..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الشرق الأوسط على أبواب التقسيم!

نبيل الحيدري

٢٨ فبراير ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3123

الشرق الأوسط على أبواب التقسيم!
independentstate831big2.jpg

شـــــارك المادة

تحدث الخبير في الجغرافيا السياسية الشرق أوسطية ريتشارد شوفيلد في ندوة أقامتها كلية لندن للاقتصاد والدراسات السياسية عن مخطط لتقسيم المنطقة غير ما قسمتها اتفاقية سايكس – بيكو قبل 100 عام.  
دعت جامعة لندن ومركز دراسات الشرق الأوسط لحضور ندوة عن الجغرافية السياسية الشرق أوسطية، أقيمت في كلية لندن للاقتصاد والدراسات السياسية.
في هذه الندوة، تحدثت الدكتورة مداوي الرشيد عن أهمية الموضوع تاريخيًا وحاليًا، وعن أهمية ريتشارد شوفيلد، الخبير والمحاضر في كلية كينغ بالجغرافية السياسية في الشرق الأوسط. ثم تحدّث شوفيلد عن الجغرافية السياسية وتعريفها وكيفية قراءتها للأحداث وأهميتها.
مائة عام:
ذكر شوفيلد أهمية اتفاقية سايكس-بيكو، التي كانت تفاهمًا سريًا غير معلن بين المملكة المتحدة وفرنسا في تقاسم الهلال الخصيب، بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
تمت هذه المفاوضات بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيكو والبريطاني مارك سايكس، لذلك اشتق اسمها من الاسمين، “ونحن الآن قريبون من 100 عام على هذه المعاهدة التي باتت بالية، وينبغي عقد اتفاقات جديدة ورسم خارطة جديدة وحدود جديدة”.
وذكر أيضًا مشكلة الحدود بين العراق وإيران حيث كان هناك اتفاقية العام 1975 التي رفضها صدام حسين، باعتبار أن الشاه فرضها على العراق عندما كان ضعيفًا، “ثمّ كانت الحرب العراقية-الإيرانية لمدة ثماني سنوات، وفيها الصراع على مناطق مثل شط العرب وغيره، ثم احتلال العراق للكويت بسبب مسألة الحدود ومسائل أخرى، وبدأت الكويت تعرض وثائق تؤكد فيها استقلاليتها حتى تم إخراج العراق بالقوات الأميركية وحلفاؤها”.
وأضاف: “للعراق موقع جغرافي سياسي مهم للمنطقة، لذلك جاءت أميركا في 2003 لكن اليوم تجد النفوذ الإيراني هو الأقوى وتغيير خارطة الحدود لصالح إيران”.
دور الاقتصاد:
تحدث شوفيلد عن الممرات المائية المهمة عالميًا، تمر بها التجارات والبترول وغيره كما تحدث أيضًا عن أهمية الاقتصاد في الصراعات والنفوذ، وذكر مثالًا أسعار النفط، “فبينما كان قبل فترة وجيزة سعر برميل النفط الواحد أكثر من 100 دولار، هو الآن 50 دولارًا ومرشحًا للهبوط بشكل كبير، وفي التسعينات وصل سعر البرميل إلى 10دولارات، والبعض يتوقع نزوله إلى هذا السعر حيث العرض كبير والطلب أقل”.
صراع الإمبراطوريتين:
أظهر المحاضر أيضًا صورة لاحتلال إيران للجزر الأماراتية الثلاث طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي، “وهي ما زالت تحتلها إلى يومنا هذا، ولا تقبل التفاوض حول هذه المسألة، وتأتي بعدها مسألة العلاقات بين الخليج وإيران”.
وعرض المحاضر خرائط للأمبراطورية العثمانية في أوج عظمتها، وخريطة للأمبراطورية الفارسية مذكرًا بالصراع الطويل بين هاتين الإمبراطوريتين للسيطرة والنفوذ والتجاوز في الحدود ومحاولاتهما السيطرة على الدول من أجل النفوذ وتحقيق المصالح.
وقال: “على مر التاريخ، كان هذا الصراع حاضرًا بين النفوذ الإيراني والنفوذ التركي، فمن جهة الشاه يري نفسه ملك الملوك ومن الطرف الآخر السلطان العثماني يحكم باسم الإسلام، وكان البريطانيون يدعمون الفرس في إمبراطوريتهم وتوسعهم، خصوصًا الشاه عباس الصفوي”.
تفشي الدولة الاسلامية:
وذكر شوفيلد قصة فلسطين وإسرائيل، حيث الحدود وتوسع إسرائيل الدائم، وعرض صورًا متعددة للحدود والحواجز الإسمنتية معاناة الفلسطيني ليعبر الحدود حتى في حالات المحنة والمرض والحاجة والعمل.
ثم عرض خريطة لتنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته اليوم على مواقع كثيرة من مساحة العراق وسوريا، “فضلًا عن رغبته التوسع من خلال أنصاره في الدول الأخرى في واقع جديد يفرضه التنظيم والمخاطر التي يشكلها”. لكنه أشار إلى نقطة حساسة وهي المحاولات التاريخية السابقة في فصل الحدود بين سوريا والعراق، بحواجز خاصة يصعب تجاوزها، ولو كانت حصلت لما سهل عبور التنظيم بين الدولتين العراقية والسورية.
وتناول ما أفرزه الربيع العربي من صراعات خاصة بكل بلد، قاسمها المشترك الاسلام السيسي والعسكري المتطرف، المتصاد في خطره من أقصى المشرق العربي إلى أفصى مغربه، من دون أن يغفل الانقلاب الحوثي باليمن.
التقسيم:
وفي سؤال حول نظرية المؤامرة، قال شوفيلد: “البعض يؤمن بنظرية المؤامرة والبعض لا يؤمن بها، لكن جزءًا منها واقع حقيقي عند قراءة الجغرافية السياسية”.
وجوابًا عن سؤال البعض عن الشرق أوسط الجديد، والخارطة الجديدة التي عرضتها صحيفة نيويورك تايمز، وفيها تقسيم العراق إلي ثلاثة أقسام، الكرد والشيعة والسنة، وكذلك سوريا إلى دول كردية وعلوية وسنية، قال: “العراق كان ينظر إليه بمحافظات ثلاث بغداد والموصل والبصرة، واليوم يراد له التقسيم إلى ثلاث على أساس إثني وديني أو مذهبي، لكن في الحقيقة يجب النظر إلى المستقبل واحتمالاته وتأثير المتغيرات الخارجية على خريطة المنطقة، خصوصا بعد ظهور داعش، وربما تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ كما طرحته نيويورك تايمز وغيرها”.

 

 

إيلاف

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع