..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل هي الحرب على الإرهاب أم على الوسطية والاعتدال؟!

سالم الفلاحات

٢١ سبتمبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3085

 هل هي الحرب على الإرهاب أم على الوسطية والاعتدال؟!
الفلاحات00.jpg

شـــــارك المادة

لا تحتاج إلى مزيدِ ذكاء وتحليلِ دقيق أن تقرأ ما بين السطور في حشد أمريكا للعديد من الدول العربية وغيرها ليصنف في سياق مشروع محاصرة الأمة واستهدافها الذي يسعى لاستكمال حلقاته الأخيرة لو استطاعوا.

 

 

فما جرى من مشاريع صنع أعداء وهميين بعد زوال الاتحاد السوفييتي وإمدادهم بذخيرة كافية للاستمرار وبخاصة بعد 11 سبتمبر ليس بخافٍ على أحد.

كما أنّ تدمير العمق العربي "العنيد" (العراق) بحجة "دمقرطة" المنطقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعثر في حينه وإدخال العراق كله النفق المظلم، فخرجت أمريكا من العراق وإن دخلت من باب آخر، ثم الانقلاب على ثورات الشعوب العربية بهدف تدمير القائم وإطالة أمد الاختلاف والنزاع الداخلي من أجل تدمير المستقبل وتحطيم الأمل وعدم الاكتفاء بتدمير الحاضر فقط.

وكذلك بالإجهاز على خيارات الشعوب في مصر وليبيا والانقلاب عليها واليمن وسورية وحتى تونس والتحركات السلمية في الأردن وغيرها.

هل قرع أمريكا في الظاهر طبول الحرب والصهيونية العالمية في الحقيقة ليرقص على إيقاعها العرب أولاً ويقدموا لها جميع المستلزمات البشرية والمعلوماتية والاستخبارية والمالية هو لمحاربة الإرهاب فِعْلاً؟

وهل تقرع الطبول لمواجهة التطرف العالمي الذي لا دين ولا مذهب ولا اتجاه ولا جغرافيا له، فهو موجود في جميع الأفكار والمذاهب والملل والنحل، فمنه الشرقي والغربي وما ينتسب للإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والاشتراكية والرأسمالية وكله تطرف وكله إرهاب مرفوض جملة واحدة؟

التطرف والغلو مرفوض بأي اتجاه كان حتى لو كان ظاهره الخير والإيجابية، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين فإنّ المنبت (المسافر التائه) لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى".

لكن هناك تطرّفٌ منظمٌ؛ تطرف دول، تطرف حكومات، وتطرّفٌ ممنهج، وهو أخطر بكثير من التطرف الفردي أو الفئوي على ما فيه من أخطار.

ويظهر أن الإرهاب والتطرف والغلو مطلوب عالمياً وأمريكياً وصهيونياً بخاصة، وأنَّ بقاء المتطرفين مطلوب وهو من مستلزمات السيطرة على الشعوب ونهب مقدراتها وتزوير إراداتها بحجة محاربة الخطر العميم والإرهاب والتطرف وتخويف الشعوب.

التساؤل مشروع ومُلحّ وهو: هل المطلوب من هذا التحشيد استهداف الاعتدال والمعتدلين في العالم الإسلامي؛ لأنهم الأكثر قدرة على الإقناع وكشف الزّيْف والادعاء؛ ولأنهم الأكثر قبولاً في المجتمعات العربية، والأقدر على كسب ثقتها وإمكانية إعادة بناء حضارتها العربية الإسْلامية وأكثر مرونة واستيعاباً؟

علْماً أنّ التطرف لن يكتب له الاستمرار والتمدد فهو مرفوض في أعماق ضمائر الناس كل الناس، وانظر إلى الأفكار المتطرفة في التاريخ الإسلامي فقد بقيت معزولة ضعيفة محاصرة خلال أربعة عشر قرناً.

على العرب الذين يصدقون أنها معركتهم فعلاً وعلى المسلمين والإسلاميين الذين يخشون من التطرف وعلى الصادقين في العالم الذين لم يُتَمكّن من استغفالهم أن ينتبهوا، فليس كل ما يلمع ذهباً، ولا يمكن أن تجد عند السراب ماءً، وليحذروا من أن يكون الحشد ليس لتدمير الإرهاب إنما لتدمير الشعوب ودينها وإسلامها وقيمها وحاضرها ومستقبلها.

وأخشى أن يصدق فينا المثل الشعبي القائل: "المذبوح مِنَّا والميدّ (يعني الدية) علينا".

ويظهر أنّ العرب سيدفعون تكلفة الحرب عليهم، وسيكتوون هم بنارها وسيغادر الأمريكان خلف المحيطات وتبقى حرب البسوس وداحس والغبراء.

 

 

مجلة المجتمع

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع