشيعة. وعلى الرغم من إن نظام عائلة الأسد والقوى الشيعية التي ساندته لدواع ومسوغات مذهبية هم المسؤولون عن دفع الإقليم نحو هذا السيناريو عبر التغول على عموم الشعب السوري، إلا إن الصهاينة يعتبرون أنفسهم الطرف الذي حقق أكبر مكاسب من هذا الواقع، على اعتبار إنه كلما تعاظم الاستقطاب والشحن المذهبي، كلما تقلص اهتمام العرب والمسلمين بشكل عام بالصراع الصهيوني، الذي يظل مجرد تفاصيل في دوامة التراشق المذهبي. ولا خلاف داخل"إسرائيل" على إنه هذا الواقع يمنح"إسرائيل" هامش مناورة كبير للمناورة في المنطقة بشكل يخدم مصالحها.
ثالثاً: إسدال الستار على المطالبة باستعادة الجولان: لقد أثرت الثورة السورية بشكل كبير على الجدل الإسرائيلي الداخلي بشأن مستقبل الاحتفاظ بهضبة الجولان مقابل التوصل لتسوية سياسية مع سوريا. فقبل تفجر الثورة السورية كان هناك قطاع كبير من النخبة الأمنية يدعو علانية إلى الموافقة على الانسحاب من هضبة الجولان كجزء من تسوية سياسية للصراع مع سوريا. ومن الواضح إنه في أعقاب تفجر الثورة، ساد إجماع داخل"إسرائيل" يرفض الانسحاب من الجولان مقابل أية تسوية، بحجة إنه في حال سقط النظام الحالي، فإنه لا يوجد ضمانة بأن يلتزم النظام الذي سيليه باحترام هذه التسوية. من هنا، فقد أدت ثورات الربيع العربي وتحديداً الثورة السورية إلى تعزيز صدقية الخطاب السياسي لليمين الصهيوني.
آليات التحرك الصهيونية لتقليص مخاطر الثورة السورية: هناك العديد من المؤشرات والقرائن التي تدلل على إن"إسرائيل" تسابق الزمن في سعيها لوضع حلول للتهديدات الناجمة عن الثورة السورية.
ويمكن رصد عدد من مظاهر التحرك الصهيوني الهادفة لتحقيق هذا الهدف: أولاً: تنظيم حملة دبلوماسية كبيرة للحيلولة دون تزويد الثوار بالسلاح، وذلك لمنعهم من تحقيق حسم عسكري في مواجهة النظام، ولإطالة أمد الصراع بشكل يؤدي إلى استنزاف الجانبين، لكنه يضمن بشكل أساسي عدم إسقاط النظام. وقد كان الهدف الرئيس من زيارة وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون لواشنطن مؤخراً هو حث إدارة أوباما على عدم السماح بتزويد السلاح للثوار. ثانياً: لم يعد سراً إن"إسرائيل" أجرت مباحثات سرية مع نظام الحكم الأردني تناولت دور النظام في تدشين منطقة أمنية عازلة على طول هضبة الجولان، عبر استدراج جماعات سورية تتولى منع وصول مسلحين للحدود مع الكيان الصهيوني واستهدف العمق الإسرائيلي من هناك. ففي شهري ديسمبر ويناير الماضيين قام رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بأربع زيارات سرية لعمان التقى فيها ملك الأردن عبد الله، حيث بحث معه ترتيبات تدشين المنطقة الأمنية العازلة ودور الأردن فيها، مع التشديد على دور فاعل ونشط للإدارة الأمريكية في بلورة أفكار لتجسيد هذه الفكرة. ثالثاً: تجاهر النخب الإسرائيلية برغبتها في أن تسفر الثورة عن تقسيم القطر السوري إلى عدد من الدويلات. وقد برز الجنرال عوزي ديان، الذي شغل في الماضي منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس مجلس الأمن القومي في دعواته المتكررة للدفع نحو إقامة أربع دويلات في سوريا: درزية على طول هضبة الجولان، وعلوية على الساحل الغربي وكردية في شمال الشرق، وسنية في الوسط والجنوب. وقد سجلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية عدد من مظاهر التحرك الإسرائيلي لتحقيق هذا السيناريو، على رأسها تقديم المساعدات للدروز في الجانب السوري من الحدود ومحاولة توظيفهم في الحصول على معلومات استخبارية عما يجري في سوريا.
خلاصة: قصارى القول، تعي"إسرائيل" إن الثورة السورية تحمل في طياتها طاقة كامنة يمكن أن تحدث تحولات كبيرة وعميقة على بيئتها الإستراتيجية، لذا فهي في حالة استنفار دائم من أجل تقليص مصادر الخطر التي تمثلها هذه الثورة. وإن كان هناك الكثير من المنطقات مثار جدل، إلا إن الأمر الذي لا خلاف حوله هو إن الإبقاء على نظام عائلة الأسد يمثل ذخراً إستراتيجياً من الطراز الأول للكيان الصهيوني.
------------------------------------- [1] كشف الصحافي الإسرائيلي جاكي كوخي النقاب عن إنه خلال جميع الجلسات السرية التي عقدها المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن بشأن الأوضاع في سوريا، كان الرأي السائد إن"إسرائيل" تفضل بقاء نظام الأسد؛ ليس هذا فحسب، بل إن كوخي أكد أن نتنياهو أصدر تعليماته لوزرائه بعدم التعبير عن تفضيلهم لبقاء نظام الأسد حتى لا يبدو بقاء هذا النظام كخيار"إسرائيل"ي. أنظر: جاكي كوخي، بريت يروشاليم –حيزب الله (تحالف يروشاليم وحزب الله)، 31-5-2013، مجلة البيان
آمال شحادة
أبو عبد الله عثمان
أمير سعيد
عبد الجليل زيد المرهون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة