عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 2788
شـــــارك المادة
بداية أوضح: أنني ليس عندي معلومات عن تفاصيل ما يجري من مباحثات ونقاشات عن هدن، ولست ضمن أي مشاورات في ذلك ولا أرغب ورأيي أكتبه على العلن هنا.
...
بقدر ما أحرص على حقن الدماء، وأكره إراقتها، بقدر ما بت أكره كلمة هدنة، لأنني في الثورة وجدت ترجمتها بزيادة قتل العدو لنا، وتفرده بالمناطق.
لم تكن الهدن في الثورة إلا خديعة نبهنا لها مرارا وحذرنا منها، لم تستفد منها البلدات المهادنة، بل استفاد منها العدو باستفراده بمن لم يهادن.
في الوقت الذي تضررت فيه البلدات المهادنة، حيث استمر الحصار عليها، وتراجعت لدى شبابها روح القتال، ونخرت في جسمها لجان التشبيح (المصالحة).
إن أي هدنة تستثني بلدة ما فالموافقة عليها خيانة للثورة والبلاد، وهي بمثابة موافقة صريحة أننا أعطينا عدونا الضوء الأخضر لافتراسها وحيدة.
وإن أي هدنة تستثني فصيلا من الفصائل في المناطق المحررة (اتفقنا معه أو اختلفنا) فهي شرعنة لضرب الجميع بحجة هذا الفصيل، مع منعنا من حق الرد.
فليس لدينا فصائل تعيش في البراري والجبال والكهوف يمكن فصلها في الاستهداف عن بقية الفصائل ناهيك عن فصلها عن المدنيين، وبالتالي الجميع سيقصف.
فكل فصيل له أذرعه وتواجده في كل بلدة وحي وقرية في المناطق المحررة، ولا يمكن فصله عن محيطه، وقد رأينا كيف تضرب فصائل الثورة كلها بحجة فصيل.
فهل البديل والنتيجة الاقتتال الداخلي؟ أم وقف إطلاق نار من طرف واحد؟ أم موافقة غير مشروطة على مشاريع لا نعرف إلى أين تقود البلاد والثورة؟.
إذا كان التعامل على أساس نظام مع معارضة معتدلة، واستثناء من يصنفونه إرهابا، فلنستثن من يقاتلنا ويصنفه العالم أيضآ إرهابيا 100 ألف مرتزق ضمن 66 ميليشيا وافدة.
فالحرس الثوري الإيراني، وحزب الشيطان اللبناني، وحركة النجباء العراقية، وفاطميون الأفغاني، وزينبيون الباكستاني وشركاؤهم أولى بالاستثناء.
كما أن المحتل الروسي الوافد الذي دمر البلاد، واستعمر البر والبحر وسرق ما فوق الأرض وما في جوفها، هو أولى بالاستثناء والمطالبة بالرحيل.
هذا لا يعني أن علينا أن نوجه عداءنا لهذه الدولة الصديقة أو تلك، إنما علينا أن نصلح بيتنا الداخلي، ونقوي قرارنا، ونعيد ترتيب أوراقنا عاجلا.
فاتحاد الفصائل صار واجبا مؤكدا أكثر من أي وقت مضى، والتخلي عن الشعارات والمشاريع التي تستعدي العالم وتستجلب العدو ضدنا صار أشد وجوبا.
فالنبي حذرنا من تمني لقاء العدو، فكيف بمن يظن أن الثواب في استجلاب مزيد من الأعداء، وينسى واجب التخذيل عن المسلمين بكل وسيلة متاحة مباحة.
كان الأولى أن تتحد الفصائل بجسم ثوري وتفوض جسما مفاوضا يعمل بصمت، حتى إذا نجح في مهمته أعلن ذلك، دون أن ينشغل الكبير والصغير بمناقشة ذلك.
كما أن على الفصائل أن تضرب الجبهات الحساسة، والتي عنوانها (الساحل ودمشق) وكل الجهود يجب أن تصب في خدمة ذلك مع إشعال الجبهات الأخرى كافة.
وعلى الفصائل أن ترتضي جسما سياسيا مفوضاً، لا تتجاوزه في أي مفاوضة أو مشاورات، أو عرض أو طرح سياسي دولي، وألا تخلط العسكرة بالسياسة.
وعلى الفصائل أن تبقي يدها على الزناد بوضع الهجوم، وألا تجلس لطاولة إلا وفوهات المدافع ترمي، كي لا يفرض العدو شروطه علينا في موقف ضعف منا.
وعلى الثوار ألا ينشغلوا بأحاديث الهدن، وألا يرقبوا عقارب الساعة، مع عدو نقض ألف هدنة، بل أن يتابعوا الإصرار والعزيمة والاستعداد للمواجهة.
عدوّنا يروّج للهدنة وطائراته تقصف وتدمر في مناطق عدة، وميليشياته تخطط للتقدم، فيما بعض الفصائل تعلن عن معارك وهي جالسة تتوهم أنها في هدنة.
لا تسمحوا للعدو أن ينقض علينا، ويقضم مناطقنا، ونحن منشغلون بالحديث عن الهدن، ولا تسمحوا للمعنويات بالتراجع وهو يحشد ميليشياته ويحرضهم.
فالميليشيات الإيرانية الإرهابية لم تأت إلينا لتهادن، حربها معنا مؤدلجة باستئصال أهل السنة، فكيف نأمن وهم بيننا، وحشودهم على مقربة منا.؟.
وعلى الإعلاميين والسياسيين المحسوبين على الثورة أن يبتعدوا عن تسويق الهزيمة وتلبسها، فعدونا للآن سيطرته أقل منا وهو الأضعف مع وجود المحتل.
ختاماً: إن أي هدنة يجب ألا تكون مقدمة لسوق الفصائل لتنازلات عن ثوابت الثورة، وأن يحسن الثوار استثمارها بقوة إن تمت الموافقة عليها بشروطنا.
حساب الكاتب على تويتر
طارق الحميد
مفكرة الإسلام
بشير البكر
أحمد موفق زيدان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة