الشبكة السورية لحقوق الإنسان
تصدير المادة
المشاهدات : 10630
شـــــارك المادة
استشهد بتاريخ 8-8-2011 أثناء تشييع الشهيد محمد الأكراد في منطقة درعا البلد بطلقة من احد قناصي النظام الغاشم، مهندس من حوران أو مندس حوراني كما كان يحب أن يوصف، أبى إلا أن ينضم إلى قافلة الشهداء، أبى إلا أن يحتضن ثرى حوران دماءه الطاهرة، معن العودات اعتقل عدة مرات وأبى بعد كل مرة إلا أن يعود ويشارك أهله في ثورتهم، لم تثنه تلك الاعتقالات ولا حتى وفاة والده ابان حصار درعا عن عودته مرارا الى الشارع والساحات والميادين، أحجار الجامع العمري في درعا البلد مازلت تحتفظه بصوته يرعد هناك ليزلزل كل الجبابرة والظلام، لله درك يا معن، إلى جنات الخلد . . .
لا يمكن لحدث كاغتيال معن العودات أن يمضي بصوره و تفاصيله المؤلمة كما مضت صور آلاف الشهداء، فالدقائق الأخيرة التي سجلتها عدسة أحد المشاركين تظهر معن و هو يحث المشيعين على الابتعاد عن رجال الأمن المستعدين للانقضاض على الموكب، تتوقف العدسة هاهنا عن التسجيل ليروي لنا الحاضرون فيما بعد كيف قام أحد الضباط، وهو المجرم لؤي العلي، باستهداف معن برصاصة في الخاصرة طرحته جريحاً ليجهز عليه بعد ذلك برصاصتين أخريين في الرأس، يسقط أثناء محاولة إنقاذ معن الجريح ثلاثة من الشهداء، تعود العدسة المتواضعة للتسجيل فيظهر معن مسجاً مضرجاً بدمائه بجوار رفاقه الشهداء… لقد كشف هذا الاغتيال عن سياسة السلطة تجاه الشريحة الأكثر وعياً في الحراك الشعبي، فمعن كان من القلائل المنتمين إلى الجيل الثاني من العمر ممن لم يكتفوا بالالتحاق بركب الشباب الثائر لحريته و كرامته بل قادوا و وجهوا المظاهرات و رشدوا غضب الشباب و ووجهوا حماستهم.
المسافات بعيدة، والذكريات مخزونة في الروح وقرص الشمس مركون في إحدى زاويا القدر حتى الشمس تم استباحتها أسر لنا صاحب الخبر صاحب البسمة ومعالجة المصيبة عند الليل والسهر أيها الباغي ويا قاتلي، تمهل قليلا فالجند لا يحموك وقت أخذ العبر ولا في لحظة الدفء، ودمعة طفل وقطرة دم مسكوبة على وجه القمر . ياقاتلي نحن أدركنا الحياة في ربيع آذار فلن تخذلنا عطوره، ولا ورود السهل في حوراننا ولا زخات الرصاص ولا سحلنا على الحجر
التوحيد
أسرة التحرير
أبو فهر الصغير
عوض القرني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة