خالد مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 3393
شـــــارك المادة
قالها صراحة أحد رؤساء الحكومات الأوروبية التي تمارس بلاده أبشع أنواع الإزدراء والعنف ضد اللاجئين السوريين: "أوروبا مسيحية"..
هذا هو مربط الفرس كما يقال؛ فالحقيقة ليست بأن أوروبا لا تستطيع استيعاب اللاجئين أو أنها عاجزة ماليا أو غير ذلك من الحجج التي يسوقها البعض للضحك على عقول الشعوب والمنظمات الحقوقية ولكنها "مسيحية" وهؤلاء اللاجئون مسلمون وبالتالي لا يمكن أن يتم استقبالهم والترحيب بهم لأنهم ثقافة مختلفة..
لقد أفصح سياسي أوروبي مسؤول عن مكنونات باقي السياسيين وصناع القرار في أوروبا تجاه اللاجئين المسلمين الذين يموتون بالعشرات والمئات كل يوم في البحر والبر دون أن يتحرك أحد...."إن تدفق اللاجئين إلى أوروبا «ومعظمهم من المسلمين» يهدد الهوية المسيحية للقارة، هكذا صرح رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، ونقل ذلك عن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أيضا, وأضاف: «يجب ألا ننسى أن الذين يصلون (...) هم ممثلو ثقافة مختلفة في العمق».
وتابع أن «غالبيتهم ليسوا مسيحيين بل مسلمون. هذه قضية مهمة لأن أوروبا والهوية الأوروبية لهما جذور مسيحية».
وزاد «أليس من المقلق أن الثقافة المسيحية في ذاتها في أوروبا لم تعد قادرة على إبقاء أوروبا في نظام القيم المسيحية أصلا؟»، مشيرا إلى أنه «إذا تناسينا ذلك فقد يجد الفكر الأوروبي نفسه أقلية في قارتنا»....
والسؤال الآن أين المنظمات الدولية والحقوقية من هذه التصريحات الطائفية لمسؤول أوروبي وهو ينقل عن مسؤولة أخرى موافقتها على هذا الكلام ؟!
أين الدفاع عن حقوق الإنسان وكفى دون النظر لهويته كما يردد العلمانيون المفتونون بأوروبا التي علمتهم هذه المعاني؟!..
والآن أوروبا تتخلى عن هذا من أجل الحفاظ على هويتها "المسيحية" ولكن ممن؟ من أطفال ونساء وشباب يواجهون الموت!...
لقد هزت العالم أجمع صورة الطفل السوري المسلم الذي وجد غريقا على أحد الشواطئ فهل هذا الطفل الصغير يهدد "مسيحية" أوروبا؟!
هل هذه هي الإنسانية التي يتشدق بها الغرب ليل نهار ويتهمون المسلمون بأنهم يفتقدونها؟!..
هذه ليست المرة الأولى التي تكشف أوروبا عن هويتها "المسيحية" وتتمسك بها وتخشى عليها وتحاول أن تدافع عنها بكل السبل حتى السبل الوضيعة لقد فعلت أوروبا ذلك مرات عديدة من قبل في تعاملها مع المسلمين المقيمين على أراضيها ويحملون إقامات وجنسيات قانونية ومارست ضدهم عنصرية واضحة في الوظائف وفي التعامل الأمني خصوصا مع المتدينين منهم وفرضت قيودا على بناء المساجد وارتداء الحجاب..
كما رفضت أوروبا دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وأشارت إلى أن الاتحاد هويته "مسيحية" ولا يسمح بدخول دولة مسلمة إليه, رغم أن الأوضاع الاقتصادية في تركيا أفضل بكثير من دول أخرى مثل اليونان التي تعاني من الإفلاس ولكنها "مسيحية" ورغم أن الاتحاد الأوروبي نشأ كتجمع اقتصادي في المقام الأول..
إن هذه التصريحات هي رسالة لكل المتمسحين في الثقافة الغربية التي تضع الدين جانبا كما يزعمون ويريدون من المسلمين فعل نفس الأمر بهتانا وزورا رغم الاختلاف الكبير بين الشريعتين خصوصا بعد دخول التحريف على "المسيحية"..
إن أوروبا تسعى للحفاظ على هوية "مسيحية" ممسوخة بفعل التجاهل والتحريف بينما العلمانيون العرب يريدون من المسلمين نسيان هوية حية حفظها الله من فوق سبع سماوات تشمل جميع جوانب الحياة وتحمي حق الإنسان في الحياة مهما كانت ديانته..
العجيب أننا لم نسمع صرخات الاستهجان من غوغاء الإعلام في بلادنا بعد هذه التصريحات المستفزة من المسؤول الأوربي في حين لو صدرت من مسؤول مسلم لقامت الدنيا ولم تقعد حول "الأصولية والتطرف وتجديد الخطاب الديني" وهلم جرا من هذه الإكليشيهات التي يريدون بها تشويه الدين ونفيه بعيدا عن السياسة والحياة كلها..
لكن في هذه الظلمة الحالكة خرج شعاع نور حيث وقف الرئيس التركي مدافعا عن حق المهاجرين كاشفا حقيقة الغرب: "الدول الأوروبية تريد تحويل البحر المتوسط إلى مقبرة للمهاجرين". وتابع أردوغان: "ليسوا المهاجرين وحدهم من يغرق في المتوسط بل كذلك إنسانيتنا".
المسلم
عبد الغني حمدو
أحمد أبازيد
زهير سالم
مجاهد مأمون ديرانية
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة