نبيل جلهوم
تصدير المادة
المشاهدات : 4182
شـــــارك المادة
يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكُرني، إن ذكرني في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرني في ملأٍ، ذكرتُه في ملأٍ هم خيرٌ منهم، وإن تقرَّب منِّي شبرًا، تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا، تقرَّبتُ منه باعًا، وإن أتاني يمشي، أتيتُه هَرْولةً.
وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ، ولم يذكُرْ وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا، تقرَّبتُ منه باعًا، الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2675 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
حقيقة لاريب فيها،، إن الحياة الحقيقية هي حين نحسن في الله الظن، إن السعادة الحقيقية هي حين نحسن في الله الظن،، إن طمأنينة النفس ستتحقق وستأتي حين نحسن في الله الظن.
إحسان الظن بالله خلق رباني، إحسان الظن بالله من أخلاق المؤمنين، إحسان الظن بالله دليل حب لله، إحسان الظن بالله إثبات لعبوديته وتحقيق لربوبيته وتوحيد واعتراف بألوهيته.
ثق دوماً في الله واصبر على ما أصابك إن ذلك الصبر من عزم الأمور، ثق به وأحسن الظن واعلم أن الفرج والمخرج من كل شيء لا يكون ولن يكون إلا من الله فكن مع الله ولاتبالي، فوّض على الدوام أمرك له، واجعل هتافك وشعار حياتك ومحور ارتكازك: كلا إن معي ربي سيهدين.
إحسان الظن بالله نور رباني يقذفه الله في قلب العبد الذي يحبه: إذا أردت الوصول إلى أملك وبُغيتك ثم تعثرت شيئاً ما، فثق أن السعادة آتيةٌ لاريب فيها فأحسن بالله الظن.
إحسان الظن بالله شعلة تضيء طريقك نحو راحتك وجنتك، إحسان الظن بالله رسالة ربانية من رسائل الله للقلب والروح والعقل.
إحسان الظن بالله رسالة ربانية تدعونا للحياة، شعلة تبقى مضيئة داخلي وداخلك، شعلة أنا وأنت قادرون على الحفاظ عليها وقادرون بذات الوقت أيضاً على التفريط فيها.
إحسان الظن بالله سعادة وعبادة، فالذي يحسن الظن بربه يتفاءل ويكون سعيداً وينشر على من حوله السعادة.
إن اليوم الذي تبدؤه بحسن الظن بالله هو خير بداية بل هو من أجمل أيام حياتك فكن ربانياً.
وابدأ يومك بإحسان الظن بربك واجعل عنوان يومك يارب لقد أحسنت الظن فيك فكن عند ظني ياكريم.
أحسن بالله الظن فقد يكون الخير بيديك أمامك لاتراه ولاتبصره إحسان الظن بالله هو ترجمة عملية لإيمان صحيح ومعتقد سليم.
إحسان الظن بالله هو لحن من ألحان الحياة الهادئة المطمئنة، فلنحيينه حياة طيبة.
إحسان الظن بالله مع النفس ومع الأم والأب والإخوة والزوج والزوجة يعينك ويُعيدك ويأخذ بيدك ويرجعك إلى مربع الإنسانية الأول الذي يجب أن تكون عليه كي تكون إنساناً كما كان محمد صلى الله عليه وسلم إنساناً كي تحيا كما محمد -صلى الله عليه وسلم- حياة صالحة حبلها المتين مع الله.
إحسان الظن بالله يقضي على ظلمك لنفسك وظلمك لغيرك أياً كانت درجات الظلم، فتعدل وتؤمن بقدرة ربك عليك إذا أنت ظلمت، زوج مع زوجته أو زوجة مع زوجها، أو أبناء مع والديهم، أو غير ذلك.
إحسان الظن بالله يبعث على الأفكار الجميلة الجليلة، يوسع الصدر، يأتي بالخير، يعود بالسكن، يُلوّن الحياة بلون جميل مبهج، يجلب السرور، يبدد الخوف يزيد في المرء والمحيطين به الأمان النفسي والروحي والذهني يعجّل بالشفاء يأتي بالفرج يزيل الغُمّة.
إحسان الظن في الله يغيرّ مجرى حياتك بشكل رباني فيمنحك المعية الربانية من الله التي هي دواء الروح والجسد من كل ألم ومن كل يأس ومن كل عثرة وكل إصابة.
إحسان الظن بالله هو صورة من أبهى صور الإيمان والاعتقاد السليم في الله تعالى.
إحسان الظن بالله هو أيضاً كلمات ومواقف تنير صفحات حياتنا وتنير بصيرتنا وتفرح قلوبنا.
ثمرات إحسان الظن بالله:
إحسان الظن بالله خلق رباني يُسخّر كل الأشياء من حولك لك، يفتح عينيك على الحياة تراها جميلة، تنصف، تعدل، ترفُق، تبذل.
إحسان الظن بالله خلق رباني سيجعلك ترى أنه لاصعب في الحياة بل سترى أنه لاوجود أصلاً لكلمة صعب وأنه لا أساس لها في قاموس الله الرباني.
إحسان الظن بالله خلق رباني لو جعلته سلاحك فثق أن الأمل والسعادة سيسرعان إليك والبلاء سيزول عن كتفك وكاهلك، حتى الهواء الذي تستنشقه سيبتسم لك، وسيشاركك بسمة هوائك من تحبهم.
إحسان الظن بالله خلق رباني ثِْق أنه كفيل بأن يحول قنوطك في الأمس إلى رجاء في اليوم.
إحسان الظن بالله خلق رباني سيجعلك تحجب غيومك عن السماء وستغمض بصرك حتى ترى خلف الغيوم نجوماً.
إحسان الظن بالله خلق رباني سيمنحك الضوء لترى الخير كله عاجلاً غير آجل في الدنيا قبل الآخرة.
إحسان الظن بالله خلق رباني ستنال به الفتوحات والكرامات وما يذهلك من العطيات الربانيات.
خاتمة:
أخيراً فلنزرع حسن الظن بالله في داخلنا ولنجعله خلقنا الرباني الأول ولتثق تماماً بأن الله لن يتخلى عنك مادمت ربانياً تحسن الظن فيه أبداً ودائماً وعلى كل حال ولتكرر عبارات الظن واعتقاد الجميل في الله.
قل وردد وثق بربك: إنه غداً سيلتقي الأحبة.
قل وردد وثق بربك: إنه غداً سيزول الظلام.
قل وردد وثق بربك: إنه غداً سيشرق الفجر من جديد.
قل وردد وثق بربك: إنه غداً سيأتي الشفاء سيرفع البلاء.
قل وردد وثق بربك كما ردد ووثق موسى بربه: كلا إن معي ربي سيهدين، قالها موسى في أزمته فانفرج كل صعب، فكيف بك لاتقولها كما قالها موسى.
قل وردد وثق بربك: إنه لن يتركني ربي.
قل وردد وثق بربك: إنه كيف يتخلى عني خالقي.
قل وردد وثق بربك: إنه ربي وربي ناصري ومعيني.
قل وردد وثق بربك: (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ويجعلكم خلفاء)
وهكذا من عبارات التفاؤل وإحسان الظن بالله، وعلى أمل أن يصبح حسن الظن بالله خلقنا الرباني وشعارنا في كل مكان ومرحلة وزمان حياة مشرقة لقلوب مفعمة بحسن الظن بربها.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
حمزة آل فتحي
عمر عبد المجيد البيانوني
عبد الله القصيِّر
سلمان العودة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة