حسين. ع
تصدير المادة
المشاهدات : 2742
شـــــارك المادة
الملاحظات الأولية للمصادر الأميركية حول لقاءات فيينا المخصصة لسورية، والتي جمعت وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية وتركيا، أشارت إلى أن "الروس لم يبدوا حماسة للمشاركة الإيرانية التي اقترحتها الولايات المتحدة في اللقاء الموسع الجمعة المقبل".
وأضافت المصادر أن الوفد الأميركي سمع من الروس قولهم إنهم "يتحدثون باسم تحالف يضم حكومات إيران والعراق وسورية ويخوض معركة ضد الإرهاب"، وطلبوا من أميركا مساعدتهم على إقناع السعودية وتركيا بالدخول في هذا التحالف المصمم للقضاء على تنظيم (الدولة الإسلامية - داعش)، وإن من شأن دخول تركيا والسعودية في هذا التحالف إدخال الفصائل الموالية لهاتين الدولتين إلى جانب قوات بشار الأسد في الحرب ضد الإرهاب.
وقالت المصادر الأميركية: "إن السعوديين رحبوا بالعرض الروسي للقضاء على (داعش)"، معتبرين أن "أول خطوة للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي تتمثل في إخراج الأسد من الحكم، لأنه كلما طال بقاء الأسد والعنف، اندفع متطوعون للانضمام إلى داعش".
وتابع الأميركيون أن "وجهة النظر السعودية مفادها أن عنف الأسد سابق على قيام (داعش)، وأن أية محاولة جدية للقضاء على الإرهاب تشترط القضاء على أسبابه، أي الإطاحة بالأسد".
وتضيف المصادر الأميركية أن "واشنطن تتفق مع الرياض على أن الأسد سبب من المشكلة وأن خروجه جزءا من الحل".
واقترح الأتراك وأيدهم الأميركيون، حسب المصادر": "الاتفاق على جدول زمني يحدد مواعيد وقف النار، وتشكيل الحكومة الانتقالية، وإجراء الانتخابات الرئاسية السورية، وتسليم الأسد السلطة وخروجه من الحكم. إلا أن الروس رفضوا تضمين بند خروج الأسد من الحكم في الحل المقترح، واعتبروا أنه يعود للهيئة الانتقالية السورية تحديد موقفها من الأسد وكيفية إجراء الانتخابات الرئاسية".
وتتابع المصادر الأميركية أنه "للمرة الأولى، بدا الروس أكثر ليونة من الماضي في الموضوع السوري لناحية قولهم إن الأسد مستعد لقبول التسوية مع المعارضة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة". على أن الروس رفضوا شرط عدم ترشيح الأسد نفسه في هذه الانتخابات، معتبرين أن هذا الأمر يقرره السوريون، ولا يحق لأي أطراف خارجية أو داخلية منع أي مرشحين.
وفي الختام، نقلت المصادر الأميركية عن الوفد المشارك في لقاءات فيينا شعوراً بأن "الروس تخلوا عن استخدام لغة الحسم العسكري التي تبنوها الشهر الماضي، وذلك دليل على تعثر الحملة العسكرية الروسية وعدم تحقيقها أهدافاً سريعة".
ويبدو أن ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التدخل عسكرياً في سورية، كما يعتقد مسؤولون أميركيون، هو التوصل إلى اتفاقية نووية مع إيران، وإصرار أميركا على أن طهران هي مفتاح الحل في سورية. ولم تكد تمر أيام على إعلان الاتفاقية مع إيران حتى اتصل بوتين بالرئيس باراك أوباما وبادر إلى فتح الموضوع السوري، لكن أوباما رد بأن الحل يتطلب إشراك كل الأطراف بما فيها إيران.
وبعد دخول روسيا الحرب السورية، حاول بوتين مرة أخرى إجبار أوباما على الحديث إلى موسكو بصفتها مفتاح الحل في سورية، ولم يعر أوباما الرئيس الروسي الاهتمام الذي أراده الأخير.
لكن بعد مرور أربعة أسابيع، تعتقد المصادر الأميركية أن "الأهداف الممكنة للمقاتلات الروسية في مناطق المعارضة السورية نفدت، وصارت القوة الجوية الروسية منخرطة في معارك كر وفر بين المعارضة والنظام من دون هدف واضح".
ويعتقد الأميركيون أن الروس يرغبون في مخرج سياسي لورطتهم العسكرية. أما أوباما، فهو "يريد اتفاقاً جامعاً" حول سورية، بمشاركة إيرانية، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية جون كيري علناً في فيينا. وفور إعلان كيري، سارعت القنوات الأميركية والأوروبية المفتوحة مع إيران إلى الإعداد للمشاركة الإيرانية.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم يتوقعون موافقة إيران على المشاركة، على الرغم من إصرار مرشد الثورة علي خامنئي على أن الحوار مع أميركا هو حول الشؤون النووية حصراً.
ويتابع المسؤولون في واشنطن أنه منذ جولة مفاوضات بغداد النووية صيف 2013، اقترح المفاوضون الإيرانيون الخوض في الملف السوري، وسط معارضة وفود مجموعة دول "5+1".
ويبدو أن الرئيس الأميركي مازال يعتقد، حتى بعد التدخل الروسي وزيارة الأسد موسكو الأسبوع الماضي، أن لطهران اليد العليا على الأرض عسكرياً في سورية، وأن ما توافق عليه طهران ستجد موسكو صعوبة في رفضه، ولكن العكس ليس صحيحاً.
إذاً، فيما يسعى بوتين لحفظ ماء الوجه بمخرج سياسي لائق لحملته العسكرية، يعتقد أوباما أن طهران هي مفتاح الحل، وهو اعتقاد دفعه لدعوة إيران إلى مؤتمر "جنيف – 2"، لكن المعارضة السورية نسفت الحضور الإيراني لتورط إيران عسكرياً إلى جانب الأسد.
"اليوم، إذا رفض المعارضون مشاركة إيران لتورطها عسكرياً في سورية، فسيكون عليهم رفض مشاركة روسيا كذلك"، حسب مسؤول أميركي.
ويختم الأخير بالقول: "نتوقع دبلوماسية ناشطة الأسبوع المقبل".
العصر
رندة تقي الدين
حسان الحموي
ماجد محمد الأنصاري
جوني منير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة