..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا لا تعالج السقف؛ كي لا تتسرب منه مياه الأمطار؟!

أحمد سالم

٨ فبراير ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3430

لماذا لا تعالج السقف؛ كي لا تتسرب منه مياه الأمطار؟!
سالم 00.jpg

شـــــارك المادة

سأل الرجل صديقه: لماذا لا تعالج السقف؛ كي لا تتسرب منه مياه الأمطار فتغرقنا ونحن جلوس هكذا؟
فأجابه: وكيف أعالجه والماء يتسرب؟
فسأله: ولم لم تعالجه قبل نزول المطر؟
فأجابه: لأن الماء لا يتسرب حينها.

هذه هي الدائرة المغلقة التي يدور فيها الناس سواء على المستوى الفردي أو على مستوى التيارات والجماعات أو حتى على مستوى الدول والمجتمعات الكبيرة في عالمنا.
تفجؤهم الأحداث فيستقبلونها بفقر في الأفكار والأدوات وضحالة في الموارد والكفاءات المناسبة لها، وحين تحاول البحث في سبب عدم استعدادهم بالأفكار والموارد والكفاءات لمثل هذه الفجأة،  تجد أنهم كانوا غارقين في اللحظة الآنية بلا أي تفكير مستقبلي يمهد الأرض لأجيال قادمة تحسن استقبال ما تفجؤها الأيام به.

وتلك حال أصحاب الأيديولوجيات المغلقة المتكلسة لا يحسنون المراجعة ولا التطوير ولا يثقون في أي تجديد يحفزهم على تغيير نمط الأفكار والرؤى، يفكرون دائماً في اللحظي والآني وكبسولة المعرفة التي تكفي من أجل الحركة، وكفانا تنظيراً، باستثناء التنظير الذي يخدم الأيديولوجيا بالطبع.

ويد الله حين تعمل في فسح مجال من الأسباب، فهذه الأيديولوجيات تظل عاجزة عن الانتفاع من هذا المجال الذي فُسح، وتظل كل واحدة منها تسير على قضيبها القديم، عاجزة عن الاستجابة المناسبة؛ لأن الاستجابات المناسبة لا تكون إلا عن دربة مرهقة ومران طويل قديم.

وإن الله لا يظلم أحداً ولا يصيب الناس مصيبة إلا بما كسبت أيديهم والله يعفو عن كثير.
وأسوأ ما يقع: أيديولوجيات تزعم نفسها أحسن من أختها وهي مثلها في الانغلاق والضعف والعجز وهي مع ذلك رعناء ليس فيها حتى دين وخلق أولئك، تطبب زكام أولئك بجذام.
ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع