حذيفة عبد الله عزام
تصدير المادة
المشاهدات : 7772
شـــــارك المادة
داعش تحتل خناصر وتقتل وتفتك بالنظام -حسب زعم إعلامها الهوليودي- والطيران الروسي يتجه أسرابا للرد في حلب سبحان من وهب العقول ﻹعمالها ﻻ ﻹهمالها!! أردت باﻷمس أن أوصل فكرة حول أحداث خناصر لكن أسراب داعش غزت الحساب كما يغزو الجراد اﻷرض فيتركها بورا وشوشوا قصد تضييع الفكرة بصخبهم وضجيجهم ومشكلتنا خاصة صغار السن من شبابنا -في ظل الحماس المتدفق واﻻندفاع المتزايد- أننا نقرأ اﻷحداث مجردة عن السياق منفردة في ظل حدث كوني كبير ومشهد كلي فيكون حالنا كمن يجتزئ مقطعا أثر به من فيلم طويل متسلسل اﻷحداث ويقيم حكمه على الفيلم كله من خﻻل هذا المشهد ﻷنه أعجبه وترك في نفسه أثرا ويمضي يناطح ويناكف من شاهد الفيلم كله ودقق مشاهده ومقاطعه وعرف مبدأه ومنتهاه ويزعم أن الحكم على الفيلم ﻻ يكون إﻻ من خلال المقطع أو اللقطة التي أعجبته وأثارت اندهاشه ومن هنا أقول بإمكانك أن تلغي عقلك وتتمسك بالمقطع وتقصه من الشريط وترمي ببقية السلسلة في المهملات ولك ذلك ولكن ليس لك أن تزعم أنك فهمت اﻷحداث كلها من خلال هذا المشهد كما ﻻ يحق لك أن تلزم غيرك بالحكم الكلي الذي أصدرته على الجزء فأيما عاقل سيلفظ حكمك من هنا وبغض النظر عن سلسلة التجارب الطويلة -مع القوم- والتي عودتنا أن كل مشهد هوليودي يجتذب المشاهدين ويشدهم يخفي وراءه طوام توردنا الوبال. أقول: بغض النظر عن هذا كله بدأت حديثي باﻷمس بطرح سؤال للعقلاء وهو: بالنسبة للمجاهدين هل يشكل وقوع خناصر بيد داعش أو بقائها بيد النظام لديهم فرقا؟! أم أن النتيجة سيان؟!
وﻷقرب الصورة أكثر فهناك من صغار العقول واﻷفهام من سيخرج ﻻتهامي -بسوء فهمه في ديني- وما أكثرهم ولذا فأنا مضطر للإسهاب واﻹفاضة في الشرح والتكرار حتى تتضح الفكرة.
حاصرنا النظام في حمص من جهات ثلاث وكانت الجهة الرابعة بيد داعش فهل أفادنا وجود منفذ ومخرج بيد داعش أم أن النتيجة كانت واحدة؟!
حاصرنا النظام وداعش في دير الزور فهل أفادتنا الجهات التي كانت بيد داعش أم أن النتيجة كانت واحدة؟!! ساهمت داعش في حصارنا في القلمون بإغلاق شريان إمدادنا الوحيد من الشمال حين قطعت علينا -ﻻ على النظام- الطريق باستيلائها على العقيربات وكانت تصادر كل ما يرسل إلى القلمون من الشمال حتى الغذاء والدواء أما السلاح فحدث وﻻ حرج فقد صادرت لجبهة النصرة ذات يوم عتادا ﻷلف وثلاثمائة مقاتل مع سلاح ثقيل ودبابات دفعة واحدة كانت متجهة إلى القلمون -ولقد عاصرت الحدث وأبو فراس السوري حي يرزق ومن رام التأكد فليسله- وأدى ذلك لسقوط القلمون فهل ثمة فرق بين أن يقطع النظام نقطة العقيربات أو تقطعها داعش؟! وهل كانت النتائج ستختلف لو كانت العقيربات والسعن بيد النظام؟؟!! وﻷفاجئك أكثر كان النظام وداعش متجاورين في العقيربات والسعن يفصل بينهما اﻷوتوستراد -ولقد زرت تلك المنطقة بنفسي واطلعت على المأساة بعيني فهل ثمة فرق في النتائج بين أن تكون بيد داعش أو بيد النظام؟!
كانت النتيجة واحدة حصار مطبق يعقبه ضعف ونقص في اﻹمكانيات والموارد حتى تبلغ حد اﻹنعدام وتسقط المناطق ثم تنطلق أبواق داعش اﻹعلامية: صحوات الردة والخيانة والعمالة تسلم المناطق للنظام!! وهم ﻻعب أساس في إسقاطها واستسلامها وإذا ما انتقلنا إلى جبهة حلب؛ فمنذ سنتين ونيف وحلب بين فكي كماشة النظام وداعش كلما باشر المجاهدون فيها عملا ضد النظام وأحرزوا تقدما تحركت داعش على الفور وطعنت المجاهدين في خاصرتهم فيضطر المجاهدون ﻹيقاف العمل ويعودون لرد صيال داعش عن أهليهم وبيوتهم واﻷرض التي حرروها بدمائهم.
وباﻷمس تقدمت داعش إلى خناصر وسأسلم تجنبا للجدال أنه عمل غاية في البراءة وأنه من بنيات أفكار داعش وبجهد عناصرها ودمائهم وليس وراء اﻷكمة ما ﻻ نعلمه سأسلم بذلك كله وأقول تقدمت داعش وسيطرت على خناصر فهل ستكون خناصر متنفسا للمجاهدين؟! وهل ستسمح لهم داعش بعبور خناصر أو مجرد المرور منها؟! أم أن أي مرتد صحوجي عميل خائن سيمر بجوارها سينحر على أعتابها؟! ويذبح على أبوابها؟! وترد مؤازرات الصحوات إن حاولت عبورها على أعقابها؟ أما الذين ذهبوا إلى القول بإفادة المجاهدين من سقوط خناصر وأن شريان النظام في حلب قد قطع فهم واهمون فالطيران يذرع اﻷرض صباح مساء ويستطيع أن يوصل كل ما يحتاجه إليه جيشه عبر جسوره الجوية واﻹسقاطات المظلية ريثما تعود خناصر، هذا من ناحية من ناحية ثانية فإن المجاهدين في أرياف حلب يعانون من ضائقة ونقص في العتاد والسلاح والمؤن لم تمر بهم عبر تاريخ الثورة وبالكاد يملكون ما يدافعون به عما تبقى ويعتبر صمودهم اﻷسطوري معجزة ربانية ففي الوقت الذي تعيرهم فيه داعش بأنهم عبيد الموك وعبيد الدوﻻر وعبيد السعودية وتركيا وقطر تجد العتاد والسﻻح الذي لديهم ﻻ يقاس وﻻ يقارن بسلاح وعتاد داعش التي من المفروض أنها تنظيم إرهابي محاصر محارب من العالم كله ومع ذلك هي تملك وفرة في المال والعتاد وﻻ أريد أن أخوض في مسألة سلاح وعتاد وأموال داعش فتلك مسألة أخرى أترك لكل ذي لب أن يبحث عنها بنفسه ولكن ﻻ يرهن عقله لصوت يجيبه ببساطة غنائم!!! فذاك عبث. أخيرا عجبت لمن يقاتل أضعاف داعش وﻻ يجد عشر ما تجده من الغنائم ومتهم بالعمالة ﻻ يجد قوت يومه أونفقة عياله وآخر محارب من الكون ولديه كل شيء. حساب الكاتب على تويتر
ماهر علوش
مهدي الحموي
فايز الصلاح
هذه التي تسميها تناقضات من أن العالم يحاصرة وينعم بكل شيء انما هي من بركات الخليفة البغدادي (دام ذله) وهذا مايؤكد روايتهم أنهم على (مايسمونه هم) الحق.
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة