خالد مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 3249
شـــــارك المادة
كل يوم نسمع عن طائرات مقاتلة حديثة تصل إلى المنطقة وجنود أوروبيين وأمريكيين ينتشرون هنا وهناك في مشهد يذكرنا بالتحضير لغزو العراق عندما صرخ كبير المحافظين الجدد في البيت الأبيض مطالبا بحرب صليبية وأن من "ليس معنا فهو علينا" وحشد عشرات الآلاف من الجنود من شتى الدول الغربية في تحالف واسع بعد أن نشر معلومات استخبارية مغلوطة جرى تكذيبها فيما بعد بشأن أسلحة الدما الشامل في العراق التي صنعها صدام لإبادة العالم المتحضر!...
ومع مرور الوقت وسقوط العاصمة العراقية بغداد في أيدي التحالف الغربي الذي أثار فزع العالم من أسلحة الدمار المزعومة رأينا الانهيار التام الذي شهدته دولة العراق على أيدي الاحتلال الأجنبي وكيف قتل شعبها بأحدث ما أنتجته المصانع الغربية من قنابل وصواريخ وشوه أطفالها لأجيال قادمة باليورانيوم المنضب، وشرد الملايين من العراقيين في الداخل والخارج، في مأساة إنسانية ما زالت قائمة حتى الآن رغم مرور أكثر من 12 عاما عليها، الرجل الأبيض المتغطرس لا يتعلم من التاريخ أو قل أنه استباح دماء العرب والمسلمين ولم يجد أرخص منها لكي يقتات عليها كمصاصي الدماء في أفلام الرعب التي تنتجها آلته السينمائية.
مشهد الدمار والخراب الذي حدث في العراق قبل سنوات طويلة وما زالت آثاره ماثلة أمامنا وتداعياته تنهش في هذا البلد حتى الآن لم تردع الغرب عن مغامرة جديدة في المنطقة ولكن هذه المرة بدلا من "فزاعة صدام" هناك "فزاعة داعش"...
الغرب دائما لا يفتقد الحيلة التي تسوغ له التدخل في المنطقة وإذا عدمها يصنعها وهو لا يستحي إذا انكشفت ألاعيبه فيما بعد وتبين أن ذريعة التدخل كانت وهمية معتمدا على أنه لا محاسب له فدول المنطقة تأكلها الصراعات والأزمات والمؤسسات الدولية لعبة بيده وذاكرة الشعوب سرعان ما يصيبها النسيان ويسهل التلاعب بها...
لقد بدأت "أسطورة داعش" تنمو تدريجيا أو قل ينميها الغرب تدريجيا حتى أعلن أنه "خطر عظيم على البشرية"! فقام بإنشاء تحالف من عدة دول لكي يوجه ضربات لداعش في العراق وسوريا ومنذ ذلك الوقت والتنظيم يتوسع أكثر من ذي قبل في الداخل والخارج ويوجه ضرباته في عقر دور الغرب أكثر من ذي قبل رغم الحصار والضربات والتعاون الأمني الذي يتم الإعلان عنه يوما بعد يوم بين كل دول العالم حتى حدثت هجمات باريس حيث انطلقت دعوات لتوسيع التحالف وإرسال المزيد من الطائرات الحربية والجنود وحاملات الصواريخ والطائرات وانضمت دول جديدة للتحالف وكانت روسيا بقوتها العسكرية قد تدخلت من أجل نفس الذريعة في سوريا وأصبحت معظم الدول الكبرى بقوتها العسكرية الضخمة موجودة بشكل أو آخر في منطقتنا من أجل تنظيم "داعش" الذي صمد طوال هذا الوقت!
فيا ترى كيف وما الأسباب؟! وهل قوة هذا التنظيم تحتاج كل هذه الهبة العصماء من الدول الكبرى أم أن وراء الأمر غايات أخرى؟! ...
لقد نشرت دوريات أوروبية وكتب محللون غربيون معلومات كثيرة تتعلق بإعادة الأوضاع في المنطقة بعد الربيع العربي خوفا من خروج المنطقة عن سيطرة الدول الكبرى وركز على الموقف المائع للغرب مع بشار الأسد رغم الجرائم التي ارتكبها والتي تزيد عن جرائم صدام حسين عشرات المرات والتصريحات الأخيرة التي لم تمانع فيها دول غربية من بقاء بشار في الحكم لفترة انتقالية ومشاركة قواته في الحرب المزعومة ضد داعش.
لقد بدأت اللهجة تجاه بشار الأسد في الغرب منذ إطلاق الحرب ضد داعش تتغير وبدأنا نسمع عن مخاوف من وجود حكومة في سوريا لا تلبي مطالب الغرب إذا اختفى بشار فجأة من المشهد وما يدل على ذلك التنسيق بين روسيا ودول التحالف في سوريا رغم أن موسكو سياستها واضحة وهي أن كل المعارضة السورية المسلحة "إرهابيون" ويجب التخلص منهم؛ لذا فهي تشن هجماتها في المقام الأول على مناطقهم وليس على داعش وغرضها ظاهر للعيان وهو الإبقاء على بشار بحجة مواجهة ما تسميه "الإرهاب" وهي الكلمة المطاطة التي عجزت الأمم المتحدة نفسها عن تقديم تفسير منطقي لها.
المسلم
جهاد صقر
سهيل كيوان
سامي كوهين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة