المسلم
تصدير المادة
المشاهدات : 3070
شـــــارك المادة
منذ ما يسمى "الثورة الإسلامية الإيرانية" التي جاءت بالخميني من أحضان الغرب إلى سدة الحكم في إيران عام 1979م، ونظام الحكم في طهران يعتمد على بعض الأساطير والأكذيب للترويج لنظام حكم شمولي استبدادي من الطراز الأول داخليا، وتوسعي احتلالي باسم "تصدير الثورة" إلى المناطق المجاورة التي نادى بها الخميني خارجيا.
كانت أهم تلك الأساطير والأكاذيب التي اعتمدت عليها طهران للتغطية على مشروعها الصفوي وأحلامها في استعادة الامبراطورية الفارسية البائدة، هي أكذوبة "معاداة أمريكا وإسرائيل"، والتي استطاعت أن تخدع بها بعض الشعوب والحكومات العربية لفترة من الزمن، من خلال معارك وحروب وهمية مع الكيان الصهيوني، في ظل تقاعس عربي عن مواجهة اليهود حتى بالتصريحات النارية التي كانت تتقنها الرافضة والنصيرية. لم يكن هناك أي مانع يهودي أوأمريكي من متابعة لعب دور العداء الشديد للرافضة وما يسمى "حلف الممانعة"، ما دام يحقق لها وللصليبية العالمية مصالحها في المنطقة، وعلى رأسها تسهيل احتلال أمريكا لأفغانستان ثم للعراق، وضرب أي قوة عربية إسلامية سنية في المنطقة. وعلى الرغم من التحذيرات الكثيرة من خطر التمدد الرافضي على أهل السنة بعد ما جرى في العراق على يد قوات الاحتلال الأمريكي والمليشيات الرافضية، إلا أن التنبه الحقيقي لهذا الخطر المحدق بالأمة لم ينكشف للقاصي والداني بشكل جلي إلا بعد اندلاع الثورة السورية المباركة، التي تعتبر فاضحة الرافضة والمشروع الصفوي في المنطقة. ومنذ ذلك الحين والأحداث تكشف يوما بعد يوم حقيقة الرافضة، وتؤكد صدق اعتبار علماء السلف الصالح - وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية – الرافضة أخطر على الأمة من اليهود والنصارى. أما عن حقيقة أساطير عداء الرافضة لليهود والأمريكان، فقد كذبتها أنباء التقارب الأمريكي الإيراني الذي وصل إلى حد التنسيق والتحالف في ميدان القتال في الساحة العراقية، ورفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، والإفراج عن كثير من أموالها لاستكمال حربها ضد أهل السنة في المنطقة. كما كذبتها تصريحات المسؤوليين الإيرانيين التي كانت - وما زالت - تعتبر المملكة السعودية وأهل السنة عموما عدوها الحقيقي في المنطقة، وخاصة بعد شن التحافلف العشري بقيادة المملكة "عاصفة الحزم" ثم "إعادة الأمل" ضد مليشياتها الحوثية المسلحة في اليمن. وفوق هذا وذاك تأت خطوة عمدة مدينة طهران بقرار إستبدال الملصقات الإعلانية المناوئة لأمريكا في شوارعها بأعمال فنية رسمها فنانون محليون وأجانب، بدعوى تشجيع الناس على زيارة المتاحف !! وقد أوضحت صحيفة "الغارديان" أن عمدة طهران قرر أن يتخلى عن الملصقات واللوحات الإعلانية، التي كانت تنتشر في العاصمة وتحمل عبارات "الموت لأمريكا"، وقد حلت محلها لوحات لماتيس وبيكاسو. لقد حاولت طهران عبر عقود سابقة أن تخفي حقيقة عدوها الأول والأوحد في المنطقة "أهل السنة" من خلال هذه الشعارات، وحين كشفت الأحداث في كل من سورية والعراق واليمن عن عدو الرافضة الحقيقي، تخلت عن تلك الشعارات المخادعة وكشفت عن وجهها الحقيقي القميء. وإذا كانت الأحداث الخارجية الأخيرة قد كشفت حقيقة زيف شعار : "الموت لأمريكا" وأمثاله، فإن الأحداث الداخلية في إيران تكشف عن حقيقة وطبيعة الحكم الشمولي الاستبدادي، وعن مدى القمع والإرهاب الممارس ضد كل ما هو ليس برافضي في إيران. وإذا كان ظلم وقهر أهل السنة في إيران ليس له مثيل أو نظير، سواء من خلال الحرمان من كافة الحقوق وعلى رأسها الحقوق الدينية، أو الاضطهاد الممنهج لأفراد هذا المكون بدءا بالاعتقالات العشوائية، وليس انتهاء بأحكام الإعدام المتتالية دون وجه حق أو محاكمة عادلة، فإن هذا لا يعني أن الأكرد وغيرهم أحسن حالا في ظل نظام حكم ما يسمى "ولاية الفقيه". فها هي حادثة جديدة تقع هذه المرة في مدينة ذات غالبية كردية – مهاباد شمال غرب إيران - تظهر حقيقة الرافضة ونظام حكم ملالي طهران، فقد اضطرت فتاة كردية - فريناز خسرواني - في الربيع الثالث من عمرها منذ أيام إلى إلقاء نفسها من الطابق الرابع لفندق "تارا" الذي تعمل فيه، بعد أن تعرض لها رجل مخابرات إيراني حسب تقارير المعارضة الإيرانية، الأمر الذي أدى إلى وفاتها. وقد اندلعت مظاهرات عنيفة في المدينة إثر هذه الحادثة أسفرت عن قتل وإصابة 50 متظاهراً كردياً على يد الأمن الإيراني ، إضافة إلى مئات المعتقلين، الأمر الذي أشعل ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والدعوة إلى خروج مظاهرات مشابهة ضد قمع واستبداد النظام الإيراني، فيما أعلنت السلطات الصفوية حال الطوارئ في المدينة. وتظهر ازدواجية نظام ملالي طهران في إعدامه مؤخرا "ريحانة جباري" بعد طعنها لعنصر مخابرات حاول الاعتداء عليها، بينما تحاول أن تسكت الأصوات الغاضبة على جريمة أحد أزلامها من خلال أكذوبة انتظار انتهاء التحقيقات في الحادثة !! فهل يمكن أن تكون هذه الأحداث – التي تكشف يوما بعد يوم عن حقيقة إيران داخليا وخارجيا – بداية النهاية لهذا الحكم الشمولي ؟! خاصة إذا علمنا أن أنظمة حكم مشابهة انهارت من الداخل كما حدث بالاتحاد السوفيتي سابقا.
فراس أبو هلال
عبد العزيز الحاج مصطفى
خورشيد دلي
شعبان عبد الرحمن
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة