حسام طرشه
تصدير المادة
المشاهدات : 3434
شـــــارك المادة
أفكّر في أن الحلّ الذي يُطرح عادة في الثورة عن ضرورة (توحّد الفصائل في الثورة تحت جسم واحد) وطرحه على أنه الحل الوحيد، هو حلّ فضلاً عن كونه غيرَ عمليّ فهو أيضاً ليس حلاً مناسباً. وأرى أن الحل يكمن في تأمل ما كان عليه جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم:
--------------------
فقد كان صلى الله عليه وسلم يعقد ألوية القبائل وبني فلان وبني فلان لكل قبيلة راية خاصّة به، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صاحب اللواء الذي يستدل به الجيش جميعاً في المعركة. ـ ومهمة اللواء أن يكون هو مسيّر المعركة الكلّية في كل اتجاهاتها ـ ومجموعات القبائل وبنو فلان وبنو علّان لكل رايته؛ الهدف منها أن يهتدي الجندي عند تلاحم الصفوف بسواد مجموعته فلا يتيه عنها، وهنا تبرز أهمية مهمة حامل الراية. بإسقاطها اليوم: ـ يبقى كل فصيل محافظاً على شعاره وتنظيمه وهيكلته العسكرية وعدته وعتاده ـ يكون للجميع مجلس (تخطيط عسكري موحّد)، ونظراً لعدم وجود القائد الفذّ فإن المجلس يأخذ قراراته بالتوافق والتدارس ويجب على جميع الألوية والكتائب "الفصائل" أن تلتزم بالخطة العامة ولا تخرج عنها. ويكون للجميع (مجلس سياسي) يعمل على تحقيق المكاسب الداخلية والخارجية ومخاطبة الآخر في الخارج من دول الإقليم والعالم بما يحفظ الثوابت ويحقق المصالح بما هو متاح وممكن، لحفظ المصالح ودرء المفاسد. وهذا كله لتثمر تضحيات المجاهدين والثوار المرابطين والمقتحمين.. إلخ. إن هذا الحلّ هو العمليّ والأكثر نجاعة والممكن، ولكن تعطّلت مشاريع الاندماج بسبب الإصرار على دمج السلاح والمخازن وفرط الألوية ... إلخ حتى صارت جزءاً من المشكلة. ومن فوائد هذا الحل: 1. مراعاة طبيعة الثورة وانتشار القوى على الأرض الشامية 2. نزع مداخل الشيطان على الفصائل وقاداتها وأفرادها 3. بث روح التنافس من يكون الأقوى والأصلح. 4. اجتهاد القيادة في الغنائم وتوزيعها بما يحفظ تماسك الجميع، فمرّة أعطى صلى الله عليه وسلم المسلمين حديثاً ولم يعط في حينها الأنصار وكان له في ذلك حنكة وخبرة, وهذا في باب توزيع الفيء في الجهاد مطروق مشهور لمن راجع كتب الفقه. ويومها قال مقولته الشهيرة للأنصار ـ التي جعلتهم يبكون راضين بما فعله صلى الله عليه وسلم ـ عندما قال لهم: ((ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رحالكم؟، فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شِعباً، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً، ثم انصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتفرقوا)) اهـ. 5. فيه تفعيل لروح القيادة لدى الأمة من خلال استثمار أهل الاختصاص والتخطيط دون الاقتراب من مكامن دخول إبليس على نفوس البشر من الأطراف جميعاً. 6. اللواء يكون أكثر تجانساً أثناء المعركة مع بعضهم البعض نظراً للتقارب والتجانس الذي انبنى مع المعايشة الطويلة (طبعاً مع ضرورة الإصلاح التنظيمي من خلال تقديم الخدمات التطويرية).
----------------------------------
ألا ترون معي أن هذا هو الحل الأمثل؟ وخلاصته:
وصفي عاشور أبوزيد
مجاهد مأمون ديرانية
أبو مارية القحطاني
أبو عزام الأنصاري
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة