داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 5147
شـــــارك المادة
باتت كل المؤشرات واضحة، بما فيه الكفاية، لتقرير حقيقة استراتيجية مركزية يسعى لها الحلف المافيوزي الإرهابي الفاشي الروسي-الإيراني، الداعم للنظام الإرهابي السوري، وهي استكمال مخطط شن حرب إبادة حقيقية ضد المعارضة السورية المسلحة، وقضم أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام المجرم، وإيقاع أكبر عدد وحجم ممكن من الخسائر في صفوف الشعب السوري، من المدنيين تحديدا، لزيادة الترويع ولإرهاب الحاضنة الجماهيرية للمعارضة وللانتقام أيضا من أحرار الشعب السوري.
جملة رهيبة من الأهداف الشيطانية هي التي تجمع حلف المجرمين المتحالفين الذين يراوغون العالم ويتحدثون عن ضرب أهداف وهمية لتنظيم الدولة في مواقع يعلم العالم بأسره بأنها لا تخضع للتنظيم، ولا وجود لعناصره ضمن محيطها، ولكنه التواطؤ الدولي المخجل الذي يغض الطرف عن جرائم الروس والإيرانيين، ويضع الشعب السوري بالتالي في مواجهة غير متكافئة مع قوى الشر الدولية التي تهدف لإركاع السوريين، ولإدامة واستمرار حكم القتلة والمجرمين، الجيش الإيراني يتمدد لأول مرة منذ نهاية الحرب العراقية- الإيرانية العام 1988 خارج حدوده الدولية، ويدخل ويدنس أرض الشمال السوري، بعد أن فقدت المؤسسة العسكرية العقائدية للنظام الإيراني، وهي الحرس الثوري، نخبة عناصرها، وتعرضت لاستنزاف وإذلال وهزيمة ما بعدها ولا قبلها جرعتهم كؤوس السم الحقيقية، وعرفوا معنى القتال ضد شعب حر مصمم على نيل حريته.
الجيش الإيراني بدوره مهما استعمل من أسلحة وتكتيكات سيكون مصيره الهزيمة الميدانية المذلة، وسيتعرض لاستنزاف مهلك سترتد نتائجه على الداخل الإيراني بكل تأكيد، ولن يكون أداؤه أفضل من أداء الحرس الثوري المتخصص في حرب العصابات، ولكن التكتيك الروسي-الإيراني الجديد، والذي يعوض النقص العددي الكبير لجيش النظام السوري المتهاوي، يعتمد أساسا على احتلال المدن الكبيرة مثل مدينة حلب الاستراتيجية، والتي تعني السيطرة عليها ضمان السيطرة على الشريان الاستراتيجي الواصل مع الحدود التركية. وبما يعني أن المعركة ستكون قوية ومحورية وفاصلة وستشهد التحاما دمويا كبيرا، ولن يستطيع سلاح الجو الروسي حسمها، إلا عن طريق حرب الإبادة الشاملة للمدنيين. وهو تكتيك إرهابي غالبا ما يلجأ له الروس البغاة، كما فعلوا في العاصمة الشيشانية غروزني، التي دمروها بالكامل.
الحرب الوشيكة تطرح إشكاليات كبرى عن موقف الغرب الصامت عن المجزرة، وعن مواقف بقية أصدقاء الشعب السوري الذين يتابعون الحشود الإيرانية والروسية، وتوسع الحرب وخرق الهدنة تحت مبررات واهية وكاذبة، دون التقدم بأي مبادرة تنهي المأساة وتعزز فرص التفاوض السلمي، وإنهاء المعركة عبر الاتفاق على برنامج تغيير سياسي، لا بد أن يقع مهما كانت الكلفة الدموية. فالجيشان الروسي والإيراني مهما أفرطا في استعمال القوة والإرهاب، فلن يستطيعا أبدا تعويم النظام السوري وإعادة عقارب الساعة للوراء.
كل ما سيفعلونه خلال الساعات المقبلة حرب إبادة بشرية ممنهجة بموافقة العالم الحر والأمم المتحدة. وسيكون القصف الجوي بالأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا ومئات الإصابات بين المدنيين هي حصيلة الهجوم الذي سيوسع مساحات الموت والخراب، ولن يستطيع أبدا حماية النظام ولا ضمان بقائه واستمراره.
منع الكارثة البشرية والمجزرة الحتمية ينبغي أن تكون لها الأولوية القصوى في النظام السياسي العربي الراهن، عبر الضغوط الديبلوماسية أو أي توجهات أخرى، فما سيحصل مريع وغير مسبوق، ويحتاج لتضافر الجهود الإقليمية لمنعه.
الإيرانيون اليوم يعيشون مرحلة توحش حقيقية، خوفا من أشباح انهيار مشروعهم التوسعي التبشيري الطموح، وهم يطلقون التهديدات لهذا الطرف أو ذاك، ويبالغون في إقامة المناورات في الجنوب الإيراني، في رسالة واضحة لدول الجوار تحمل كل معاني وصيغ التهديد والابتزاز التي تهاوت وانتهى سوقها، مع الهزائم المريرة التي تكبدتها قوات الحرس الثوري وكتائب العملاء الطائفيين الإقليميين المتحالفين معها.
يريد النظام الإيراني من خلال السيطرة الكاملة على مدينة حلب إخضاع الشمال السوري بالكامل، وفرض واقع عسكري وسياسي جديد يحمي النظام وبما يحمي مصالحهم التي ستتطاير مع الريح. كل الخيارات الإيرانية والروسية العدوانية بائسة وفاشلة، وستكون وبالا على أصحابها بكل تأكيد.
السياسة الكويتية
أحمد موفق زيدان
ريدا غيتيس
عادل مالك
أنور مالك
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة