..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا هذا التريث؟

إسماعيل ياشا

٢٨ فبراير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5361

لماذا هذا التريث؟
ياشا 00.jpg

شـــــارك المادة

منذ اندلاع الثورة السورية، هناك رأيان متناقضان يتم تداولهما في الأوساط السياسية والإعلامية. ويرى أصحاب الرأي الأول أن هناك قوى دولية وإقليمية تسعى لجر تركيا إلى المستنقع السوري، فيما يذهب أصحاب الرأي الثاني إلى أن قوى دولية وإقليمية تسعى لإشغال تركيا في مشاكلها الداخلية وإبعادها عن الملف السوري.
هذا التناقض يلقي بظلاله على التحليلات التي تصدر بعد كل تطور أو عمل إرهابي يستهدف تركيا، وبينما يتساءل أحدهما: هل هو محاولة لدفع تركيا إلى التدخل في سوريا لتقع في الفخ الذي نصب لها هناك، يقول الثاني: إن ما حدث ما هو إلا إحدى نتائج تردد تركيا وتأخرها في التدخل في سوريا لصالح الثورة.
التفجير الانتحاري الذي استهدف مجموعة من السياح الألمان في ميدان السلطان أحمد باسطنبول، وكذلك الذي أسفر عن مقتل 29 مواطنا تركيا وإصابة العشرات في قلب العاصمة التركية أنقرة، كلاهما أثار نقاشاً واسعاً وتساؤلات حول أهداف مثل هذه العمليات الإرهابية والجهة التي تقف وراءها بالضبط، بغض النظر عن انتماء المنفذ إلى هذه المنظمة أو تلك.
المسؤولون الأتراك أعلنوا بعد تفجير أنقرة الإرهابي، بناء على نتائج التحقيقات الأولية، أن الانتحاري سوري ينتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي ويدعى «صالح نجار»، إلا أنه تبين فيما بعد من خلال تحليل الحمض النووي أن المنفذ مواطن تركي يدعى «عبدالباقي سومر» وأنه خرج إلى المناطق التي تسيطر عليها وحدات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا، ليدخل مرة أخرى كلاجئ سوري يحمل بطاقة شخصية باسم «صالح نجار».

والسؤال الذي يبحث الخبراء عن جوابه هو: «ما الهدف من خروج الانتحاري من تركيا وعودته إليها بهوية مزورة كلاجئ سوري؟».
الخبير التركي في سياسات الأمن، ميتي يارار، بعد أن لفت إلى هذه الغرابة في تصرفات الإرهابيين، يقول إن حزب العمال الكردستاني يسعى لجر القوات التركية إلى الاشتباك مع القوات الروسية في شمال سوريا. وبعيدا عن النقاش حول صحة هذه الفرضية أو عدم صحتها، فإن القيادة التركية تدرك جيدا أنها تسير في طريق مليء بالألغام، ولذلك قبل أن تقدم أي خطوة نحو الأمام تدرس كل جوانبها ومآلاتها السياسية والاقتصادية والأمنية.
تركيا تحاول أن تتبنى سياسة مستقلة، وتتحرك ضمن تحالفات دولية وإقليمية، وتحافظ على مصالحها الوطنية دون أن تصطدم بالمجتمع الدولي. ولا شك أن هذا خيار صعب للغاية ولكنه الأفضل لكي لا تغامر بأمنها ومستقبلها أو لا تكون مجرد حجر في رقعة شطرنج الآخرين.

 

 

 

العرب القطرية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع