ذكرت في المقالة السابقة أن بعض صفحات فيسبوك عانت من انخفاض حاد بنسبة 70% خلال يومين بسبب ما فسرته تغيير قواعد النشر.

فيسبوك كان يستخدم خوارزمية سابقة تسمى EdgeRank تحدد من ستظهر لهم منشوراتك على صفحة الأخبار. الخوارزمية هي نسبة الوصول = مجموع العوامل (العلاقة مع المستخدم x وزن المنشور x زمن التضاؤل)

وكانت نسبة الوصول قبل عامين نحو 16%، أما الآن فالأرقام تتحدث عن 1-2% الآن لنسب الوصول.

١- العلاقة مع المستخدم: النسبة تزيد مع تفاعلك مع شخص ما (الإعجابات والتعليقات والمشاركة) ستزيد من إمكانية ظهور منشوراتهم عندك، أو إذا ما كان شخص ما هو في قائمة أصدقائك المفضلة. أو ضمن قوائم متابعة أخرى.

2- وزن المنشور: الصورة تزن أكثر من الكتابة، لذلك فإننا عادة ما نلاحظ أن الصور تجذب إعجابات أكثر من المقالات المكتوبة. ولا أعلم عن الفيديو بالرغم من أن الكثيرين يقولون إن له وزناً أكبر من الصورة إني وجدت العكس صحيحاً حسب التجربة.

أما المشاركات في الأقل وزناً: مشاركة الروابط ستأخذ النسبة الأدنى من الوزن، خاصة عندما تشارك الرابط بدون كتابة أي تعليق، ستلاحظ أن نسبة المعجبين لن تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة إذا كان عدد متابعينك أقل من ألف. عندما تشارك رابطاً أو شيئاً آخر لصديقك ... اكتب تعليقك الخاص لزيادة الوزن.

٣- زمن التضاؤل: المنشور قبل ٥ دقائق لن يظهر بنفس الوقت الذي يظهر به منشور وضع في اللحظة ذاتها. سيخسر منشورك وزنه مع الوقت، كما أن وزن التفاعل عند النشر /مثل الإعجابات أو التعليقات/ عند عرض المنشور لها وزن أكبر من التعليقات التي تأتي بعد عدة ساعات.

بعض المواقع تشير إلى أن متوسط عمر المنشور الواحد هو ٣ ساعات. لذلك ستجد أن وضع عدة منشورات بشكل متتالي ستضعف من معدل التفاعلات من أن لو كان منشوراً واحداً كل فترة زمنية.

وهو أيضاً قد يكون عاملاً لتفسير لماذا تأخذ الكتابات السريعة والقصيرة إعجابات أكثر، فالقارئ يقرأها خلال الفترة الزمنية التي يكون بها المنشور "طازجاً" ويتفاعل معها، وبالتالي نقاط إضافية أكبر خلال العمر الأقصر للمنشور.

طبعا هذه المعادلة قديمة، لكن العوامل لا تزال تؤثر في الخوارزميات الجديدة التي تحتوي مئات العوامل الإضافية. فيسبوك مؤخراً، حدد مجموع المنشورات التي يمكن أن تراها عند دخولك بـ 1500. ولن تراها كلها بنفس الترتيب، فهو سيقرر بالنيابة عنك، وحسب تفاعلك مع الناس واعتبارات تجارية، من سترى من الألف وخمسمائة أولاً.

الآن تعرفون بعض الأسباب لماذا انخفض التفاعل مع منشوراتكم بأكثر من 70% في بعض الحالات. فيسبوك يغير ترتيب المعادلة دوماً لصالحه.

وفي المقال القادم سأجيب عن تساؤل الزميل أحمد دعدوش عن الحلول المقترحة أو الممكنة. ذلك لأنه بعد البحث، وجدت من الأفضل أن أشرح الخوارزمية أولاً في حال وجدت مقالة مفيدة ومتعوباً عليها، لا تمتنع من التفاعل معها مستقبلاً، فستساعد على وصول المعلومة إلى الناس، والدال على الخير كفاعله.

صفحة الكاتب على فيسبوك