..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ

ﺧﻮﺭﺷﻴﺪ ﺩﻟﻲ

١ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2942

ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ
- اتراك.jpg

شـــــارك المادة

ﻣﻨﺬ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻗﻮﺍﺕ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ، ﺗﺰﺧﺮ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺎﻥ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺧﻄﻂ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ، ﻭﻋﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻋﻘﺪﺕ ﻭﺗﻌﻘﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ.
ﻭﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ، ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻣﻦ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻛﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻳﺔ ﻟﺠﻨﻮﺏ ﺗﺮﻛﻴﺎ ، ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻨﺎ : ﻫﻞ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻤﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎﻩ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ؟
ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ:
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﻗﻄﻌﺖ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﻤﻠﺖ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﺒﺮ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻋﺎﺯﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻﺳﺘﺠﻼﺏ ﻣﻮﻗﻒ ﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺒﻠﻮﺭﺓ ﻣﻜﻮﻥ ﻛﺮﺩﻱ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ، ﺭﺍﻓﻘﻪ ﺳﻌﻲ ﺩﺍﺋﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻣﻨﻲ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻋﺎﺯﻟﺔ، ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺄﻭﻯ ﻟﻠﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺑﻐﻄﺎﺀ ﺟﻮﻱ ﻳﺸﻞ ﻗﺪﺭﺓ ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ.
ﺑﻞ ﺣﺼﻞ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﻭﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﻋﺶ ‏(ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ) ﻟﺘﺨﻠﻖ ﻓﺠﻮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ . ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻘﺪﺕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺑﻞ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ‏( ﺇﻳﺮﺍﻥ ، ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺭﻭﺳﻴﺎ..) ﺻﻤﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﻧﻜﻔﺎﺀ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﺎﺭﺍﻙ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺱ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻨﺰﺍﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻭﺳﺤﺐ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺃﻣﻨﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﻓﺮﺽ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺃﺛﻤﺮﺕ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺯﺣﻒ ﺩﺍﻋﺶ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻗﻮﺓ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻬﻢ ﺣﺴﺎﺏ، ﻛﻤﺎ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﻦ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺩﺍﻋﺶ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ، ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﻛﻴﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ.
ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺾ، ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﺑﺎﻧﻲ - ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﺃﺻﻼ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺛﻤﺔ ﻗﻠﻖ ﺗﺮﻛﻲ ﻳﺘﻌﺎﻇﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺪﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﺍ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﺈﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺃﺿﺤﺖ ﻣﻊ ﻛﻴﺎﻥ ﻛﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻫﻨﺎ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻣﻘﺮﺍ ﻟﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ.
ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﺭﻕ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭإﻧﻤﺎ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺄﻥ ﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺃﻱ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻫﻮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻛﺮﺩﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮ، ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ.
ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ:
ﺩﻭﻥ ﺷﻚ، ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﻌﻤﻖ ﻣﻦ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﻪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
1- ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺮﺍﺑﻠﺲ ﻧﻈﺮﺍ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺟﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻋﻢ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻛﺎﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺟﻴﺶ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ .
2- ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺟﻠﺐ ﺩﻋﻢ ﺃﻃﻠﺴﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺑﻬﺪﻑ ﺧﻠﻖ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻣﻨﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻟﻠﻜﺮﺩ ﺑﺄﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻛﻴﺎﻥ ﻛﺮﺩﻱ .
3- ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺔ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺗﺤﺮﻛﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻛﻴﺎﻥ ﻛﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
4 - ﺃﻥ ﺗﻤﻬﺪ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎﺯﻟﺔ، ﻭﺑﻤﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﺨﺮﺝ ﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺣﺠﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻤﺸﻜﻠﺘﻬﻢ .
ﻣﻊ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺑﻮﺷﺮ ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺟﻨﺪﻱ، ﻭﻫﻲ ﺑﻄﻮﻝ 150 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍ ﻣﺮﺑﻌﺎ ﻭﻋﻤﻖ 35 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍ ﻣﺮﺑﻌﺎ، ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺾ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺏ ﺟﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﻬﺪﻑ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ، ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺟﺮ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺁﺳﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ:
ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻜﻞ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺇﺫ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻓﺾ ﺃﻱ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ؟
ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ، ﻳﺮﻯ ﻛﺮﺩ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺑﺄﻥ ﺛﻤﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺿﺪ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺰﺯ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﺿﺪﻫﻢ، ﺑﻞ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻘﺼﺪ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﻢ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﺍﻧﻔﺼﺎﻟﻴﻮﻥ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻭﻻ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ.
ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﺮﻓﺾ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺿﺪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻲ.
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺕ ﻣﻬﺪﺩﺍ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻗﻊ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻪ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺳﻴﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
1- ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺳﻴﻀﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﻛﺮﺩ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺮﺩ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺳﻴﻔﺠﺮ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ، ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺼﺪﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺲ ﺃﻥ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻭﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻟﻦ ﺗﻀﻴﻊ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻴﻪ.
2 - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ، ﺇﺫ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺟﻠﺐ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺷﻌﺒﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺭﺳﻤﻲ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ.
3 - ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻮﻗﻌﻪ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺃﻱ ﻣﺠﺮﺩ ﺇﺩﺍﻧﺎﺕ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺕ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺗﻔﺠﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ.
ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﺠﺎﻭﺭ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺗﺸﻜﻞ ﻃﻮﻗﺎ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺳﻬﻠﺔ ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺻﻌﺒﺎ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ.
4 - ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﻠﻘﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻳﺘﻌﺰﺯ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺩﺍﻋﺶ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﻮﺭﻁ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﺎﻗﺾ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺭﻁ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ.
ﺩﻭﻥ ﺷﻚ، ﻣﺤﻨﺔ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺃﻳﻨﻤﺎ ﺗﻘﻒ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﺎﺳﺮﺓ، ﻓﻬﻲ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻭﺑﻴﻦ ﺟﺪﻝ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻪ.

 

 

ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع