محمد سرور زين العابدين
تصدير المادة
المشاهدات : 5194
شـــــارك المادة
أكرر ما قلته غير مرة: إنني ما أردت من وراء هذه الدراسة لمز ولا نقد داعية من الدعاة أو جماعة من الجماعات، والأمثلة التي اخترتها ليست اجتهاداً اجتهدته، وإنما هي معروفة عند الدعاة الذين عاشروا هذه الأحداث, فقصة ضباط ثورة يوليو المصرية مع الإخوان المسلمين معروفة عند الخاصة والعامة, وقد اعتمدت فيما استشهدت به على المذكرات والمؤلفات التي ألفها أهل الحل والعقد الذين عاصروا هذه الأحداث من الإخوان المسلمين, ولا أعتقد أن هناك داعية من بلاد الشام لا يعرف قصة الجاسوس أبي عبد الله وما فعله بالطليعة الإسلامية, وقل مثل ذلك في بقية الأمثلة التي سأذكرها. وقناعتي التي أتمسك بها هي أن العاملين في الحقل الإسلامي لن يحققوا أهدافهم المرجوة إلا إذا حصنوا الصف الإسلامي من المنافقين, واقتدوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي ابن سلول ورفاقه, ومن أجل هذا كتبت هذا البحث, ونحن جميعا مسؤولون عن مثل هذه الأخطاء, ولابد من التناصح... بلغت الوقاحة عبد الناصر منتهاها عندما طلب من المسؤول عنه - الصاغ محمود لبيب - تنظيم الضباط الذين تتوفر فيهم الصفات التالية: - حب الوطن وتقديسه والدفاع عنه. - مناوأة المستعمر الإنكليزي الدخيل وإجباره على مغادرة مصر. - القدرة على كتم الأسرار وعدم البوح بها. - الشجاعة والإقدام. - محاربة فساد فاروق وأعوانه. واستنكر عبد الناصر الشروط التي يشترطها الإخوان في العضو الملتزم, ومن أهمها: - ضرورة المواظبة على الصلاة . - التزام أهل الضابط بالزي الإسلامي. - الطاعة لمكتب الإرشاد. - اجتناب الخمر والميسر والنساء الساقطات. اعترض الصاغ محمود لبيب على هذه الشروط ورفضها - كما يقول عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته -, ولكنه استجاب في النهاية لمطالب عبد الناصر كما يقول صلاح شادي في كتابه: (صفحات من التاريخ), وليراجع من شاء الصفحات من 116الى 130 من كتاب صلاح شادي الآنف الذكر, ومما قاله صلاح شادي لـمحمود لبيب بعد أن أخبره الأخير بقبوله لشروط عبد الناصر: (.... وفي الواقع لم يحضرني في الرد على اقتراحه هذا إلا محذور واحد هو أن يدخل إلى تشكيل الإخوان (بالصورة المقترحة) الضباط الذين يتجسسون على الحركة. فأمن على قولي وطمأن خاطري بأن الذين يختارون للانضمام لابد أن تكون لهم مواقف رجولة مشهودة في الجيش قبل ترشيحهم لهذا الانضمام) لا أدري هل كان عبد الناصر مسلما وهو يشترط هذه الشروط؟!. وكيف نطلب من ضباط فاسدين: يشربون الخمر, ويلعبون الميسر, ويخادنون الساقطات أن يحاربوا فساد فاروق وطغمته؟!. ومهما بلغ هؤلاء الضباط من الرجولة والشجاعة بل والنخوة والمروءة, فلن يبلغوا مستوى: أبي جهل, وأمية بن خلف, والوليد بن المغيرة, وغيرهم من صناديد قريش الذين حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بدر, وأحد, وحنين. وكيف ينصر الله تنظيما عسكريا لا يقيم معظم أعضائه أي وزن للصلاة وغيرها من أركان الإسلام, أجل, من المستحيل أن ينتصر تنظيم إسلامي يخالف سنن الله في النصر؟! ولماذا لا نوجه أصابع الاتهام لمن يشترط هذه الشروط, ونفتح ملفه, ونطلب شهادة أقرانه به, ونقول له: لقد طرقت باب جماعتنا خطأ, فاذهب لمن لا يجدون أي حرج في شرب الخمر, وفي البحث عن الساقطات واطرق أبوابهم؟!! ولماذا نتوقع أن هؤلاء الفاسدين سوف تستقيم أمورهم عندما ننظمهم في الجماعة, ولا نتوقع أنهم سوف ينشرون فسادهم داخل التنظيم, ويكونون وكرا من أوكار الضرار؟!. وهذا الذي حدث؟!. رحم الله مرشد الإخوان الأستاذ حسن الهضيبي, فقد كان ينظر لحركة ضباط يوليو نظرة شك وارتياب, وتأخر في تأييدهم بعد نجاح انقلابهم, واتهمه عبد الناصر بالجبن بسبب تأخره, وكذب عبد الناصر في اتهامه, فالرجل الذي صبر على السجون, وما أدراك ما سجون عبد الناصر وما فيها من قهر وظلم وإجرام, لا يجبن في إي موقف من مواقفه التي يرضي فيها ربه. (وأثناء لقاء تم بين حسن الهضيبي وجمال عبد الناصر في 30 يوليو 19522, أي بعد الانقلاب بسبعة أيام, استغرب الهضيبي ردود عبد الناصر عليه, فالتفت إلى حسن العشماوي وقال له بتعجب: ألم تتفقوا على المشاركة يا حسن؟ فأجاب: بل اتفقنا, وهنا ظهر على وجه المرشد عدم الارتباط أو الاطمئنان لدرجة أنه لم يشارك في الحديث حتى نهاية الجلسة التي دامت حوالي الساعتين... وأبدى المرشد بعد خروج عبد الناصر عدم اطمئنانه إلى اتجاه هذه الحركة, وعدم ثقته بالقائمين عليها لما بدا من تنصل المسؤول الأول الفعلي من التزاماته ووعوده, التنصل الذي بلغ حد الكذب, وذلك من أول خطوة في طريق الحركة) وقال مرة أخرى لمساعديه بعد لقاء له مع عبد الناصر: (الراجل ده ما فيهش خير, ويجب الاحتراس منه). وكان هذا القول بعد انقلاب يوليو بزمن قصير جدا. وكانت مواقف: حسن العشماوي, صلاح شادي, عبد القادر حلمي, فريد عبد الخالق , صلاح أبو رقيق وغيرهم مخالفة لموقف الهضيبي. فالأستاذ حسن العشماوي كان مقربا عند عبد الناصر, واستمر الأخير يرسله كرسول وممثل شخصي له إلى عدد من البلدان العربية في الوقت الذي بدأت فيه العلاقات تتوتر بين عبد الناصر والإخوان, ومن أجل إنقاذ عبد الناصر من ورطة بعد حريق القاهرة بنى حسن العشماوي مستودعا تحت الأرض في قرية أبيه, ونقل الأسلحة المخزنة عند عبد الناصر إلى هذا المستودع.. وعند الاعتقالات الأولى للإخوان اتهمهم عبد الناصر بامتلاك مستودعات سرية للأسلحة, ومن الأدلة على ذلك مستودع حسن العشماوي, وأدرك العشماوي بعد هذه الواقعة بأن الذئب أفضل من صديقه عبد الناصر. وقال حسن العشماوي في مذكراته: كان جمال عبد الناصر عضوا في جماعة الإخوان وكان اسمه الحركي في أوساط من يتعامل معهم (زغلول عبد القادر) كما كان عضوا في الحزب الشيوعي - حدتو - وكان اسمه الحركي عندهم (موريس). قلت: وليس من المتعذر أن يمثل عبد الناصر دور (موريس), فالتنظيم عنده لا علاقة له بالصلاة والحج والزكاة, ولن يحرج إذا دخل وقت من الأوقات لأنه لن يستجيب إلى صوت المؤذن وينهض لتأدية حق الله عليه, بل سوف يستمر في اللهو والعبث والفسوق والعصيان شأنهم في ذلك شأن الرفاق, وربما كان موريس النصراني لا يلعب الميسر, ولا يبحث عن الساقطات من النساء. وظل عبد الناصر يمثل هذا الدور المتناقض بعد أن تولى الحكم, فتارة كان يبكي عند قبر حسن البنا, ويعاهده على المضي في الطريق الذي انتهجه وتارة كان يمد يده للشيوعيين, ويفتح أمامهم أبواب الاتحاد الاشتراكي, وأبواب أجهزة الإعلام, وبقية مرافق الدولة. والحقيقة أن عبد الناصر لا يومن بأهداف وغايات الإسلاميين, ولا بأهداف وغايات الشيوعيين, فهدفه الذي لا يحيد عنه تقديس ذاته, والبطش بكل من يرفض هذه الذات. عودة عبد الناصر إلى تنظيم الإخوان: يقول صلاح شادي في مذكراته: (وفي نهاية سنة 1950م جاءني اليوزباشي عبد الفتاح غنيم - وكان من الإخوان وأبلغني برغبة فريق من ضباط الجيش المنتمي إلى الإخوان في استئناف الاتصال بعد انقطاعه في عهد النقراشي عام 1948. وبناء على هذا الاتصال التقى صلاح شادي بصلاح سالم, واتفقا على موعد للقاء الأخ المسؤول عن الضباط بصلاح شادي... وكان هذا أول لقاء بين عبد الناصر وشادي, وتم اللقاء في مكتب المحامي حسن العشماوي. واتفق الاثنان في هذا اللقاء على استئناف النشاط, وطلب عبد الناصر برنامجاً ثقافياً, فكلف شادي حسن العشماوي بهذه المهمة, وقام الأخير بها, وأشرف الأخ الضابط رشاد المنيسي على تنفيذ هذا البرنامج... ثم راح شادي يتحدث في عدة صفحات من مذكراته عن تضليل عبد الناصر للإخوان...) والذي كان يعلمه صلاح شادي عن عبد الناصر في هذه الفترة ما يلي: - عدم اطمئنان عبد المنعم عبد الرؤوف إلى عبد الناصر, ولم يسأل شادي عبد المنعم عن وجهة نظره في هذه المسألة. - اقترح عبد الناصر على محمود لبيب قبول الأعضاء في التنظيم ولو كانوا لا يصلون بل ولو كانوا يشربون الخمر, ويلعبون الميسر, ويصاحبون الساقطات من النساء. وتم تنفيذ هذا الاقتراح, يقول صلاح شادي: (وكان من الطبيعي أن يفزع أصحاب الخلق من ضباط الإخوان من هذا الخليط الجديد... وعندما اعترض كمال الدين حسين أمام عبد الناصر وأجابه: (كنت مضطراً لجمع أي عدد من المندفعين والمغامرين أحضرهم من غرز الحشيش والبارات!!) ومما يجدر ذكره أن تنظيم هذا الخليط بدأ في عام 1946. وخلال فترة انقطاع عبد الناصر وقعت أحداث جسام وتبدلت مواقف كثيرة, ومن هذه الأحداث: حرب فلسطين, واغتيال المرشد العام الشيخ حسن البنا رحمه الله, واعتقالات الإخوان أثناء عودتهم من حرب فلسطين. وأمام هذه الأحداث كان المنتظر أن يجمع صلاح شادي معلومات عن جمال عبد الناصر قبل أن يقرر عودته إلى تنظيم الإخوان, ولو عاد شادي إلى زملاء عبد الناصر من ضباط الإخوان لسمع منهم العجب العجاب, ومن الأمثلة على ذلك أن الضابط معروف الحضري رحمه الله كان يحتفظ بالخطاب الذي أرسله إليه جمال عبد الناصر, وحمل الخطاب ضابط يهودي, وتضمن الخطاب تطمينه بقرب فك أسره, والحضري كان أسيرا في يد اليهود وعبد الناصر كان محاصراً في الفالوجا, , وقال ضباط آخرون من زملاء عبد الناصر في حصار الفالوجا أنه كان يغادر مكان إقامته في وقت متأخر من الليل, ويسهر مع الضباط اليهود حتى مطلع الفجر. ومن بين الضباط اليهود الذين أقام معهم جمال عبد الناصر صلات قوية (إيغال آلون) الذي أهلكه الله وهو نائب لرئيس وزراء إسرائيل, واستمرت هذه الصلات فيما بعد, ففي عام 1950م , وقع عليه اختيار المسؤولين المصريين ليذهب إلى تل أبيب, ويرشد اليهود إلى أماكن دفن قتلاهم في الفالوجا وما حولها, وهناك - أي في تل أبيب - مكث عشرة أيام, واجتمع بأصدقائه الضباط اليهود الذين يعرفهم, واستعادوا الذكريات الحميمة!! ولا بد أن صلاح شادي كان يعرف شيئاً عن هذه الزيارة لأنها لم تكن سراً من الأسرار, وإرسال عبد الناصر بالذات يثير شبهات مصدرها سابق صلته بهم. ضرب الإخوان من الداخل: استمر عبد الناصر يكيد للإخوان, كما استمرت صلاته مع صلاح شادي وحسن العشماوي بعد لقائه الأول مع شادي, وقبل قيام ثورة يوليو بأشهر أبعد عبد الناصر ضباط الإخوان عن مجلس قيادة انقلاب يوليو, ولم أجد مسوغاً لاستمرار شادي وأصحابه في التعاون مع عبد الناصر بعد أن كشر عن أنيابه, وأسفر عما يكنه صدره. وكان واضحاً أن التنسيق بين مسؤولي الإخوان كان مفقوداً في تعاملهم مع عبد الناصر, فقد كان من المفترض أن الصلة مع عبد الناصر قاصرة على صلاح شادي أوحسن العشماوي, أو مع ضابط أو ضابطين من ضباط الإخوان في الجيش مثل عبد المنعم عبد الرؤوف أو غيره, ولكن كان الأمر خلاف ذلك. - فعبد الناصر بدأ رحلته مع الإخوان بلقاء مع حسن البنا ثم أحيل على عبد الرحمن السندي فأخذ منه بيعة, وعمل معه فترة من الوقت, ولابد أن هذه الفترة أتاحت لعبد الناصر معرفة معلومات مهمة عن النظام الخاص. - وعندما لم يجد عبد الناصر بغيته عند السندي, أحيل على الصاغ محمود لبيب, وكان موضع ثقته فكلفه بتفقد أسر الإخوان, وسمح له أن ينظم الضباط الوطنيين ولو كانوا لا يصلون, ولا يتورعون عن ارتكاب المنكرات ...ثم كلفه لبيب بتدريب شباب الإخوان الذين خاضوا معركة فلسطين, ثم معركة قناة السويس, وأخيرا أعطاه - أي لبيب - عند قرب منيته أسماء الإخوان العسكريين مع اشتراكاتهم المالية, وهذا يعني أنه اختاره مسؤولاً عن العسكريين. - اتصل عبد الناصر بصلاح شادي في نهاية عام 1950, وشادي أقام علاقات بينه وبين كل من: حسن العشماوي، فريد عبد الخالق، صالح أبو رقيق، عبد القادر حلمي, وعندما قامت ثورة يوليو كان عبد الناصر قد أقام علاقات خاصة مع معظم الإخوان المسؤولين. - بعد ثورة يوليو أفرج عبد الناصر عن عبد الرحمن السندي وزملائه المتهمين في قضية سيارة الجيب, وسمح لنجيب جويفل, الذي كان قد فر إلى لبنان, بالعودة إلى مصر وأصدر عفواً عنه, وأتاح له هذا العمل إقامة صلات معينة مع النظام الخاص. - بعد تسلم الباقوري مقاليد وزارة الأوقاف قرب عبد الناصر إليه كلا من: سيد سابق، البهي الخولي، محمد الغزالي وغيرهم من شيوخ الأزهر المنتمين إلى الإخوان. عرف عبد الناصر عن طريق تشعب صلاته نقاط الضعف في الإخوان, كما عرف كيف يخترق صفوف الجماعة. الباقوري وزير الأوقاف: جرت مفاوضات هدفها اشتراك الإخوان في أول وزارة بعد انقلاب يوليو, وعندما اتضح للمرشد الهضيبي مراوغة عبد الناصر وغدره, اعتذر عن الاشتراك في هذه الوزارة, وفوجئ الإخوان باختيار أحمد حسن الباقوري وزيراً للأوقاف ومسارعته إلى قبول هذا المنصب دون استشارة القيادة, مع أنه عضو في مكتب الإرشاد, وكان نائباً للمرشد, وموضع ثقة البنا رحمه الله, وعندما خيره الهضيبي بين الإخوان والوزارة, اختار الوزارة دون تردد, وقدم استقالته إلى الإخوان. حاول الباقوري في مذكراته أن يصور للقراء أن مسألة اختياره كانت مصادفة, وليس له يد فيما حدث, وقال عبد الناصر كلاماً مشابهاً لقول الباقوري, ولكن واقع الحال ومجريات الأحداث أثبتت أن الأمر دبر بليل, ولم يكن مصادفة. وكان هذا أول اختراق للإخوان بعد ثورة يوليو. ومنذ عام 1952 أصبح أحمد حسن الباقوري بوقا من أبواق جمال عبد الناصر... كان - أي الباقوري- يمدح عبد الناصر, ويخطب له بحماسة, ويؤلف القصائد في تعداد مآثره وبطولاته, وعندما تحول البطل إلى مجرم سفاح بعد حادثة المنشية وقف الباقوري في صفه, وراح يهاجم الإخوان ويندد بهم وهو يرى المشانق التي نصبها (فرعون) للعلامة عبد القادر عودة, والشيخ محمد فرغلي وبقية إخوانهما. كان هذا الباقوري يجوب مدن وقرى مصر مع الشيخ حسن البنا يخطب له, ويمدحه, ويقرض الشعر مشيداً بدعوة الإخوان ومؤسسها... ثم رافق الأستاذ الهضيبي في جولاته على مدن وقرى مصر: يخطب, ويحاضر, وينشد... ثم رافق عبد الناصر وزملاءه في زياراتهم للمدن والأرياف, وكان يخطب ويحاضر ويلقي القصائد في مدحهم وفي الهجوم على إخوانه ورفاق دربة, ومنهم الأستاذ حسن الهضيبي الذي كان يخطب له قبل أشهر, (( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ))[آل عمران:8]. وكان الباقوري يقول في الدفاع عن وجهة نظره, وتسويغ موقفه: عبد الناصر وزملاؤه مؤمنون بخط حسن البنا رحمه الله وأهدافه, وقاموا بانقلابهم من أجل تحقيق هذه الأهداف, وحسن الهضيبي ومن حوله انحرفوا عن خط البنا). هزلت!! السكارى الحشاشون قاموا بانقلابهم من أجل أن يكون الدين كله لله... ومن أجل سلامة خطابنا يعدمون أفاضل العلماء والدعاة ويزجّون بخيرة شباب مصر في سجون مظلمة ليس فيها شفقة ولا رحمة. عاد الباقوري واعترف في مذكراته بأن عبد الناصر وزملاؤه ليسوا كما كان يقول عنهم, ولكن هذا الاعتراف جاء بعد هلاكهم, ولم تعد له مصالح ولا منافع عندهم. لقد قرأت تاريخ هذا الباقوري, وكنت من خلال هذه القراءة أبحث عن جواب للسؤال التالي: هل كان الباقوري مخلصا لدعوة الإخوان, مستعداً لتقديم نفسه وماله فداء لهذه الدعوة, وهل بقي على هذه الحال حتى أصبح وزيرا للأوقاف فانحرف وأصبح خصماً لهم؟!. وجدت من خلال هذه القراءة أن اسمه لم يرد بين أسماء الإخوان الذين حاربوا في فلسطين، ولم يرد اسمه بين أسماء الإخوان الذين حاربوا الإنكليز على ضفاف قناة السويس، ولم يدخل السجن من أجل دعوة الإخوان, وأستغرب لماذا كانت سلطات الأمن تتجنب اعتقاله مع أنه من أعضاء مكتب الإرشاد, ومع ذلك فقد سجن في قضايا وطنية, وكان من زملائه في السجن: أنور السادات, والقبطي موسى صبري, وكانت بينه وبين الأخير علاقات قوية, ويقول - االباقوري - في مذكراته أنه ما كان يعرف شيئاً عن النظام الخاص, مع أن المؤسسة كانت من أهم مؤسسات الإخوان, ويقول أيضاً بأنه اقترح على الشيخ حسن البنا أن يذهب إلى القصر الملكي ويسجل اسمه في سجل التشريفات لمقابلة الملك فاروق وتحيته بعد عودة البنا من الحج, وخلاصة القول: لم أجد في تاريخ الباقوري في دعوة الإخوان إلا الخطب الرنانة, والقصائد الفضفاضة, وهذه هي صفته, وهذه هي بطولاته. لست مقتنعا أن الباقوري كان مستقيماً تقياً ورعاً ثم جاءته الوزارة فجرفته وأبعدته عن إخوانه ومحبيه... والذي توصلت إليه أن هذا الرجل كان يبحث عن منصب, وظن في فترة من الوقت أنه بوسعه الوصول إلى هذا المنصب من خلال انضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين, وعندما عرض عليه عبد الناصر وزارة الأوقاف سارع إلى قبولها, والنهوض بتبعاتها, ولو كان من هذه التبعات عمل المنكر والانتصار للعلمانية, وهذه حال أصحاب المصالح يعملون أي شيء من أجل تحقيق مصالحهم, قال تعالى: (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ))[البقرة:14]. كان الباقوري يزعم أن عبد الناصر من أحب خلق الله إليه, وأنه ليس أقل بطولة من صلاح الدين الأيوبي, ثم ورد في مذكراته التي كتبها عام 1986 أنه ما كان يحبه ولا معجباً به, وكان يستنكر - ولو بقلبه -82استبداده وجبروته وظلمه وسعية من أجل تعبيد الناس لذاته, وكان رأيه - أي الباقوري - ببقية أعضاء مجلس قيادة الثورة أسوأ من رأيه بعبد الناصر. الاختراق الثاني: انشقاق عام 1953: احتل المنشقون المركز العام في القاهرة بضع ساعات, وحاولوا إجبار المرشد العام حسن الهضيبي على الاستقالة. ولست بصدد تأريخ هذه الواقعة وذكر أسبابها وأهم ما كتب عنها, ولكنني بصدد إثبات دور عبد الناصر فيها, وكان هذا الثعلب يعلم أن الضربة القاتلة التي يوجهها إلى الإخوان يجب أن تكون من الداخل متبعا بذلك سياسة: (فرق تسد). وقد أشرنا فيما مضى أن عبد الناصر أقام علاقات خاصة مع زعماء النظام الخاص, أي: عبد الرحمن السندي ومساعديه, كما أقام علاقات خاصة مع الشيوخ أمثال: سيد سابق, والغزالي, وغيرهما, وكلما ضعفت علاقاته بمساعدي الهضيبي كلما توثقت هذه العلاقات مع الطرف الثاني: الشيوخ وزعماء النظام الخاص. وجاء الوقت المناسب بعد مقتل الأخ سيد فايز (أحد أعمدة النظام الخاص المعارضين للسندي والمؤيدين للهضيبي). يتحدث الأخ سيد عيد أحد أعضاء النظام الخاص, ومسؤول إخوان شبرا الخيمة في هذا النظام فيقول: (خلال شهري سبتمبر وأكتوبر عام 1953 كان الجو الحكومي مشحونا ضد جماعة الإخوان المسلمين, وكانت خطة عبد الناصر وقتها هي الاتصال بأعضاء من الجماعة - من خلف ظهر المرشد- ساعياً لتجميعهم ضده بعد أن تبين له أن المرحوم الهضيبي يشكل عقبه خطيرة في طريق تنفيذ مخططاته ضد الجماعة). ويواصل سيد عيد حديثة عن محاولة الهضيبي إصلاح النظام الخاص وخاصة بعد مقتل سيد فايز, وفصل السندي, وأحمد عادل كمال, ومحمود الصباغ, وأحمد زكي من الإخوان لأنهم متهمون بهذه الجريمة... ثم يتحدث عن اقتحام أفراد من النظام منزل الهضيبي وطلبهم منه الاستقالة, ثم اقتحامهم المركز العام, ويقول سيد عيد بعد دخوله المركز العام أثناء سيطرة المنشقين عليه: (اتصل بي تلفونيا الأخ صلاح العطار - مسؤول النظام عن شبرا- ومن القربين للسندي, وكان في الشقة التي تدار منها الأحداث في باب اللوق قرب مبنى جريدة الأهرام, فقال لي: ماذا تعمل في المركز العام؟ قلت له: أؤدي مهمة... قال من كلفك بها؟ قلت: الله كلفني بها, فأعطاني عنوان المكان الذي ينتظرني فيه بالقرب من مبنى صحيفة الأهرام وقال: تعالى إلي... فذهبت والتقيت به تحت البناية التي بها الشقة, وكنت في أشد حالات الانفعال, فقصصت عليه ما عندي, ثم انخرطت في البكاء, فهدأني قائلا: هناك ما هو أخطر من هذا...: إن سيد سابق قادم الآن من عند عبد الناصر ليبلغ السندي بموافقته على الانقلاب داخل الإخوان وأنه لن يتدخل إلى أن يتم الأمر - لأن تدخله سيقلب الأمور - وأن التعاون مع عبد الناصر سيتم بعد نجاح الانقلاب). ويمضي سيد عيد في الحديث فيقول: (وحدث في أثناء انتظارنا قرب منزل المرشد, أن التقينا بالأستاذ سيد قطب الذي كان غاضبا يردد: يا فرحة الصهيونية والصليبية العالمية!!. وعندما اتيحت لي فرصة بعد ذلك - وأنا في السجن- للالتقاء بالأستاذ سيد قطب حدثته بأني تساءلت وقتها - في نفسي - بدهشة: ما دخل الصهيونية والصليبية العالمية بخلاف داخلي بين الإخوان!! فقال لي: اتصل بي الأستاذ علي أمين الساعة الثانية ظهر يوم الحادث وسألني قائلا: أين حاسة الصحفي عندك..! الإخوان قائمين على بعض بالسلاح وأنت قاعد في البيت!؟... فقمت عندها وأخذت سيارة تاكسي وذهبت إلى بيت المرشد فلم أجد شيئا غير عادي.... وذهبت إلى المركز العام فلم أجد شيئا ملفتا للنظر كذلك... ثم تحدث بعد ذلك كل الأمور التي حدثت!!... وهذا ما جعل الشهيد سيد قطب يقطع بأن الأمر مدبر من أكثر من جهة). . وقال أحمد أبو الفتح في كتابه (جمال عبد الناصر) ما خلاصته: أن عبد الناصر دعاه إلى منزله في هذه الليلة حوالي الساعة التاسعة مساء ووجد أنور السادات عنده, وكانت أخبار اقتحام المركز العام تأتيه تباعاً, فإذا جاء الخبر بنجاح المنشقين في السيطرة على المركز تظهر السعادة على وجهه... ويقول أبو الفتح: وفي اليوم الثاني علم عبد الناصر بفشل المنشقين وسيطرة الإخوان عليه, فكان لهذا الحادث أسوأ الأثر على نفس عبد الناصر. فشل المنشقون في السيطرة على المركز العام, كما فشلوا في محاولتهم إجبار المرشد الهضيبي على الاستقالة, غير أن هذا الفشل دفعهم إلى مزيد من الحقد, فازداد تقاربهم وتعاونهم مع عبد الناصر, وراحوا يتآمرون معه ضد إخوانهم, وكان لهم دور مؤسف في الضربة التي وجهها عبد الناصر إلى الإخوان عام 1954م, أي بعد مسرحية اغتيال عبد الناصر في حادث المنشية. ومن الجدير بالذكر أن أهم المنشقين الذين تم فصلهم من الجماعة هم:85قادة النظام الخاص (السندي, والصباغ, وعادل كمال, وأحمد زكي), والشيخ سيد سابق, والشيخ محمد الغزالي, والشيخ البهي الخولي, والشيخ عبد العزيز جلال, والأستاذ صالح العشماوي, وآخرون غيرهم. وقبل إنهاء الحديث عن المنشقين أود الإشارة إلى ما يلي: 1- لم يكن حادث الانشقاق كله من صنع جمال عبد الناصر, والصحيح أنه كانت هناك خلافات داخل الإخوان استغلها جمال عبد الناصر, وحاول الاستفادة منها. 2- لم يكن دور المنشقين واحدا, فهناك من ندم على ما صنع, وهناك من خط لنفسه خطا آخر وكانت له مواقف إيجابية, إلا أن أسوأ هذه الأدوار كان دور السندي لأنه قدم لعبد الناصر معلومات في غاية الأهمية. أمريكا وثورة يوليو: كان لـجمال عبد الناصر وبعض ضباط انقلاب يوليو صلة بالأمريكان, وسبقت هذه الصلة يوم 23 يوليو, ولا أدري ماذا كان اسم عبد الناصر الحركي عند الأمريكان هل كان اسمه جورج أم ميشال؟! غير أن الإخوان كانوا يعرفون شيئا عن هذه الصلة قبل الثورة, لأن عبد المنعم عبد الرؤوف شارك في لقاءات عبد الناصر مع رجال المخابرات الأمريكية. ويذكر عبد القادر حلمي أن عبد الناصر كثرة لقاءاته بالإخوان (أي شادي, وحسن العشماوي, وعبد القادر حلمي, وصالح أبو رقيق) قبل انقلاب يوليو ببضعة أشهر, وكانوا يتناقشون عن الانقلاب وموقف أمريكا وبريطانيا, وفوجئوا أن عبد الناصر يقول لهم ذات مرة: (أن أمريكا لن تقف في صف الملك إذا حدث الانقلاب, بل إنها تؤيد أي ثورة أو انقلاب يطيح به, وقد فهم ضمناً أنه يبني رأيه على أساس معلومات استطاع بعض زملائه الحصول عليها نتيجة صلة صداقة أو عمل مع مسؤولين في السفارة الأمريكية) وفي مارس سنة 1952 أي قبل الحركة بأربعة أشهر طلب عبد الناصر من خالد محيي الدين عدم استخدام عبارة (الاستعمار الأنجلو أمريكي) في منشورات الضباط الأحرار. وعندما قام انقلاب يوليو تدخل السفير الأمريكي (جيفو سون كافري) وأقنع الملك فاروق بوجوب مغادرة البلاد. ومن شاء مزيداً من المعلومات على ارتباط ضباط يوليو بالأمريكان فليراجع ما يلي: - وثائق وزارة الخارجية الأمريكية. - لعبة الأمم, ولاعب اللعبة لرجل المخابرات الأمريكية (مايلزم كوبلند). - مذكرات ضابط انقلاب يوليو. - رسالة مصطفى أمين التي أرسلها إلى عبد الناصر عندما كان رهين سجونه. - مذكرات كبار الإخوان المسلمين. - ومن الكتاب الذين أجادوا وأفادوا في تتبع علاقة عبد الناصر بالأمريكان جلال كشك في كتابيه: ثورة يوليو الأمريكية، وكلمتي للمغفلين، ومن أهم رجال المخابرات الأمريكية الذين فاوضوا الضباط قبل انقلاب يوليو (كيرميت روزفلت). لا شك أن عبد الناصر كان داهية في تعامله مع كافة الأطراف, كما كان شديد التكتم, ويحتفظ دائماً بأمور لا يقولها للذين يتعاملون معه, ومن جهة الإخوان فقد استمروا فترة من الوقت يحسنون الظن به, ولعلهم فيما بعد الجهة الأولى التي كشفت ارتباطه بالأمريكان في بيانات سرية كانوا يوزعونها قبل محنتهم في عام 1954م. عقلية فرعون: إذا كان فرعون موسى قد قال لقومه: (( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ))[غافر:29], ففرعون انقلاب يوليو قال: (اسمع يافريد, أقولك اللي في نفسي وأخلص, أنا عندي فكرة مستولية علي, ولا أعرف إذا كانت غلط أو صح, إنما أنا عايز في خلال سنتين ثلاثة أوصل إلى أني أضغط على زر, البلد تتحرك زي ما أنا عايز. وأضغط على زر, البلد تقف!) وإذا علمنا أن ما قاله عبد الناصر كان في نهاية ديسمبر سنة 19522, أي بعد سته أشهر من انقلاب يوليو, فهذا يعني أن العقلية الفرعونية التي فكر بها كانت واضحة عند الإخوان, وعند زملائه الضباط, أما الإخوان فقد ردوا عليه على لسان فريد عبد الخالق رداً لا تنقصه الصراحة. أما زملاؤه الضباط فلم يردوا عليه, ولم يستنكروا مقولته, بل كانت الموافقة ظاهرة على وجوههم, كما كانت ظاهرة على ألسنتهم إذا أعطى سيدهم لأحدهم فرصة للحديث... كان لسان حالهم يقول: سيدي الزعيم سأكون أول من ينتظر سماع هذا الزر لتنفيذ أوامرك بحذافيرها, ولا أدري لماذا قادوا انقلابا ضد فاروق لأن الذل في عهده أقل من الذل في عهد عبد الناصر, كما أنني لا أدري الفرق بينهم وبين بطانة فرعون. وسئل صديق عبد الناصر ورجل المخابرات الأمريكية في مصر (مايلز كوبلند): إذا خير عبد الناصربين التنازل عن السلطة أو دمار مصر فماذا يختار؟!. فأجاب من غير تردد سيختار البقاء في السلطة. ). وهذا ما طبقه خلال فترة حكمه, كان جلاداً مجرماً, لا يتحمل نقداً, ولا يسمح لأحد أن يشاركه في إصدار القرار... ولقد جاءت مذكرات زملائه مؤكدة أن الثورة في مصر تعني مزاجية عبد الناصر, يقول كمال الدين حسين في رسالته التي أرسلها إلى عبد الحكيم عامر في 5 نوفمبر 1965: (قلت لكم اتقوا الله بعد أن ألجمتم جميع الأفواه إلا أفواه المنافقين والمتزلفين والطبالين والزمارين). ويقول أيضا: (ألم أقل لك يومئذ: إنه إذا لم يتنازل - أي عبد الناصر- عن تألهه وفرديته فلا فائدة للعمل معه, فهل يا ترى هذا الذي جرى لمواجهة كلمة اتق الله هي دليل هذا التنازل). ويمضي قائلا: (وأشعر بذنب واحد وهو أن ثقتي غير المحدودة فيكم مكنت الطغيان أن يسلب هذا الشعب حريته وكرامته وإنسانيته، ومهما كانت الشعارات الزائفة التي تردد, والادعاءات التي تقال؛ فالناس جميعا يعرفون حقيقتها والسلام) وكاتب هذه الرسالة أحد أركان حكم عبد الناصر, ويعرف جيدا ماذا يحدث في أنديتهم ومؤسساتهم. والشاهد هنا أن الإخوان كانوا يعرفون العقلية التي يفكر بها عبد الناصر في وقت مبكر, وكان الهضيبي لا يثق به, ومع ذلك استمر العشماوي وشادي وآخرون في التعامل معه, وكما قلت كان حسن العشماوي يحمل رسائله إلى ملوك ورؤساء الدول العربية. أما زملاؤه قادة انقلاب يوليو فقد أيدوه في موقفه من الجماعة التي أعطوها البيعة, كما أيدوه في مذبحة ليمان طره, وكان كمال الدين حسين من الذين أيدوه, وجاء ندمه متأخراً. وشاء الله أن يبدأ بزملائه بعد انتهاء معركته ضد الإخوان, لقد بطش بهم واحدا تلو الآخر, ولم يتردد في قتل أقرب الناس إليه - عبد الحكيم عامر- عندما أصبحت حياته خطراً على الطاغوت.... وعند هلاك عبد الناصر كان قد بقي حوله اثنان من أعضاء مجلس قيادة الثورة: أنور السادات, وحسين الشافعي: أما السادات فقد خط لنفسه خطا منذ بداية الثورة, وشرح هذا الخط في حديث له مع عبد القادر حلمي في 29 ديسمبر 19522م عندما قال له: (اسمع يا عبد القادر, سأقول لك رأيا في هذا الموضوع... رأيا قررت أن انتفع به, وأنصحكم أنتم أيضاً بذلك: لا تعادوا جمال, فإنه سيأكل الجميع.. لن يبقى إلا من (يلبد) بين أسنانه إنه أسد الموقف) وهذا الخضوع أهم سبب في اختيار عبد الناصر للسادات ليكون نائب الرئيس. أما حسين الشافعي فقد قال عنه عبد الناصر: (وجوده كعدمه, ولا يضر ولا ينفع, وكل ما يهتم به هو شاربه, وطريقة لبس (البيرية) إنه أريحهم جميعا). وهذه عقوبة من الله عاجلة لهذه المجموعة التي أجمعت على النفاق, وأظهرت في الأرض الفساد, واعتدت على العلماء والدعاة, ولم يسلم عبد الناصر من عقوبة الله. لقد أذله الله جل وعلا في حرب 1967, وغدر به أقرب الناس, وسلط الله عليه الأمراض الفتاكة, وأحسب أن هذا الرجل ليس له أصدقاء, ولا يقرب ويصاحب إلا من ينتفع به, ولا يعبد ويقدس إلا ذاته, وكان يشك بكل من حوله, وهكذا يعيش الطواغيت... للبحث صلة....
أحمد طلحة
محمد العبدة
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
أحمد دعدوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير