سمير متيني
تصدير المادة
المشاهدات : 3869
شـــــارك المادة
كلام قد لايعجب الكثيرين … ولكن هذا هو المشهد اليوم!
الموالون و “المنحبكجية” متفقون على شخص “الديكتاتور” بشار الأسد ويلتفون حوله كقائد لهم ولم نسمع بصدامات مسلحة بين فصائلهم وقواتهم وهذا سبب بقاء مايسمى بـ ”نظام” إلى الآن.
أما المشهد في صفوف ”الثوار” فهم منشغلون بالقتال بين بعضهم البعض ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن صدام مسلح بين الفصائل المسلحة والاتهامات متعددة! هذا على الجانب العسكري، أما على الجانب السياسي والثوري والنشاط على صفحات التواصل الاجتماعي ”للأسف” لم تترك شخصية معارضة أو ثائرة أو ناشط أو ناشطة إلا وقلل من شأنها واحترامها وتم شتمها والتهكم عليها ووصلت الأمور في كثير من الأحيان إلى حد التخوين والاتهام بالعمالة، كأننا تخلصنا من النظام المستبد ونعيش في بلد متحرر مستقر لاينقصه إلا ممارسة آخر وأسخف شكل من أشكال الحرية وهو الشتم والنقد والتجريح والتهجم على أي شخصية تبرز ”سياسياً” وتحاول أن تتقدم المشهد، والتي يفترض بها أن تقود هذه المرحلة الصعبة ويقدم لها كل الدعم والعون ممن يدعون أنهم ”جمهور الثورة” كل ذلك لمصلحة من؟
هنا نتكلم عن (الشخصيات الوطنية المعارضة) التي كانت تستحق الدعم والمساندة والنصح والعون والتي باتت اليوم بعيدة كل البعد عن مركز القرار و استبعدت أو أبعدت مرغمة عن المشهد الثوري، هل يعقل أن تعجز الثورة السورية العظيمة عن تقديم شخصية قيادية يلتف حولها الناس ويتفق عليها الناس بعد أربع سنوات من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري؟ أين الخلل؟ من المسؤول؟
لم يترك رجل من المعارضة ولا فصيل ولا حزب ولا ناشط ولا ثائر إلا واختلفوا عليه ووجهوا له كل أنواع وأشكال النقد والتهكم والشتم.
من منا إنسانٌ كاملٌ وبلا أخطاء؟!
صراعات وخلافات المعارضة الحاصلة اليوم، هي مرآة لحالنا جميعاً نحن لسنا أفضل حالاً منهم.
نحن أيضاً نحتاج لإصلاح وإعادة تأهيل (تربوي ومجتمعي) وأخلاقي… المعارضة والنظام لم يأتوا من الفضاء الخارجي بل هم أبناء سوريا ويعكسون ثقافة وحال وفكر شريحة من الشعب السوري. هنا نتكلم عن فئة الفاسدين و الطامعين والمتصارعين والمتسلقين وعن جمهور الشتامين والمخونين والمشككين والغوغائيين.
طبعاً باستثناء النخبة من صفوة شباب وشابات سوريا الأحرار الذين أطلقوا هذه الثورة وضحوا بدمائهم وحاضرهم من أجل حريتنا جميعاً. فهؤلاء الأبطال هم اليوم إما في المعتقلات يعانون شتى أنواع التعذيب والذل والقهر، أو استشهدوا من أجل الثورة وحرية الشعب السوري. ومن تجاوزه الموت أو الاعتقال من تلك النخبة الثائرة، إما هاجر أو تنحى جانباً، مندهشاً مذهولاً مما يحدث على الأرض، عاجزاً وسط فوضى السلاح والسياسة وفوضى (الثورة) الحاصلة اليوم، هو مازال ثائراً بقلبه وفكره لكن لاحول له ولاقوة.
ومعهم من يقبع في مخيمات اللجوء وراء الحدود يعاني القهر والحسرة ولايملك من أمره شيئاً ولا أحد يسمع صوته، وهناك من يقبع في الداخل تحت سطوة النظام يعيش الرعب والخوف والقهر كل يوم، ومنهم من حمل السلاح ليدافع عن نفسه وتُرك للمصير المجهول دون دعم أو عون.
كل هؤلاء ضاع صوتهم وسط الغوغاء الحاصلة بين جمهور الموالين المتفقين على قائدهم المجرم و بين جمهور (المعاااارضين!!!!) الذين لم ولن يتفقوا على رجل حتى لو كان ”منزلاً ” من السماء.
حين نتمكن من الاتفاف والالتفاف حول شخصية وطنية واحدة على الأقل في هذه المرحلة الحرجة والصعبة التي نعيشها منذ سنوات للعبور من هذا النفق، إن تمكنا من ذلك حينها ”فقط” ربما سنقترب من تحقيق النصر والحسم الذي يبدو مازال بعيداً للأسف وفق المعطيات الحالية، مالم نعمل جميعاً على تغييرها بأنفسنا أولاً، هنا نتكلم عن المرحلة الأولى من النصر وهي إسقاط النظام، فالدرب أمامنا مازال طويلاً ويحتاج لجهد الجميع، فنصر الثورة السورية لن يكون بسقوط النظام فقط، أمامنا ثورة كبيرة مابعد السقوط، ثورة بناء وتنمية وعمل وإعادة ثقة وتضميد للجراح.
هذا طبعاً إن استبعدنا الصراع السياسي الذي سيحصل على السلطة، وما أهون الصراع السياسي أمام الصراع العسكري المسلح، فيبدو وفق ما يحصل اليوم على الأرض، بات من غير المستبعد أنه سيكون هناك صراع عسكري دامٍ بين الفصائل المسلحة متعددة الولاءات والقيادات.
لن يتغير المشهد الحالي لا اليوم ولا غداً، مالم نجتمع على قلب رجل واحد وندعم بعضنا البعض ونثق ببعضنا البعض ونحترم بعضنا البعض ونبتعد عن الانشغال بصغائر الأمور، علينا العودة لثورتنا وعلمنا وشعاراتنا وما أقسمنا عليه، ونقف صفاً واحداً كما بدأنا.
تماسكوا وعودوا كما بدأتم واتفقوا على قائد “شريف” فسوريا لا تخلو من العظماء، دافعوا عن ثورتكم وكونوا أوفياء لتضحيات الشهداء والمعتقلين لنحقق النصر… شبكة شام
مجاهد مأمون ديرانية
بسام الخير
أحمد موفق زيدان
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة