عوض السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 3250
شـــــارك المادة
لا أستطيع أن أخفي صدمتي مما فعله الأستاذ هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري بمطالبة المجتمع الدولي والولايات المتحدة الإسهامَ في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وذلك لأسباب عديدة أهمها أن الائتلاف أظهر اليوم أنه لا يستطيع تقديم هذا الطلب إلا بأمر من الإدارة الأمريكية. ومع أن كثيراً من المعارضين قد ألمح إلى أن السيد رئيس الائتلاف سيعقد مؤتمراً صحفياً يطالب فيه بذلك تنفيذاً للرغبة الأمريكية، إلا أنني تمنيت ألا يفعل حفاظاً على هيبته، واحتراماً للشعب السوري الذي لا يعرف الخوف وثار على الظلم وواجه بطش الأسد. نشرت الجزيرة الخبر بهذه الصيغة "علمت الجزيرة من مصادر في المعارضة السورية أن الإدارة الأميركية طلبت من المعارضة توجيه نداء للمجتمع الدولي للإسهام في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وضرب مواقعه في سوريا, وإن النداء سيوجهه الائتلاف السوري المعارض وقيادات الجيش الحر اليوم السبت من مدينة إسطنبول التركية". نتساءل بعد قراءة هذا الخبر عن المدير الفعلي لسياسة الائتلاف، وعن الجهات التي تصنع مواقفه وقراراته، ونذهب أبعد لنسأل فيما إذا كان الائتلاف يمثل الشعب السوري وثورته، أم يمثل الإدارة الأمريكية والقوى المتصارعة على سورية. إنه لأمر أشد من فضيحة، أن نعلم ما سيقوله الأستاذ البحرة قبل أن ينطقه، ممتثلاً لأوامر خارجية، لا لرغبة سورية مرسلة من الداخل، ودون رجوع للفصائل الثورية في الميدان. بكل حال، ما توقعنا من "رئيسنا" الجديد أفضل مما توقعناه من الجربا، صاحب جنيف، أو من رجل المبادرات معاذ الخطيب، صاحب فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية مقابل الأسد، وصاحب فكرة التحاور مع نظام التشبيح من أجل الحصول على جوازات سفر. كنا نتمنى من هادي البحرة أن يسأل واشنطن عن عدم إدراجها المنظماتِ الشيعية على قوائم الإرهاب حتى اليوم، من الحوثيين إلى عصابات أبي الفضل العباس، ولماذا لم تدرج جيش بشار الأسد على تلك القائمة. لماذا لم يسأل هادي البحرة البيت الأبيض حول سر منع الأسلحة عن الجيش الحر في الوقت الذي تمكن فيه تنظيم الدولة من السيطرة على مدن عديدة في الشمال السوري. أريد أن أسأل رئيس الائتلاف عما فعله حزب الله وقوى التطرف الشيعي في القصير ويبرود وريف دمشق، وعرسال، وأريد أن أسأله عن الذبح اليومي الذي تمارسه تلك القوى على أعناق السوريين؟ وبعد ذلك أسأله عن عدم مطالبته بضرب مواقع تلك القوى أيضاً. في الأيام القليلة الماضية اختطف شبيحة النظام مسافرين سوريين في عرض البحر، ولم نسمع مجرد إدانة من الائتلاف، وأمس تم تفجير عدة مساجد في جنوب سورية وقت صلاة الجمعة، وفي كل دقيقة تنهمر البراميل المتفجرة على الشعب السوري، ويردد أنصار حزب الله العبارات الطائفية وهم يتلذذون بقطع الرؤوس، فلو أن "البحرة" طلب من أمريكا قصف الإرهابيين كلهم. يعلم الأستاذ هادي، أن الولايات المتحدة لم تمنع السلاح فحسب عن الجيش الحر، بل ساهمت بمنع الممرات الإنسانية ومناطق حظر الطيران، وسعت لإفقاد الثوار مكاسبهم الميدانية، ويعلم أنها راضية كل الرضا عن الرجل الذي يحمي حدود الكيان الصهيوني، ومع ذلك استجاب "رئيس الثوار" لطلب الخارجية الأمريكية، بل لم يساهم في إعادة صياغته بطريقة تعبر عن كرامة الثورة السورية التي ترفض الخضوع للإملاءات. ليت الأستاذ البحرة يطلب من أمريكا أن ترفع يدها عن سورية وشعبها، وعن الائتلاف، بل وعن رئيس الائتلاف نفسه أيضاً. العصر
غسان المفلح
ماهر السعيد
برهان غليون
عمار النوري
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة