عبد الله حاتم
تصدير المادة
المشاهدات : 2794
شـــــارك المادة
أربعة مقاتلين سوريين أو خمسة فقط، ممن دربتهم الولايات المتحدة، يقاتلون تنظيم "الدولة" في سوريا بتكلفة بلغت 500 مليون دولار، هذا ما أعلنه قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن في لجنة استماع أمام الكونغرس الأمريكي.
تصريح الجنرال أوستن جعل بعض المراقبين يتندرون بأن الولايات المتحدة دربت "كابتن سوريا"، كناية عن الفيلم الأمريكي الشهير "كابتن أمريكا"، الذي يروي قصة خيالية لمقاتل أمريكي لا يقهر.
كما جاء تصريح قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط، "صادماً" لأعضاء لجنة القوات المسلحة التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين.
وأمام ضغط اللجنة، اضطر الجنرال أوستن إلى الاعتراف بأن "الموجودين حالياً في ساحة المعركة أربعة أو خمسة"، لترد هنا السناتورة الجمهورية كيلي إيوت عليه قائلة: "إنها بالتأكيد مزحة"، في حين قال السناتور الجمهوري جيف سيشنس: "إنه فشل كامل".
بدوره، قال ماكين: "إن المشكلة ليست بأننا لا نفعل شيئاً ضد تنظيم داعش، بل بأنه لا يوجد ما يدعو إلى الاعتقاد بأن ما نقوم به حالياً سيكون كافياً".
وسأل ماكين الجنرال أوستن عن مدى ضرورة أن تتضمن استراتيجية محاربة داعش إنشاء حظر طيران في سوريا، ليجيبه أوستن "برفضه" الفكرة لأسباب "عسكرية لوجستية".
الكونغو أم سوريا:
ويبدو أن كلام قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، سيعزز حملة الانتقاد الواسعة ضد سياسة أوباما في سوريا، حيث يعتبر الجمهوريون، وغيرهم من السياسيين الأمريكيين، أنه عجز عن وضع حد للمأساة السورية، وهو ما أدى إلى ظهور تنظيم "الدولة".
ويضغط السناتور ماكين مع العديد من المسؤولين الجمهوريين الآخرين على إدارة أوباما باتجاه التدخل العسكري بشكل واسع ضد نظام الأسد وتنظيم "الدولة"، كما يطالب ماكين بإرسال قوات أمريكية خاصة إلى سوريا لتوجيه الضربات الجوية التي يقوم بها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ولطالما قابل أوباما هذه الضغوط بأن تدخل الولايات المتحدة في سوريا سيزيد الوضع سوءاً، حيث قال لصحيفة "نيو ريبالك" في عام 2013: "أنا واعٍ أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط لقوتنا وقدراتنا العظيمة، بل أيضاً لمحدودية أعمالنا على الأراضي السورية".
كما ألمح أوباما إلى أنه بسبب عدم قدرة بلاده على حل جميع المشاكل، فيجب ألا تتدخل واشنطن لتساهم في حل أي من المشاكل الموجودة في العالم، ولدعم فكرته قال: "كيف لي أن أفاضل بين عشرات الألوف الذين قتلوا في سوريا، مقابل مئات الآلاف الذين يقتلون في الكونغو؟"، والجدير ذكره هنا إلى أنه لم يكن هناك مئات الآلاف تقتل في الكونغو عندما قام أوباما بهذا التصريح.
أوباما "غير مكترث"
ويذهب مراقبون إلى أن تصريح أوستن دليل على عدم اكتراث "أوباما" بالوضع في سوريا، بقدر تركيزه على قضايا أخرى، لا سيما حل قضية النووي الإيراني.
وكان البنتاغون قد أعلن عن برنامج تدريب عسكري لخمسة آلاف مقاتل خلال السنة الأولى، في إطار برنامج قدرت تكلفته بنحو نصف مليار دولار، إلا أنه في النهاية لم يتم تدريب سوى 54 مقاتلاً وغالبيتهم تعرضوا لهجمات من جبهة النصرة منذ وصولهم إلى سوريا، ولم يبق منهم على الأرض حالياً سوى "أربعة أو خمسة"، هم الذي تحدث عنهم الجنرال أوستن.
ويعزو خبراء فشل البرنامج الأمريكي إلى أنه اصطدم بعدة عقبات، منها المواصفات المشددة للغاية التي وضعها البنتاغون لاختيار الأشخاص المهيئين للمشاركة في التدريبات، ما أدى إلى استبعاد الآلاف ممن قدموا أسماءهم.
والعقبة الكبرى الأخرى، برأي بعض المراقبين الملمين بالشأن السوري، هي أن إدارة أوباما اشترطت على المتدربين أن يقاتلوا حصراً تنظيم "الدولة"، وعدم مقاتلة نظام بشار الأسد أو حلفائه، الأمر الذي أدى لإحجام معظم المقبولين من المتطوعين عن استمرارهم بالمشاركة في البرنامج.
الخليج اونلاين
نبيل شبيب
أحمد بن فارس السلوم
طارق الحميد
عابدة فضيل المؤيد العظم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة