..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الخلل البنيوي عند الجماعات الإسلامية

عباس شريفة

٥ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4266

الخلل البنيوي عند الجماعات الإسلامية
شريفة +++.jpg

شـــــارك المادة

فرز الأمة إلى تيارات ومناهج في زمن الصراع الوجودي الذي تحتاج فيه لكل صوت وقلم وساعد صادق لا يخرج عن كونه خيانة أو جهل أو دعوة للنفس أو غباء..

فالمرحلة لا تحتمل أن نخسر الجهود، فالمعركة متشعبة وفي كل الأصعدة.

- أن تعزل نفسك عن الأمة براية ومنهج وأمير وجماعة وتطلب من الأمة أن تلتحق بك هذا يعني أنك تقتلع جذورك عن أسباب حياتها وتعرض نفسك للهلاك والبوار..

- كثير ممن عزلوا أنفسهم في جماعة وأحزاب تعذروا أن واقع الأمة هو واقع غثائي ولا بد من بناء القاعدة الصلبة ولكن ما حصل هو تصلب الأمة وغثائية الجماعات..

- الجماعة التي تعزل نفسها عن الأمة وتعيش حالة من العزلة الشعورية والمادية تصبح الشوكة الأسهل في مواجهة النظام العالمي لسهولة تحيد الأمة عن الصراع معها والاستفراد بها..

- كما أن الجماعة التي تلتصق بالأمة والحاضنة الشعبية هي الشوكة الأصعب على النظام العالمي في محاربتها لصعوبة تحيدها عن الأمة المنتمية إليها وصعوبة تميزها عن الأمة في معركة منفردة لشدة الإرتباط العضوي مع مجتمعاتهما..

- كثير من الجماعات أصابها خلل في المقاييس والمعايير فجعلت من كم البلاء دليلاً ملازماً لصحة المنهج وصدق القصد وصوابية الطريق حتى صار البلاء مطلوب لذلك..

- لو كان كم البلاء بوصلة للصواب والصدق لصلح حال بني إسرائيل بما تعرضوا له من بلاءٍ فبعد أربعين سنة من التيه في صحراء سيناء دخلوا الارض المقدسة، فقالوا حنطة بدل حطة ودخلوا يزحفون على إستهم بدل أن يدخلوا الباب سجدا..

- إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فخروج الفرد عن الجماعة وقوع في دائرة الخطر كذلك خروج الجماعة عن الأمة وقوع في براثن الخطر..

- كثير ممن عزلوا أنفسهم في جماعة وأحزاب تعذروا أن واقع الأمة هو واقع غثائي ولابد من بناء القاعدة الصلبة ولكن ما حصل هو تصلب الأمة وبقاء الجماعات في حالة الغثائية..

-حالة الغثائية هي ازدياد الكم على حساب النوع، والكيف وأس الخلل هو الوهن النفسي الذي مرده للتعلق بالدنيا وهو ما يستشري في صفوف الجماعات أكثر من الامة..

- من مظاهر الغثائية:

1- تعدد الرايات والأعلام وضياع الغايات والمقاصد.

2- ضخامة الأعداد وضآلة الإعداد.

3- التشدد في الأمنيّات والتفلت في الإيمانيات.

4- إصدار الاستعراضات وغياب المخططات.

5- غياب القيادة وتقليد الرويبضة.

6- الإختلاف على المفقود وتضيع الموجود.

7- استفتاء الرؤوس الجُهّـال والحجر على العلماء.

- الأمّـة اليوم لا مضمون لها، وغثاء السيل كذلك فقاعات لا مضمون لها.

-الأمّـة اليوم لا اتجاه لها، وغثاء السيل يمضي مع السيل بدون اتجاه.

- الأمّـة اليوم لا وزن لها، وغثاء السيل يطفو على الماء لاوزن له.

- الأمّـة اليوم مجموعة غير متجانسة من المناهج وغثاء السيل عناصر غير متجانسة من المهملات..

- الأمّـة اليوم مسيّـرة من أعدائها لا تملك قرارها كاملاً حتى عند أكثر الجماعات إدعاء لحرية القرار ورفضاً للإملاءات وغثاء السيل يسيِّـره السّيل أين ما سار..

- مع هشاشة المضمون الأخلاقيّ والعَـقديّ والإيمانيّ عند الأفراد، لن يجدي عند ذلك توحدها لأنّ اللبِنات الهشّـة عندما تجتمّع لن تشكل أكثر من جدارٍ هشّ وما ينطبق على توحد الأفراد يصدق على توحد الجماعات..

- لن نتجاوز الحالة الغثائية ونحن نقفز على السنن الشرعية في بناء الجماعات على أسس هشة فلن يزيد اجتماع المرضى أكثر من أن يشكلوا مشفى تتضاعف فيه العدوى والأمراض..

-التشخيص النبوي لأصل الداء كان واضحا وصريحا، حب الدنيا وكراهية الموت الذي يضعف مقاومة الأمة للعدو الداخلي (النفس الأمارة بالسوء) بحب الدنيا والعدو الخارجي (الكفار) بكراهية الموت وترك الجهاد..

- مع حالة الغثائية وفساد النفوس بحب الدنيا قد تستطيع الأمة دفع عدوها الخارجي ولكن المصيبة تقع بعد الإنتصار بالصراع الداخلي لأجل عرضٍ من الدنيا كما حصل في كثيرٍ من الساحات.. وفي بعضها كان الاقتتال الداخلي يقع حتى قبل رد العدو الصائل لأن حظوظ النفس عندهم لم تحتمل التأخير..

- العلل النفسية عند بعض قيادات الجماعات الاسلامية كافية لإجهاض أعظم إنجاز وهدم بناء تطاول عليه الجهد والأمد وبذلت لأجله مهج ودماء إذا ما تحرك شبق حب الإمارة والدنيا.

- حرق المراحل في بناء الجماعات والقفز على مرحلة (ويزكيهم) و(حتى يغيروا ما بأنفسهم) سيجعلنا ندور في حلقة مفرغة ونعود في كل مرة إلى نقطة الصفر..

- الحالة التزكوية والصحة النفسية لأفراد وقيادات الجماعة هي الأساس الذي يرفع عليه صرح الجماعة فإما يكون على شفا جرف هار وإما أن يكون على تقوى من الله ورضوان، فليس الشأن في سرعة قيام الجماعة ولكن الشأن في رسوخ خطواتها وفق السنن الشرعية..

- حتى في أدبيات هذه الجماعات ومنتوجها الفكري تجد ضحالة الأبحاث التي تعالج باطن الإثم (من الحسد والكبر والعجب وحب الدنيا وتأصيل الاخلاق) فيصير العمل الحركي أحياناً مجرد من الأخلاق، الأمر الذي يوقع الفتنة في كل مرة.

- حالة التنافس وشبق حب السلطة والتعلق بالدنيا يظهر لدى بعض هذه الجماعات عند اقتراب الحصاد فتراهم يحرصون على حرق بيدرهم فقط لكي لا يذهب الحصاد لغيرهم وينقضون غزلهم من بعد قوة في كل مرة..

- الصروح الحزبية هي صروح وهمية يستغلها الوصوليون ويستتر بها المنافقون ويبذل فيها الصادقون ويتضخم فيها الأقزام ويقزم فيها العمالقة ويتصدر فيها الأغرار وتمارس فيها السدانة والكهانة.

 

 

مشاركات نور سورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع