..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الحروب وتحولات التاريخ في سوريا واليمن

نواف القديمي

١٧ فبراير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3289

الحروب وتحولات التاريخ في سوريا واليمن
160203152313_syria_aleppo_top_624x351_afp_nocredit.jpg

شـــــارك المادة

الحروب، وتحولات التاريخ، تحتاج إلى قدرة عالية على التحمل والصبر .. وهذا ما يعرفه الإيرانيون وحلفاؤهم جيداً .. نحن أمام عدو عنده قدرة فائقة على تحمل كُلفة مشروع التمدد .. في الحرب العراقية الإيرانية خسر الإيرانيون مئات آلاف الضحايا وكانوا مُصرّين على مواصلة القتال .. ثم عانت إيران من حصار اقتصادي طويل وخانق وصبرت واستمرت .. فيما تشير اليوم بعض التقديرات إلى أن قتلى الحوثيين يزيدون عن العشرين ألفاً ومازالوا صامدين .. وقد خسر حزب الله في سوريا أكثر من ١٥٠٠ قتيل حتى الآن ومازال صامداً ..
الدول المترفة غير القادرة على تحمل الكلف العالية ستخسر حتماً في معارك التاريخ والجغرافيا .. أمريكا نفسها - وهي الأكثر حرصاً على أرواح جنودها - لم تنسحب من فيتنام سوى بعد خسارتها لخمسين ألفاً من جنودها، فضلاً عن الخسارة الاقتصادية الهائلة ..
في سوريا كان حلفاء الثورة هم الأكثر ضعفاً وتردداً والأقل استعداداً للصبر وتحمل التبعات .. ومع ذلك فقد منحهم التاريخ فرصةً وأوجد لهم مخرجاً، فلم يكن مطلوباً منهم إرسال جنود أو خوض حروب مباشرة .. فقد وضعهم القدر في خندق واحد مع عشرات آلاف المقاتلين الشرسين أبناء الأرض المستعدين للتضحية والصبر الطويل في مواجهة الاحتلال الطائفي لأرضهم ..
لم يكن مطلوباً من حلفاء الثورة سوى الدعم المادي والسياسي في التوقيت الصحيح، والقليل من الشجاعة في التحرر من السقف الأمريكي في ظل حكومة ضعيفة غير معنية بالخارج ولن تفعل شيئاً حال اتخذ حلفاؤها مبادرات تقع في صميم أمنهم القومي .. ومع محدودية الكلفة والشجاعة هنا لم يكونوا قادرين على اتخاذ هكذا خطوة ..
إيران - رغم كونها قادرة على الصبر والتحمل - تحارب اليوم بحلفائها، وهي مستعدة أن تحارب بنفسها متى ما اضطرت لذلك .. فيما حلفاء الثورة - رغم كل أخلاقية المعركة - يخسرون اليوم طليعتهم العقائدية المقاتلة، ويخذلونهم في أشد اللحظات صعوبة ..
ماذا لو اتخذت السعودية قراراً في التوقيت المناسب وقررت دعم حلفائها في اليمن أول ما وصل الحوثيون إلى تخوم عمران؟ .. كم تدفع السعودية اليوم من كُلف مضاعفة اقتصادية وسياسية وبشرية لأنها تأخرت في التدخل؟
إذا وصلت النار لأطراف هذه الدول، سيعرفون جيداً حجم الفرص التي أهدروها بترددهم وخذلانهم .. وسيكون مطلوباً منهم حينها تحمل التبعات البشرية والاقتصادية والسياسية كاملة .. ومن لم ينجح في معركةٍ كان المطلوب فيها فقط دعم الحلفاء، لن ينجح في خوض المعركة بنفسه ..

 

 

حساب الكاتب على تويتر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع