..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الحل: إعادة تشكيل الثورة السورية

ماهر علوش

٢٧ فبراير ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4316

الحل: إعادة تشكيل الثورة السورية
1.jpg

شـــــارك المادة

نقلاً عن وكالة رويترز قبل ساعات: أن رئيس الوزراء العراقي أمر القوات الجوية بضرب مواقع تنظيم الدولة داخل سوريا...
وهذا الحدث يأتي في سياق التدخل العراقي المباشر في سوريا، والذي يأتي بدفع إيراني رداً على التصعيد الأمريكي القادم...
وبالعودة إلى ما ذكرناه في منشورات سابقة من احتمال دخول قوات الحشد الشعبي العراقي إلى سوريا تحت ذريعة مواجهة تنظيم الدولة يتكامل السياق...

وللأسف لا تزال المعارضة بأشكالها السياسية والعسكرية تلعب بمصير البلد، ولا تسعى لإيجاد وضع جديد يسمح لها بإعادة تشكيل نفسها، كما لا تعمل على إيجاد بدائل في المواجهة، والتي يرجح أن تستمر طويلاً، وتتصاعد معها وتيرة القتال...
إن الفصائل بشكل أساسي مطالبة بوضع خطط لحماية الثورة، ومواجهة المخاطر والتحديات، والتعامل مع المتغيرات القادمة في ضوء الحكمة والعقل والتخطيط والتدبير...
وللأسف فإن أبرز البسطاء في التعامل مع الأحداث "هيئة تحرير الشام"... حيث تستميت لفرض واقع جديد غير مدروس الأبعاد، عبر أفعال غير مضمونة النتائج، وإن ظن أصحابها أنها تصرفات مشروعة... ويزيد الأمر سوءاً عدم استشعار المسؤولية لدى أكثر أطراف الثورة...
والأكثر سوءاً أن الفصائل سوف تقوم لاحقاً بتحميل بعضها البعض مسؤوليات ما يجري، فـ "هيئة تحرير الشام" ــ قادة ومشايخ ــ سوف تحمل الأحرار مسؤولية عدم الاندماج، وأنها تسببت بتدمير الساحة، وذلك بالاعتماد على قراءة سطحية، ومقاربة غير واقعية قام بها أبو محمد الجولاني، مفادها أن اجتماع الساحة واندماجها في فصيل واحد سيمنع الخطر القادم ــ والمقصود قصف التحالف تحديداً ــ، بل ويجبر الإقليم والمجتمع الدولي على التعامل مع الهيئة والتعاطي الإيجابي معها، وهذه قراءة كارثية لا تستند إلى أدلة موضوعية...
نداء...
إذا أردتم تجنيب ثورتكم وأنفسكم وأهلكم وبلادكم الويلات فـ "الاندماج هو الحل"، لكن ليس بهذه الطريقة العشوائية، الخارجة عن القانون، والمنافية للأخلاق والقيم...
وباختصار شديد سأضع محددين فقط من شأنهما أن يحملا هذا الاندماج إلى بر الأمان، ويترتب على الالتزام بهما "إعادة تشكيل الثورة السورية" سياسياً وعسكرياً:
الأول: أن يكون مؤدى الاندماج "فكريا" التَّكَيُّف ولو جزئياً مع المجتمع الدولي... وهذا البعد يظهر من خلال "الميثاق"، ويتأكد من خلال "السلوك"، والأخير ربما يكون الأهم بالنسبة للمجتمع الدولي...
الثاني: أن يكون مؤدى الاندماج "ميدانياً" منع المجتمع الدولي من تحقيق الفرز الميداني للفصائل والمقاتلين، بحيث لو أراد استهداف مكونات دون أخرى لا يقدر على ذلك، وهذا يظهر من خلال إعادة توزيع القادة والجنود في الألوية والكتائب...
إن أي اندماج لا يحقق هذين الشرطين، ويجبر المجتمع الدولي على مراجعة قراراته المتعلقة بإنهاء الثورة السورية، فهو اندماج محكوم بالفشل...
البعض يقول: إن هذا غير ممكن أبداً، وذلك بالنظر إلى أن هذا المطلب يعني الدفع باتجاه التحول المباشر بالفصائل إلى "جيش نظامي"، وهذا ما لا تستطيعه الفصائل أبداً وفق الظرف الراهن...
وردَّا أقول: بل هو ممكن فيما لو توفرت النية الصادقة، والإرادة الجازمة، ونحن لا نخفي أن التحول بالفصائل إلى جيش نظامي هو مطلبنا الأساسي... إلا أن طرحنا هذا لا يلزم منه ذلك الآن، بل نحن نتحدث عن حالة هي أقرب إلى ما يعرف بــ "الجيش الشعبي"، وهو حالة ما قبل "الجيش النظامي"، والذي يقترب منه في أشياء ويفارقه في أشياء...


من حساب الكاتب على تلغرام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع