..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تآكل حلفاء إيران

سعد الكودري

٩ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2769

تآكل حلفاء إيران
ايران 00.jpg

شـــــارك المادة

خرج النعمان بن المنذر، ملك الحيرة وملك العرب ورمزها العربي الأصيل، أمام العصبية الفارسية إلى المدائن للقاء حليفه “كسرى أنشروان”، كبير فارس، وعندما استقر في إيوانه؛ أخذ كسرى يعدد مناقب الأمم من الصين والهند والروم الفرس، ويعرض بالعرب ويحتقرها في ألباسها وعاداتها وأكلها وغيرها؛ فغضب النعمان وكان رده فيصلًا على كسرى؛ فأعجب كسرى بعقله، ولم يكتف النعمان برده على الساساني وإنما بعث إليه بسادات العرب ونجومها وفلذات أكبادها ورماه بهم من حاجب بن زرارة وأكتم بن صيفي وغيرهم؛ ففرضوا العرب على كسرى بآرائهم ورجاحة عقولهم ورصانة منطقهم.

منذ ذلك العصر والعصبية الفارسية تتطغى على فارس وتزدري كل من سواها، ولاتفهم لغة للاحترام وتبادل الثقة والوقوف على حدود الند للند واحترام الجوار إلا بالقوة؛ وذلك من خلال الفاروق -رضي الله عنه- أن أول عمل قام به بعد توليه مهامه كرئيس للدولة: العمل على إسقاط فارس بالقوة، وإزالتها.

وعمر كان يبغض الفرس منذ نعومة أظفاره ولا ريب؛ فهو سفير قريش لدى العرب، ويعرف ما لا يعرفه غيره، وهو صاحب المقولة الشهيرة “ليت بيننا وبين فارس جبل من نار”؛ لعلمه بما تحتويه نفوسهم من خبث وإرهاب وحقد.

وحتى العصر الحالي، وفي القرن الماضي، 1979م، قام بالثورة الخميني ضد نظام الشاه العلماني والمعتدل نوعًا من نظام العمائم والملالي المتطرف، والذي يحاول تصدير الثورة الفارسية بلباس شيعي مظلوم، ورفع قميص عثمان -رضي الله عنه- كل حين، والمطالبة بدم الحسين -رضي الله عنه- بين الفينة والأخرى وشعاره “يالثارات الحسين”، ومن خلال الضرب على وتر العاطفة الدينية واستغلالها في العالم العربي المجاور.

عملت إيران منذ الثورة على تصدير الثورة خارج الحدود؛ وذلك عبر الأقليات الشيعة عبر العالم العربي، مبتدئة بالخليج على الساحل الشرقي لها، والعراق جارتها، من خلال زراعة العملاء والإرهابيين ونشر الرعب والقتل؛ حتى تمكنت بالإرهاب والكذب وكل صفة دنيئة من إسقاط نظام صدام في العراق، ومناصرة الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، والحوثي لاحقًا في اليمن.

من خلال هؤلاء الحلفاء، تحاول إيران فرض إملاءاتها وهيمنتها على الأقوى أو الأضعف منها من الدول لتحصل على ما تريد؛ فحزب الله للسيطرة على لبنان وليكون أداة ضغط على إسرائيل، ولتكون بدورها أداة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وسوريا على تركيا ومصر وإسرائيل ومنفذ على البحر المتوسط، والحوثيين على باب المندب وبحر العرب والسعودية والعراق على السعودية من الشمال وحركة الوفاق في البحرين لتكون مدخلًا على مصادر الطاقة في الخليج العربي، بالإضافة إلى بترول العراق والتحكم بمضيق هرمز لتكون أداة ضغط دولية.

لكن هؤلاء الحلفاء في حالة السكرات والاحتضار، وستفقدهم إيران دفعة واحدة أو في أوقات متقاربة؛ فنظام بشار الأسد على تخوم الموت وللأبد؛ فمن خلال الثورة السورية الأبية فَقَدَ بشار كل قواه المادية والمعنوية؛ وسيسقط قريبًا بحكم عدم قدرته على الصمود وقدرة إيران على الدعم مقابل الفاتورة الضخمة والتي دفعتها إيران بشريًا وماديًا، وحزب الله في طريقه للسقوط؛ فنظام بشار الرئة بالنسبة له، والشريان الرئيس؛ فإذا انقطع فقد زال، وإذا ما زال؛ فإسرائيل كفيلة بإزالته في حال زوال نظام الأسد، والحزب منهك من دعمه لبشار طيلة 5 سنوات، وزاد تذمر الناس منه وانفضاض الأتباع من حوله، والعراق منذ سقوط نظام صدام وهو لم يستطع إحكام قبضته، في ظل نظام طائفي وشعب غالبيته سنة، ولو رفعت أمريكا يدها عن العراق لما صمد يومًا واحدًا، والثورة شبه مستمرة من قبل السنة، وانتشار الخلايا الإرهابية وتهديد أمن الناس من شيعة وسنة والدول المجاورة؛ مما يجعل تغيير الحكومة واستبدالها بحكومة سنية عسكرية قوية قادرة على ضبط الوضع وإرجاع الأمور إلى نصابها ضرورة ملحة من الدول الكبرى والمجاورة للعراق وفكرة تلازمها وتفكر فيها بجدية.

والحوثي في اليمن، عاصفة الحزم والتحالف العربي كفيلان باجتثاثه؛ ولقد دمرت قوته العسكرية، وبذلك إيران يؤرقها موت حلفائها وهي تراهم في سكرات الموت ولا تستطيع عمل شيء لهم سوى التصريحات والفقعات الإعلامية، حتى وإن دعمت ماديًا وبشريًا؛ فهي تعاني من أزمات قاتلة؛ فكيف تحاول دولة ستر عورات آخرين وسوءتها مكشوفة؛ وبذلك يطوى ملف الحكومات الشيعة العربية التي رأى جميع العرب مدى خطرها ودمارها، ولن يحكم شيعي العالم العربي أبدًا…

 

 

التقرير

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع