..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بشائر النصر الشامي القادم

أحمد موفق زيدان

٢١ نوفمبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2861

 بشائر النصر الشامي القادم
موفق زيدان0.png

شـــــارك المادة

على الرغم مما يتبدى لبعض العجلة من سوداوية المشهد الشامي في ظل مساعي العالم كله إلى خلط أوراقه على حساب ثورة الشآم، ورغم الجهود الخرافية التي بُذلت وتُبذل لحرف ثورة الشام  وتحويلها إلى ما ينعتونه بالحرب الأهلية، إلاّ أن الواقع يصرخ في وجوه الجميع بأنها ثورة شعب تتقدم صوب نهايتها المنطقية وهي النصر الذي سيكون بطعم الشآم روحاً وريحاناً وياسميناً.

 

تلتفت إلى الانتصارات المتلاحقة في درعا والقنيطرة وتقدم الثوار صوب عاصمة بني أمية مهوى أفئدة المسلمين لأكثر من قرن، فتجد  الصمود الأسطوري في داريا معقل الغوطة الغربية حيث منها انطلقت جحافل نصر الإسلام الأول بقيادة أبي عبيدة بن الجراح إلى دمشق، مدعومة بجحافل الصحابة بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد من الغوطة الشرقية وتحديداً من جوبر الصامد رغم كل ما تفتقت عنه العقلية الإجرامية للنظام، فيتصاعد لديك حنين الشوق إلى أيام خلت مبشرة اليوم بالعودة، حيث يحتفظ الثوار بمنصتين تاريخيتين كانتا انطلاقة فتح الشآم، وها هي تعود اليوم، بانتظار فك الحصار عنهما من قبل ثوار القلمون ودرعا والقنيطرة وحمص..

في حرب العصابات يكفي صمودك أمام عدوك لتكون منتصراً، أما العدو الذي يُقدم نفسه على أنه يمثل الحكم المركزي فهو يتعرض لتآكل في الزمان والمكان لصالح معارضيه، والثوار في تقدم بغض النظر عن خسارة موقع هنا أو موقع هناك، ولكن بحساب الأسواق الضخمة "المول" فإن الثوار في تقدم وعدوهم مدعوماً بكل غرب وشرق في تراجع..

حين تتحدث الأخبار عن فشل التآمر العالمي على الشعب السوري غربيه وشرقيه، وانفضاضه عن لوحة كاذبة رُسمت على الرمال فذرتّها الرياح في يوم عاصف، عنوانها لوحة أصدقاء الشعب السوري، الذي أدرك كنهها وحقيقتها منذ اليوم فهتف بصوته المدوي "مالنا غيرك يا الله."، وتتحدث الأخبار معها عن المآزق التي يعانيها كل من يدعم طاغية الشام بالحديد والنار إن كان على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي، ظهر ذلك بالتخبطات الإيرانية وفتحها لجبهات عدة، وانسحابات لحزب الله من القلمون بسبب تخبطه وتعرضه لخسائر أتت على بنيته وعصبته القتالية، وما تردد عن تمنع دفع رواتب لمقاتلي الحزب في سوريا لأشهر، والصراع بين الجنوب اللبناني والبقاع إزاء من يتطلب عليه دفع فاتورة الدم والقتل في سوريا، وفوق هذا كله تضييق الخناق على العصابة الأسدية من خلال الكشف الأخير عن تورط بشار في اغتيال الحريري وظهور أرقام هواتف المتهمين الخمسة في اغتيال الحريري على هاتف بشار، وكشف ضابط في جهاز الاستطلاع السوري بعد انشقاقه عن لقاءات الخمسة مع بشار في القصر الجمهوري بدمشق، كلها تؤكد أن ثورة الشعب السوري تتجه إلى نهايتها المنطقية بالنصر الناجز والحاسم.

التململ الحاصل في العصبة الطائفية للنظام إن كان ما يتردد عن تحركات وسط الطائفة العلوية بسبب تزايد أعداد القتلى التي بلغت بحسب مصادر محايدة 110 آلاف قتيل، مع أخبار عن هروب شباب علويين إلى الخارج هرباً من الجندية، وشن النظام لحملة اعتقالات باللاذقية للقبض على الشباب لرفد طاحونة القتل الأسدية ثمناً لبقائه في السلطة، وقد وصلت نار التململ إلى بساط الأسد نفسه بمعقله في القرداحة حيث وقعت اشتباكات بين شباب رفضوا الالتحاق بجبهات القتال وبين قوات الأمن التي تصر على سوقهم للجبهات، واتخذ التململ شكلاً جديداً وخطيراً بتحرك الطائفة الدرزية ورفضها أن تبقى وقوداً لبقاء أسد في السلطة، لا سيما وأن التحرك أتى بعد دعوة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط العائد من موسكو أبناء طائفته بالانشقاق عن النظام، فقد رفض أبناء الطائفة الدرزية في السويداء قبول النظام سوقهم للخدمة العسكرية فاندلعت مواجهات دامية بين الطرفين..

أما خطة دي ميستورا المعتمدة فقط على زيارة عواصم وجهات حليفة للنظام حتى أطُلق عليه وزير خارجية أسد، فلا مستقبل لها والتي هي بالفعل خطة الصحافي الإيراني الأصيل نير روزن التي تعتمد على الهدن المؤقتة، تحت شعار حلب أولاً لتجميد القتال، وفي جوهرها طوق نجاة لنظام الأسد الإيراني المتهالك ليتفرغ  من بعدها لمناطق أخرى في الغوطة، فالنظام ليس في قاموسه كلمة سياسة إلا بما يخدم تركيع الشعب، ولعل القبض على السياسي العلوي المعارض لؤي حسين بتهمة تهوين الأمة، ولا أدري إن بقي من الأمة شيئاً عمراناً وشعباً أو شعارات بعد أن باعها لإيران، كل هذا يؤكد على أن النظام في حالة تخبط سيما مع تقارير جادة عن طرح أسياده في موسكو وطهران له في البازار العالمي.

الثوار على الأرض قابلوها بالرفض، فالسنوات الأربع من عمر الثورة السورية علمتهم أن الجهود الدولية لم تكن يوماً إلا لتخفيف الضغط على نظام القتل والإجرام، مع رفع العتب عن ما تبقى من ضمير عالمي يؤنب على مأساة الشعب السوري "كارثة القرن".

حين بدأت الثورة السورية كان البعض يتخوف أن يقتلها الطاغية في مهدها، حينها قال  سياسي سوري عريق مقيم في الشام إن ما ترونه من موجات مائية شعبية سطحية هي نتيجة لتيارات مائية ضخمة من الغليان الشعبي تحت هذه المظاهرات، ومن قبله قال روبسبيار بأن تيار الثورة الجبار يتواصل بفعل جرائم الاستبداد، أخيراً لا يستعجلن أحد الطريق فتاريخ الثورات العربية الحديثة علمنا أن لا حل بتحالف الثورة وخصمها الممثل بالثورة المضادة، فالدولة العميقة في صالح الأخيرة، وبنظرة سريعة على الوضع في اليمن ومصر وتونس وليبيا يتأكد ذلك، هذه ثورات شعوب إن أردنا تحقيق طموحاتها فلا بد أن يكون الشعار ما قاله الزير سالم" لا تصالح".

 

 

 

شؤون خليجية

 


 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع