نواف القديمي
تصدير المادة
المشاهدات : 3423
شـــــارك المادة
سأحاول أن أوجز بعضاً من ذلك في النقاط التالية:
1- هو فصيل كبير، تعداد مقاتليه يتجاوز ال 15 ألف مقاتل -جميعهم سوريون حيث لا وجود لمهاجرين بينهم- ويتمركز في أكثر المواقع خطورة وأهمية وكثافة في سوريا "ريف دمشق"، حيث يحاصر العاصمة من جهتين، ولا يبعد عن ساحة العباسيين سوى أقل من كيلومترين اثنين، ويتمدد مقاتلوه في عدة أحياء داخل العاصمة.
ولذلك فمعظم معاركه تجري داخل الأحياء والمدن الملاصقة للعاصمة، وهي المناطق التي تتواجد بها أعداد كبيرة من قوات جيش الأسد والميليشيات الشيعية المكلفة بحماية العاصمة، مما يعني أن قدرة جيش الإسلام على التمدد لمئة متر أو الدفاع عن مئة متر هو أمر بالغ الصعوبة ويسقط فيها عدد كبير من الشهداء -مقارنة بالمعارك التي تدور في أرياف مفتوحة وصحاري واسعة قد لا تجد بها على امتداد عشرات الكيلومترات أي معسكرات أو مناطق رباط–.
لذا فمعاركه مع النظام والميلشيات الموالية له هي الأكثر عنفاً، ومناطقه التي يسيطر عليها من أكثر المناطق التي تعرضت للتدمير، وهي تتعرض لحصار وقصف كثيف لا يتوقف بالبراميل والصواريخ.
2- يتميز جيش الإسلام بالانضباط العالي لأفراده ومقاتليه، وتفتيته لكل مراكز القوى، ورفضه لانضمام أي فصائل له مع بقائها ككتلة واحدة حتى لا تُشكل مركز قوى داخل الجيش، بل يُجبر أي فصيل قبل الانضمام على تسليم سلاحه وتقسيم أفراده بين وحدات الجيش وألويته وجبهاته.
كما ويملك قدرة عالية على التكتم على خطط عملياته، وهو الأمر الذي جعله قادراً على مباغتة النظام في كثير من المعارك.
ولا أدل على قدرته العالية على الانضباط من استطاعته أن يجري استعراضاً عسكرياً لـ 1700 مقاتل تم تخريجهم من دورات عسكرية، ومع ذلك لم تتسرب معلومة واحدة ولا صورة واحدة من هذا الاستعراض العسكري، حتى أعلن عنه جيش الإسلام بنفسه ونشر صور ومقاطع فيديو لهذا الاستعراض العسكري، وذلك بعد أسبوعين من إجرائه.
3- رغم أنه فصيل ينتمي للحالة السلفية، إلا أنه لا ينتمي للسلفية الجهادية، وبعيدٌ عن مسائل التكفير والتبديع، حتى أن بعضاً من الفصائل السلفية الجهادية تتهمه بالإرجاء لتشدده في رفض التكفير.
4- وفي الوقت الذي كانت فيه معظم الفصائل مترددة ومتورعة عن قتال الدواعش، يمكن اعتبار جيش الإسلام أول فصيل اتخذ قراراً مبكراً وصارماً بقتال الدواعش ومنع تمددهم في مناطق نفوذه، وقد نجح في ذلك كما لم ينجح أي فصيل آخر.
5- أبدى جيش الإسلام مرونة سياسية مرتفعة في مراحله الأخيرة، ونزعة عالية للتوحد مع الفصائل الأخرى، وخطاب مطمئن في مواضيع التشاركية في الحكم بعد سقوط النظام –مازالت لديهم الحساسية السلفية المعتادة من استخدام مفردة ديمقراطية- والتأكيد أن الشعب السوري هو من له الحق في اختيار شكل الحكم القادم، وكذلك في موقفه من الأقليات.
كما أنه في حوارات أجريتها مع بعض قادته أكدوا أنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من "الجيش الحر" ويرفضون أن يُطلق عليهم صفة "إسلاميين"، بل يصفون أنفسهم بأنهم "مسلمون فقط". وحين زرت أحد مقراته وجدت علم الثورة السورية معلقاً في كل المكاتب، ولهذا الأمر دلالة رمزية بالغة، فجيش الإسلام يؤكد هنا أنه جزء من "الثورة السورية" بجيشها الحر وشعاراتها ومطالبها وعلمها.
العاصمة
غزوان طاهر قرنفل
كلنا شركاء
خالد مصطفى
زياد الشامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة