..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل تنجح عمليات إسرائيل التجميلية في إعادة تقديم وجه حزب الله القبيح!؟

زهير سالم

٢١ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2820

هل تنجح عمليات إسرائيل التجميلية في إعادة تقديم وجه حزب الله القبيح!؟
000حزب اللات.jpg

شـــــارك المادة

نحتاج في المنطقة بل في العالم إلى أبجدية جديدة، غير تلك التي تواضع عليها البشر، لنفهم الأحداث التي يديرها ويدبرها الولي الفقيه مع تابعَيه حسن وبشار.

نحتاج إلى ذلك المعجم الدلالي الذي فُسر به القرآن الكريم: حين يقول قائلهم عن قوله تعالى (( يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ..)) هما أبو بكر وعمر. وعن قوله تعالى لبني إسرائيل ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً.. )) هو أمر لهذه الأمة: اذبحوا عائشة (رضي الله عن أم المؤمنين عائشة)، المعجم الدلالي الذي فسر (الزنا) بوضع نطفة العلم المتضمنة سر (الإمام) في غير موضعها. وفسر الأمر بالصوم (بحفظ سر الإمام) وأن الطهر والعفاف، أو الإمساك عن الطعام والشراب هو فهم الدهماء والطغام...

نحتاج إلى معجم دلالي جديد من الوقائع اليومية من مثل أن يقدم بشار الأسد على قتل أعوانه من رجال خلية الأزمة ومنهم صهره ووالد من هو خالهم وزوج من هي شقيقته، أو إقدامه على تدبير محاولة قتل رموز المسيحيين في لبنان ومن بينهم البطركين صفير والراعي فيما عُرف بمؤامرة ميشيل سماحة.

معجم دلالي لا ينسى وقائع إطلاق رموز التطرف من سجون المالكي وسجون بشار وتمكينهم ، وتمويلهم بأساليب كثيرة كان آخرها ذوبان فرقتين من الجيش العراقي أمام بضع مئات منهم تاركة وراءها (أحلاسها وأقتابها) من أسلحة خفيفة وثقيلة...
لن نطيل في سرد الشواهد التاريخية والمعاصرة التي تفرض على قارئ الخطاب أو الحدث السياسي أن يفهمه ويفسره باعتبار أولي قائم على معرفة شاملة لطبيعة الجهة التي تصدره أو تصنعه.
منذ أوائل السبعينات للقرن الماضي عبر الشعب السوري بذكائه الفطري عن فهمه لطبيعة الموقف السياسي (لحافظ الأسد) عبر نكتة انتشرت في سورية من الشمال إلى الجنوب، نكتة تشبه الرجل الذي كان صانعوه من قادة السياسة الدولية يتغزلون بقدراته وذكائه ودهائه، بسائق السيارة الذي يغمّز ( يؤشر ) يساراً ويذهب يميناً. كانت النكتة إشارة واضحة إلى باطنية الأسد وخبثه وكذبه من جهة ، كما كانت إشارة واضحة إلى أن ادعاءاته الاشتراكية واليسارية والمعاداة للامبريالية والصهيونية كانت مفضوحة عند العامة والخاصة على السواء.
بالنسبة لما حدث بالأمس من قيام مروحية صهيونية بقصف صاروخين على إحدى قرانا في الجولان...
ندين إقدام المروحية الصهيونية بالأمس على قصف الأرض السورية في منطقة الجولان. ونعتقد أن إقدام العدو على استخدام ( مجرد مروحية ) لتنفيذ هذا العدوان له دلالاته الاستراتيجية والعسكرية بالغة الخطورة، فالأجواء التي توفرها قوى الاحتلال الجديدة لهذا العدو لم تعد تضطره إلى استخدام طيران حربي ، ولا إلى تسلل من وراء تغطية وحدات الرادار..
نؤكد أن الإسرائيليين بمشروعهم الصهيوني المجدول بحزم أمريكي مع المشروع الصفوي ؛ قد تحركوا لتنفيذ العدوان بناء على طلب وتنسيق مباشر مع بشار الأسد ومع قيادات حزب الله ، كما تنسق طائرات التحالف الدولي مباشرة مع نفس القيادات قبل أن تقوم بانتهاكاتها بقصف الأرض السورية.
إن حاجة بشار الأسد وحزب الله إلى هذه الضربات الإسرائيلية أصبحت استراتيجية و أكثر ضرورة في هذه المرحلة من الصراع.
فهم بحاجة إلى هذه العمليات أولاً لأنهم بحاجة إلى مزيد من خلط الأوراق ، ولاسيما بعد النجاح الذي أحرزوه في تصوير صراع طلاب الحرية والكرامة في سورية على أنه صراع مع متطرفين وإرهابيين ..
وهم بحاجة إلى هذه الضربات ثانياً في الوقت الذي يتكبدون فيه الخسائر اليومية في الشمال والوسط والجنوب كنوع من إحراج الثورة والثوار ، وتصويرهم كما يردد الناعقون باسمهم على أنهم مدعومون من ( إسرائيل ) بدلالة أن بعض الجرحى وبدواعٍ إنسانية محضة يتم علاجهم هناك.
الحقيقة التي لا يجوز أن ينساها سوري ولا عربي ولا إنسان أن بشار الأسد الباقي بالدعم الإيراني المباشر كما يرى ويسمع الجميع ، ظل باقياً منذ اليوم الأول وحتى اليوم بالقرار الإسرائيلي المباشر . القرار الإسرائيلي الذي جعل قوى الأرض جميعاً في سلة واحدة ، بعض يدعم ويمد وبعض يصمت ويناور..
وهم بحاجة إلى استدعاء هذه الضربات ثالثاً لأنهم أشد حاجة اليوم إلى عمليات التجميل للوجه القبيح الذي زاده ما تلطخ به من دماء أطفال سورية ونسائها قبحاً وتشوهاً .

مرة ثالثة ورابعة وخامسة نقول لأصحاب الوجوه الشائهة إن كل مباضع الجراحين في إسرائيل بل في العالم لن تصنع برقعاً يخفي هذا القبح الذي لبسكم ولبستموه ..
وقد يسأل سائل: هل ما دفعه بشار الأسد وحسن نصر الله في هذه العملية من خسائر يستحق كل هذا الذي تتحدث عنه وتقرره؟ سؤال لا يطرح في سياق المقدمات التي قدمناها في أول هذا المقال...
إن الذين يظنون أن (جهاد مغنية) شيء مهم عند حسن نصر الله وبشار الأسد. عليهم أن يتذكروا أن أباه من قبل (عماد مغنية) مع كل ما قدم لهم لم يكن هذا الشيء المهم.

إن اتهام الموساد الإسرائيلي بقتل عماد مغنية لم يكن إلا عملية تكريم لذلك الشيء الذي قرر بشار الأسد أو صهره يومها أن يتخلص منه. وزوجة عماد مغنية وأم جهاد مغنية هي خير من كان يعلم هذا...
في حديث حسن نصر الله الخميس الماضي على قناة الميادين قال: نحن غير ملتزمين لإسرائيل بعدم الرد على ضرباتها. وهي عبارة تختلف بكل تأكيد عن القول (نحن ملتزمون بالرد على هذه الضربات). علينا أن لا ننسى أن أي عملية قد تشهدها المنطقة في الجولان أو في لبنان لن تعني أكثر من محاولة لبشار الأسد أو لحسن نصر الله للهروب إلى الأمام، إلى الحضن الذي عرفهم ورباهم و عرفوه ليناً دافئاً حنوناً منذ عقود..

 

 

مركز الشرق العربي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع