..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

منبج... بين حصارين

حسن النيفي

٢٠ يوليو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3045

منبج... بين حصارين
000.jpg

شـــــارك المادة

لا تحتاج مدينة (منبج) إلى حدث سياسي أو معركة عسكرية لتأخذ مكانها - إعلامياً -  في أذهان الناس، فهي تمتلك كل مقوّمات العراقة التاريخية والثقافية والحضارية، فهي المدينة الموغلة في القدم، إذ عرفها الآشوريون باسم (مابيجي) وأطلق عليها الساميون اسم (ينبج) وعُرفت فيما بعد عند اليونان بـ(هيرابوليس).

دخلها المسلمون عام (16)هـ، بقيادة أبي عبيدة بن الجراح،وجعلها هارون الرشيد عاصمة لجند العواصم ،وولّى عليها عبد الملك بن صالح الذي أعاد بناءها بعد أن هدمتها الزلازل عام 784 م.

عُرفت مدينة (منبج) بتراثها الأدبي العريق، إذ كان أميرها في عهد الدولة الحمدانية الشاعر (أبو فراس الحمداني) الذي أسره الرومان على تخومها، واقتيد إلى القسطنطينية، حيث سطّر في سجنه أعذب وأشجى أشعاره.

كما عاش في أكنافها الشاعر (أبو عبادة البحتري) الذي ترددّ ذكرها مراراً في أشعاره، وفي العصر الحديث عُرف فيها الشاعر عمر أبو ريشة ومحمد منلا غزيل ويوسف عبيد وكوكبة يطول ذكر أسمائها.

تقع مدينة منبج في الشمال السوري، وتبعد عن مدينة حلب 90 كم تجاه الشمال الشرقي، كما تبعد عن الحدود التركية مسافة 35 كم،كما تبعد عن نهر الفرات 40 كم من جهة الغرب. ويبلغ مخططها التنظيمي (2000 )هكتار، أما عدد سكانها فيبلغ قرابة(600000 ) نسمة بحسب إحصائيات عام 2004 .

تحتوي (منبج) ذات الأغلبية السكانية العربية على مزيج متنوع من المكونات(عرب - كرد - تركمان - شركس)، ولم تشهد المدينة على مر العصور أي نزاع عرقي أو طائفي أو مذهبي، بل كانت مثالاً للتعايش السلمي بين كافة مكوّناتها.

بدأ الحراك الثوري السلمي في المدنية منذ الشهر الأول لانطلاقة الثورة السورية (آذار 2011 )، وذلك من خلال المظاهرات التي تنطلق من الأماكن العامة، وقد حاول رجال أمن النظام قمعها بكل وحشية، كما تعرّض العديد من أبناء المدينة للاعتقال، ولكن - ومع ازدياد زخم المظاهرات - لم يعد بمقدور سلطات النظام السيطرة عليها، فأصبحت المظاهرات الكبيرة من الطقوس المعتادة لأبناء البلدة.

تحررت مدينة (منبج) من سلطات نظام الأسد بتاريخ (17 - 7 - 2012 ) وتولّى المجلس المحلي الذي كان قد تشكّل قبل تحرير المدينة، إدارة البلد والإشراف على عمل المؤسسات الخدمية، وينبغي التأكيد في هذا السياق على أن الإدارة المدنية لمنبج بعد تحريرها كانت الأكثر نجاحاً في المدن المحررة، حيث تم الحفاظ على كل مؤسسات الدولة والممتلكات العامة، ولم تشهد المدينة حالات تخريب ونهب مطلقاً، إضافة إلى أن كل الدوائر الحكومية ظلت تقدّم خدماتها للمواطنين بكامل طاقمها الوظيفي، ولعل ما ساعد في ذلك هو التنسيق القائم بين المجلس المحلي وفصائل الجيش الحر التي ينتمي معظم عناصرها إلى مدينة منبج ذاتها، الأمر الذي جعل هذه المدينة موئلاً لمئات الآلاف من النازحين السوريين من حمص وحلب وإدلب.

في أوائل آذار من عام 2013 بدأ تنظيم داعش بالتسلل إلى المدينة، وذلك من خلال مجموعات صغيرة تحاول أن تظهر بمظهر المسالم الذي يبدي رغبة كبيرة بالتقرب إلى السكان، كما حاولت إقناع المواطنين بأنها لا تهدف سوى الدعوة إلى الله وبيان العقيدة السليمة وأنها لا مطمع لها بسلطة ولا مال، وقد حاولت هذه المجموعات في بداية مجيئها عدم الاصطدام بأي تشكيل للجيش الحر،زاعمةً أنها لن تتدخل بالشأن المدني والإداري أو الخدمي للمدينة، ولكنها في الوقت ذاته وبطريقة شبه سرية كانت تقوم باستقطاب الشباب حديثي السن وتقوم بتنظيمهم تحت مسميات مختلفة (حركة الشباب المسلم - اتحاد طلبة سورية الأحرار) كما وفّرت لهم بعض أشكال الدعم في مسعى يهدف إلى تأليبهم على الجيش الحر والمجلس المحلي مستغلّة بعض الأخطاء هنا وهناك،إلى درجة أصبح فيها بعض هؤلاء الشباب يحملون الرايات السود ويخرجون في مظاهرات صغيرة مردّدين شعارات تندد بالحراك المدني الديمقراطي وتمجّد ب(الدولة الإسلامية في العراق والشام)وهذا هو اسم داعش آنذاك.

في مطلع إيلول من العام 2013 ازداد عدد المجموعات الإسلامية في منبج، كما ازداد عتادها وسلاحها، وتحول خطابها من طور الداعية المسالم إلى طور المهاجم الذي يريد الانقضاض على السلطة، فبدأت بوضع يدها على بعض المرافق الاقتصادية في المدينة (المطاحن - مؤسسة الأعلاف) وكذلك قامت باحتلال القصر البلدي والمركز الثقافي الذي يُعدّ من أهم الصروح الحضارية في منبج.

وبات واضحاً ان هذه المجموعات الصغيرة التي سرعان ما تكتلت وباتت قوة تسعى إلى ابتلاع كل ما سواها من قوى مغايرة لها،فأصبح لها مقرات وسجون ومحاكم،كما أخذت تعتقل العديد من شباب الحراك الثوري الذين لم يستجيبوا لنهجها، فضلا عن تحرّشاتها الدائمة بفصائل الجيش الحر التي كانت منهمكة بمواجهة قوات الأسد على جبهات حلب والقصير ومطار كويرس.

لم تكن لدى الجيش الحر أي رغبة بالدخول في حرب مع تنظيم الدولة في بداية الأمر وذلك لأسباب عدّة لعلّ أهمها:

أولاً: الاعتقاد السائد لدى الجميع أن المواجهة الحقيقية هي مع نظام الأسد، وإن الدخول في أي مواجهة أخرى ستؤدي إلى تقوية النظام، فضلاً عن عدم الرغبة في إيجاد أعداء جدد للثورة .

ثانياً: ثمة تردّد واضح لدى العديد من فصائل الجيش الحر في مواجهة تنظيم داعش، بسبب النزعة الإسلامية لبعض الفصائل، وعدم حيازة هذه الفصائل على الوعي الدقيق الذي يميّز الإيمان والتديّن الحقيقي من الإسلام السياسي الذي يستمدّ السلطة من الدين للهيمنة والتسلّط. إضافة إلى أن الفصائل ذات التوجه الإسلامي الصريح مثل (حركة أحرار الشام الإسلامية) رفضت رفضاً مطلقاً قتال داعش في مدينة منبج، وآثرت الانكفاء دون الدخول إلى جانب طرف من الأطراف.

ثالثاً: كان ثمة تخوّف من ظهور فتنة على المستوى الاجتماعي بين سكان المدينة من وراء هذه المواجهة، نظراً لانخراط عدد من أبناء المدينة في صفوف داعش.

ولكن جميع هذه التحفظات في قتال تنظيم داعش قد زالت تماماً أمام إصرار هذا الأخير على ابتلاع كل قوى الثورة واستئصال مظاهرها،الأمر الذي دعا فصائل الجيش الحر في منبج إلى اتخاذ قرار حاسم باستئصال هذا التنظيم الإرهابي باعتباره عدواً للثورة لا يقل عداوةً عن نظام الأسد.

وفي الساعة الثانية فجراً من يوم 6 - 1 - 2014 بدأ الهجوم على تنظيم داعش مما أدّى إلى طرده من المدينة وأسر عدد من أمرائه وأنصاره، وباتت منبج خالية من داعش لمدّة(18 ) يوماً فقط، إذ عاود التنظيم حصاره لمنبج من ثلاثة أطراف، وبعد حصار دام أكثر من أسبوع وعدم قيام أي جهة أخرى بمؤازرة الثوار في منبج، إضافة إلى قيام التنظيم بقصف المدينة بمدافع الهاون التي تسقط قذائفها على رؤوس المدنيين، تمكّن تنظيم داعش بتاريخ 23 - 1 - 2016 من احتلال المدينة من جديد،وبات نهجه أكثر وضوحاً في التنكيل والانتقام من كافة الناشطين المدنيين والعسكريين معاً،بل بات نزوعه نحو استئصال أي ممارسة ثورية مناهضة لنظام الأسد وداعش واضحاً جداً. إلّا أن خروج الجيش الحر من المدينة لم ينه المعركة، إذ إن معظم فصائل الجيش الحر انتقلت إلى الريف الشمالي من حلب وكذلك حول مدينة اعزاز، حيث الجبهات مشتعلة في مواجهة دائمة مع تنظيم داعش منذ بداية العام 2014 وحتى هذه الساعة، وعلى مدى سنتين ونصف من المواجهات قدّم أبناء منبج أكثر من مئتي شهيد في مواجهة داعش، فضلا عن أضعافهم من الجرحى والمصابين.

لم يتجسد رفض مدينة منبج لسلطة داعش عسكرياً فحسب، بل على المستوى المدني أيضاً، إذ إن منبج هي أول مدينة سورية تنفّذ إضراباً سلميا مدنياً احتجاجاً على ممارسات داعش وذلك بتاريخ 18 - 5 - 2014

إذ راح ضحية هذا الإضراب العشرات من الشهداء والمعتقلين الذين نكّل بهم تنظيم داعش.

منذ أواخر شهر أيار 2016 يقوم حزب (الاتحاد الديمقراطي pyd ممثّلاً بجناحه العسكري - قوات حماية الشعب) ومدعوماً بغطاء جوي أمريكي كثيف بمحاصرة مدينة منبج الواقعة بريف حلب الشرقي، وذلك تحت ذريعة محاربة تنظيم (داعش).

وفي سياق هذا الهدف أسهم الأمريكان في توفير كامل الشرعية لحزب الاتحاد الديمقراطي باعتباره قوةً سياسية وعسكرية موجودة على الأرض السورية تسعى -بالتنسيق مع المجتمع الدولي - إلى محاربة الإرهاب واستئصاله من سورية، إلّا أن طبيعة الحصار الذي يتم إحكامه على منبج وكذلك شكل إدارة المعركة توحيان بطريقة بالغة الوضوح أن قوات سورية الديمقراطية وبمؤازرة التحالف لا تهدف إلى طرد تنظيم داعش فحسب،بل تسعى لإبادة المدينة وكأن سكان مدينة منبج جميعاً متهمون بالانتماء إلى داعش،الأمر الذي يثير أكثر من سؤال عن غياب أو تغييب دور كل فصائل الجيش الحر عن معركة منبج،وكذلك دور المدينة في مجابهتها لتنظيم داعش وما بذلته من تضحيات على مدى سنتين ونصف .علماً أن الحرب على تنظيم داعش بدأ بها الجيش الحر قبل أن تتشكل (قوات سورية الديمقراطية)، إضافة إلى أن مدينة منبج ذات أغلبية عربية، وطبيعة حراكها الثوري والسياسي يجسّد حاضنة جيدة للجيش الحر وليس لأي فصيل عسكري قومي أو إسلامي آخر.

وبالعودة إلى المعركة التي تدور اليوم في مدينة منبج وريفها نجد أن ثمة رغبة أمريكية بحصار المدينة من جوانبها الأربعة وعدم ترك أي منفذ للخصم كي يهرب، مما يجبر هذا الأخير إلى الاستماتة بالدفاع من خلال قتال الشوارع والعمليات الانتحارية والمفخخات،الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية تطال حياة أكثر من (250000 ) نسمة من المدنيين في المدينة، إضافة إلى ذلك - وهو الأمر الأهم - هو تجاهل بسالة مدينة منبج ضد تنظيم داعش والأسد معاً على مدى سنتين ونصف، وكذلك تجاهل ما قدّمه أبناؤها على الصعيدين المدني والعسكري معاً من تضحيات ودماء وتشرّد ونزوح.

هل كان هذا التجاهل الأمريكي بسبب حيازة الطرف الآخر (قوات سورية الديمقراطية) للكفاءة القتالية والتنظيمية؟

الجواب: ليس ذلك فحسب، إنما الحق أن فصائل الجيش الحر مازالت تحمل مشروع التغيير الذي من أولوياته محاربة نظام الأسد وإسقاطه، باعتباره أصلاً للإرهاب، وما تنظيم داعش سوى أحد تجلياته الإرهابية. ولذلك نجد أنه لم يتم تحييد الجيش الحر من المعركة فحسب، بل معاقبة مدينة منبج برمتها من خلال هذا الحصار المروّع وكأن المدينة بكافة سكانها هي (داعش)، ولعلي لا أستبعد مستقبلاً (دعشنة) كل السوريين المقاومين لنظام الأسد وفقاً لرؤية اللاعبين الدوليين (الروس والأمريكان).

وفي سياق الحملة التي يقوم بها ناشطون وناشطات من مدينة منبج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى التحذير من كارثة إنسانية يُخشى من وقوعها حيال الاقتتال الدائر بين حزب الاتحاد الديمقراطي pyd وتنظيم داعش،وكذلك تهدف إلى تنبيه المجتمع الدولي ليتحمل كافة مسؤولياته حيال ما يقارب 500000 خمسمئة ألف مواطن مدني يمكن أن يتحوّلوا إلى دروع بشرية لدى تنظيم داعش، أقول: في موازاة ذلك ترتفع أصوات عديدة من الطرف الآخر (المؤيد لحزب الاتحاد الديمقراطي) وتحاول أن تفسّر حملة الناشطين على أنها تأييد لتنظيم داعش، ثم تمضي هذه الأصوات باتهام الناشطين بالتباكي والتهويل والمبالغة المغرضة، كأنها تريد القول: لماذا كل هذا التباكي والتخوّف من قدوم قوات سورية الديمقراطية التي تريد تحريركم؟ وهل أنتم الآن تعيشون في فردوس وتخشون فقدانه؟ ألم يمارس عليكم تنظيم داعش أبشع الأساليب وأقذرها؟ الأمر الذي يستدعي بيان الأسباب الجوهرية لتحفظات الثوار في (منبج) على الحرب التي تشنها (قوات سورية الديمقراطية ) على تنظيم (داعش) في (منبج):

أولاً: إن قرار الحرب على تنظيم(داعش) وطرده من منبج وعموم الريف الشرقي لمدينة حلب لم يكن قراراً سورياً ولا قراراً من حزب الاتحاد الديمقراطي،بل هو قرار أمريكي يهدف إلى بسط النفوذ الأمريكي على الشمال السوري وذلك في سياق تقاسم النفوذ الروسي الأمريكي في سورية.

ثانياً: لقد آثر الأمريكان عدم التنسيق مع الجيش الحر في حربهم على داعش لأن الأخير أصرّ على محاربة نظام الأسد وداعش معاً باعتبارهما وجهين لعملة واحدة وهي الإرهاب، أمّا حزب الاتحاد الديمقراطي pyd فله مشروعه الخاص به، ولعلّه لا يرى في إسقاط نظام الأسد أحد أولوياته، وهذا ما ينسجم مع التوجه الأمريكي بالإبقاء على نظام الأسد وعدم السماح بإسقاطه في المرحلة الراهنة.

ثالثاً: إن فصائل الجيش الحر من أبناء مدينة منبج بدأت بقتال تنظيم داعش قبل أن تتشكل (قوات سورية الديمقراطية) وقد استطاعت هذه الفصائل بقواها الذاتية وبدون الغطاء الجوي الأمريكي في كانون أول من العام 2014 طرد داعش من المدينة بشكل كامل، ثم عاود التنظيم المذكور وحاصر المدينة ثمّ احتلها كاملة نتيجة تخلّي كل الجهات الإقليمية والدولية عن دعم الجيش الحر المرابط في منبج، أعني بذلك أن محاربة الإرهاب بكل أصنافه هو أحد خيارات الجيش الحر إدراكاً منه بفداحة الخطورة التي تلحقها التنظيمات الإرهابية بالثورة السورية. ومنذ احتلال داعش لمدينة منبج وحتى هذه اللحظة مازالت فصائل الجيش الحر المنبجية تخوض معارك حامية مع التنظيم المذكور وقدّمت جرّاء ذلك المئات من الشهداء خلال المعارك الدائرة في ريف حلب الشمالي.

رابعاً: إن الذاكرة القريبة للثوار ما زالت تحتفظ بالصور الأليمة لأكثر من خمسين جثة للجيش الحر من قامت (قوات سورية الديمقراطية) بالتمثيل بها والطواف في شوارع مدينة(عفرين)، إضافة إلى احتلال تلك القوات لبلدة ( تل رفعت) وما حولها في ريف حلب الشمالي تحت غطاء جوي روسي،وتوازياً مع تقدم قوات نظام الأسد تجاه قريتي ( نبل - الزهراء) لفك الحصار عنهما، وتهجير السكان المدنيين وعدم السماح لهم بالعودة إلى بيوتهم.

ثمة ما يجيز لنا القول: إن تباين المواقف بين قوى الثورة السورية وحزب (الاتحاد الديمقراطي pyd) لم يكن ناتجاً عن اختلاف في التكتيك أو آليات العمل والنزاع على أماكن النفوذ، بل هو في الأصل خلاف جوهري يتمثل في حيازة (حزب الاتحاد الديمقراطي) على مشروعه الخاص والذي لا يتماهى مع أهداف الثورة السورية وتطلعات الثوار السوريين،الأمر الذي لا يجعله يرى أي غضاضة من التحالف أو التنسيق مع قوات نظام الأسد حين تستدعي الضرورة، بينما ينظر الثوار السوريون إلى أي تحالف مع نظام الأسد على أنه عدوان سافر على الثورة السورية.

 

 

 

السوري الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع