فهمي هويدي
تصدير المادة
المشاهدات : 7004
شـــــارك المادة
ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺨﻄﺊ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺇﺫﺍ ﺣﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻭﺗﺠﺎﻫﻠﻨﺎ ﺩﻭﺭ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﻄﻂ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻔﺬﻩ ﻣﻨﺬ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ .
( ١ )
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺎﺳﻤﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻭﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﺩ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻡ، ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﺮﺍﺩ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺭﺻﺪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ، ﻷﻥ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ . ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺑﻴﻦ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺃﻥ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻗﺪ ﺣﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻣﺨﺎﻭﻓﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺛﺮﺛﺮﺓ ﻣﺜﻘﻔﻴﻦ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﺴﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻟﻜﻨﻪ ﺻﺎﺭ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ، ﻷﻥ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻭﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﻭﻗﻒ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻪ . ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻧﺒﻴﻞ ﻓﻬﻤﻲ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ﻓﻲ ٢٢ / ٧ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ "ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ" ، ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻬﻠﻬﺎ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺃﺟﺮﺍﻩ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٤ (ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺮﺍ ﻟﻤﺼﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ) ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﻭﺍﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻗﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺮﻕ ﺃﻭﺳﻂ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ( ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻨﻪ ﺁﻧﺬﺍﻙ). ﻭﻓﻰ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﺎﻡ ٢٠١٥ ﺣﺪﺛﻪ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻟﻬﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻓﻠﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻋﺮﺑﻲ، ﻷﻥ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪٍ ﻋﺮﺑﻴﺔ . ﻭﺣﻴﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﻣﺮﺍﻥ ﺟﻨﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺧﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮﻳﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻳﻨﻄﻠﻘﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻳﺪٍ ﻏﻴﺮ ﻋﺮﺑﻴﺔ، ﺛﻢ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﺃﻡ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪٍ ﻏﻴﺮ ﻋﺮﺑﻴﺔ؟ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻃﺮﺡ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍ ﻋﺪﺓ ﻣﺤﻮﺭﻫﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻛﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﺎﻋﻼ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻔﻌﻮﻻ ﺑﻪ .
( ٢ )
ﻣﻼﺣﻈﺘﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻧﺒﻴﻞ ﻓﻬﻤﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﻃﺮﺣﻮﺍ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻔﻮﺫ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﺈﻥ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ، ﻭﻧﻔﺬ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﺎﺭٍ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻴﻦ . ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﺘﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻹﺛﻨﻲ، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎﺀ ﺗﻀﻢ ﺑﻴﻦ ﻇﻬﺮﺍﻧﻴﻬﺎ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺮﺏ ﻭﻓﺮﺱ ﻭﺃﺗﺮﺍﻙ ﻭﺃﺭﻣﻦ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻭﺃﻛﺮﺍﺩ ﻭﺑﻬﺎﺋﻴﻴﻦ ﻭﺩﺭﻭﺯ ﻭﻳﻬﻮﺩ ﻭﺑﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺖ ﻭﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﻭﺃﺭﺛﻮﺫﻛﺲ ﻭﻋﻠﻮﻳﻴﻦ ﻭﺻﺎﺑﺌﺔ ﻭﺷﻴﻌﺔ ﻭﺳﻨﺔ ﻭﻣﻮﺍﺭﻧﺔ ﻭﺷﺮﻛﺲ ﻭﺁﺷﻮﺭﻳﻴﻦ .. ﺇﻟﺦ . ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻛﻞ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻝ ﺭﻓﺾ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﺍﺕ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ . ﻭﻗﺪ ﺑﺮﺯ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﻥ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ " ﺧﺮﺍﻓﺔ " ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﻛﺪﻭﻝ ﻣﺘﻨﺎﻓﺮﺓ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺜﻤﺔ ﺷﻌﻮﺏ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ . ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻟﻜﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻔﺼﻠﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ . ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﻮ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺗﻀﻢ ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ، ﻭﺗﺼﻮﺭ ﻗﻴﺎﻡ ﻭﺣﺪﺓ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺷﺮﻋﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻬﺎ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻃﺮﺣﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﻓﻜﺮﺓ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺩﺭﺯﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺭﻭﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﻣﻦ ﺗﻜﺴﺐ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺣﺎﺟﺰﺍ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺠﻊ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﺏ، ﻭﻳﺤﻔﺰ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭ " ﺍﻷﻓﺮﻳﻜﺎﻥ " ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ. ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺃﺑﺎ ﺇﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺻﻮﺕ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ " ﺗﻌﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻳﻤﺜﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﻗﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻘﺴﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺛﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ . ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻗﺘﺒﺎﺱ ﻣﻄﻮﻝ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﺣﺮﻓﻴﺎ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺐ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٣ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺩﻳﺎﻥ ﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺪ ﻣﻮﺷﻴﻪ ﻓﺮﺟﻲ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﻪ " ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ."
( ٣ )
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ، ﻫﻲ: - ﺃﻗﺎﻣﺖ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﻧﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻣﺴﺘﺜﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺛﻤﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺃﺭﺧﺖ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺻﻘﺮ ﺃﺑﻮ ﻓﺨﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻹﻛﻠﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﻤﺎﺭﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ، ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻦ ﺷﻮﻟﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻭﻓﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻻﻥ ﻣﻴﻨﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺣﺮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻧﺺ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻛﻤﻴﻞ ﺷﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻨﺎﺣﻴﻢ ﺑﻴﻐﻦ، ﺷﻜﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺿﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﻧﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺄﻫﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ " ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺭ " ، ﻭﺩﻋﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻣﺄﻫﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮﺍ ﻣﻤﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ . ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﻧﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٧٩، ﻭﺷﻜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﺟﻴﺶ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻩ ﺳﻌﺪ ﺣﺪﺍﺩ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﻟﺤﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﺎﺭﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﺎﻻﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺎﻡ ١٩٨٢، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﻧﺔ ﻓﺸﻞ ﻭﺍﻧﻬﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ . - ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻗﺪ ﻓﺼﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻣﻮﺷﻴﻪ ﻓﺮﺟﻲ ﻓﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﺴﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٥٨، ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻭﺷﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻭﻓﺮﺕ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﺎﺟﺘﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻟﺘﺤﺪﻱ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺎﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠١١ . - ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﻧﻀﺎﻟﻬﻢ ﺿﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺿﺪ ﺷﺎﻩ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻠﻤﺴﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺼﺪﺭ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﺒﻴﺘﻪ ﻓﻘﺪﻣﺖ ﻷﻛﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺄﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺗﻲ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ . " ﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺳﻢ ﺗﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﺥ ﻭﺍﻟﺘﺸﻘﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻄﺮ ﻋﺮﺑﻲ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺼﺤﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺤﺼﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻷﻥ ﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺖ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻔﺘﻴﺖ " ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻷﻧﻪ ﺃﺗﺎﺡ ﻟﻺﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺳﺮﺍ ﺃﻥ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻗﻄﻌﺖ ﺷﻮﻃﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻵﻥ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻫﻞ ﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﻢ ﺃﻡ ﻻ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ .
( ٤ )
ﻧﺒﺎﻟﻎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ ﺍﻷﺻﺢ ﻭﺍﻷﺻﻮﺏ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﻪ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻮﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﻨﻮﻉ ﻛﻴﺎﻧﺎﺗﻪ ﻭﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ . ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺗﺮﻛﻴﺰﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺩﺍﻋﺶ ( ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ) ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻧﻠﻤﺲ ﺗﺠﺎﻫﻼ ﻭﺳﻜﻮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ( ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ ١٦ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻣﺮﻭﺣﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ) ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ . ﻟﺴﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ، ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲ ﻛﺎﻑٍ ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺗﻔﺘﻴﺘﻪ . ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺳﻢ ﺗﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﺥ ﻭﺍﻟﺘﺸﻘﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻄﺮ ﻋﺮﺑﻲ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺼﺤﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺤﺼﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻷﻥ ﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺖ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻔﺘﻴﺖ.
ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
محمد قواص
فيصل القاسم
أنور مالك
عبده حقي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة