صالح الحموي (أس الصراع في الشام)
تصدير المادة
المشاهدات : 7338
شـــــارك المادة
"إن الشجاعة في القلوب كثيرة *** ووجدت شجعان العقول قليلا
سئل معاوية رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين نراك تتأخر في المعارك حتى نحسبك تفرّ ونراك أحياناً اخرى تتقدم حتى نحسبك أنك ترمي نفسك للتهلكة، فأجابهم:
أتقدم عندما ألمس نصراً وأتراجع عندما أرى هزيمة.
منذ سبعة أشهر ونحن نخوض حرباً فكرية عبر تويتر مع الغلاة وبعض المناهجة الذين أرى أنهم الخطر الثاني على الساحة بعد الدواعش، وتقريباً وصل الصراع الفكري ذروته الآن، لذلك رأيتم تكثيفاً للتغريد في الأشهر الماضية، ومنذ أسبوع تقريباً خفّ هذا التغريد من قبلي لأننا عدنا للميدان ولإيماني أنه لا عمل بلا فكر وأن الفكرة تسبق التطبيق.
كان لا بدّ من الدخول في هذا الصراع الفكري لتعرية الغلاة في صفوفنا، فبعد مقالة أبي فراس السوري وتعليقي عليها بدأت معارك ضارية حول دمشق وتركت التعليق على الأحداث لإيماني أنه الآن بدأ العمل، لذلك تقدمت على تويتر حينها والآن تراجعت امتثالاً لكلام داهية العرب معاوية -رضي الله عنه- فأتقدم في المكان الذي نشعر فيه نصرة للدين أكبر إن كان حقل الفكر فهو وإن كان حقل العمل أنزل له، وقرأت تعليق وتوضيح الصديق القديم أبو عبد الله الشامي على مقالة أبي فراس.
الأولى ولم أشأ أن أحرج الرجل وقتها لسببين: الأول شدة المعارك في الساحة والثانية لعلمي أن الرجل بسيط ومسيّر للأسف وأنهم ورطوه، والآن ظهر الحق وهنا أحيي شجاعة أبي فراس لأنه أعلن عن عقيدته، وكم غردت وقلت هناك من يستخدم التقية في الجماعات من غير داعش، فهاهو أبو فراس يؤكد ما قلت أن 65% من قادة وجنود النصرة يحملون فكره، ويحرج أبو عبد الله الشامي إحراجاً كبيراً بأنه عرض عليه المقال.
وللأسف أقولها كل شورى النصرة والتي أكد أبو فراس أنها صورية كما ذكرت في بيان الفصل تعتقد بـأحرار الشام كاعتقاد أبي فراس بها.
أما عن الجنود وقيادات الصف الثاني فرغم أن أبا عبد الله الشامي زجر أنصار النصرة أن لا يتناقلوا كلام أبي فراس ويكفوا ألسنتهم، ها هو أزمراي ومحمد الحربي وهذه الكوكبة التي أصبحت هي المتحكم بالنصرة بسلطان الأتباع ورغم نفي النصرة مراراً أن أزمراي لا يمثلها للأسف كذبوا على الدكتور هاني السباعي بذلك، ولولا مخافة الله كشفنا هوية الرجل ونعرفه جيداً وتحت أي أمير بالنصرة يعمل، فهاهو يرتوت لمقالة أبي فراس ويخالف أوامر أبي عبد الله الشامي ورغم الأذى الكبير الذي تعرضت له من قبله سكتنا عنه ترجيحاً للمصلحة العامة لكن عندما يصل الأمر لشرعنة تكفير الأحرار ويقف الجولاني عاجزاً كل العجز عن فعل أي شيء وما زال يعمل بعقلية البراغماتية المتوحشة التي تدور على الحفاظ على الجماعة وعناصرها بغض النظر عن الوسيلة في ذلك وهي جمع الغلاة وتنفيذ رغباتهم كاملة، المهم أن لا ينشق أحد وتبقى الجماعة متماسكة إعلامياً، ويوم كفّر الأركان في كلمته كان قد سبقها لقاء بينه وبين مجموعة من المهاجرين كان على رأسهم الخارجي "أبو ذر التونسي" وهو مع داعش الآن وطلبوا حلّ البيعة لعدم وضوح موقف للجبهة من هيئة الأركان والمجالس العسكرية، فوعدهم بتصريح بذلك وفعلها وجدد البيعة لهم، وأذكر يومها قال لي أبو ذر التونسي بعد كلمة الجولاني وتكفيره الأركان هكذا تمام هذا مانريده وسكتنا عن هذا الغلو وغيره الكثير لأننا لم نر له أثراً في الساحة حتى وقع قتال المفسد جمال معروف وبعده حزم.
وكل من يقول لكم إن النصرة قاتلتهم قتال بغي هو كاذب ودعكم من البيانات الرسمية، هم يكفرونهم لذلك لن يرضوا بالمحكمة الشرعية خوفاً من أن تقتص من أحد عناصر النصرة، وهذا يخالف الأصل عندهم كيف يقتل مسلم (من النصرة) بكافر(من جمال معروف) وقلنا لهم قولوا لنا جمال معروف وجماعته مفسدون متفقون معكم لكن ابتعدوا عن التكفير فأصغر جندي بالنصرة يكفر لا على التعيين عناصر جمال معروف، ومضى الأمر وانتهى ولم نشأ أن نفتح تلك الملفات لكن الآن اختلف كل شيء.
هناك بركان من التكفير داخل النصرة سينفجر بمفخخات ضد الفصائل الإسلامية لاحقاً وقبلها ضد فصائل الموك، لكن التأخير هو لمصلحة ودفعاً لمفسدة وكم صرخنا عالجوا أس المشكلة وهي التكفير ووقف سعاره، ولن أتكلم عن نسبة من يكفر زهران علوش داخل النصرة أتركها للزمن يكشفها كما كشفت مقالة أبو فراس الكثير، ووالله ما قلت هذا الكلام لعلمي بما وراء الكواليس من خطر قادم قد يتحول إلى بركان من الدم وعندها لن ينفع الصراخ ولا تويتر ولا شيء.
والله أعلم بالنوايا، اللهم هل بلغت"
حساب الكاتب على تويتر
مجاهد مأمون ديرانية
مهدي الحموي
معاوية الزعبي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة