مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3685
شـــــارك المادة
"لقد استنفدنا الوُسعَ ولم نعد قادرين على الاستمرار، علينا أن نعترف بالهزيمة ونرفع راية الاستسلام ونتصالح مع النظام قبل أن تفنى البقية الباقية من بلادنا ويموت مزيد من الناس".
هذا ما أرسله لي -رداً على المقالة الأخيرة- قارئٌ طوى اسمه فلم أعرفه، ولكني لم أستبعد أن يشاركه في هذا الرأي آخرون، فآثرت أن أجيبه في كُلَيمات أنشرهنّ نشراً عاماً ليقرأهنّ من يرى هذا الرأي ويقول هذا المقال.
* * *
أنا لا أستطيع أن أمنعك أو أمنع غيرك من ترك الثورة والاستسلام للنظام، ولكني أستطيع أن أذكّرك بما ينبغي أن تعرفه، ولعلك نسيته أو تجاهلته في غمرة الضغط الذي تتعرض له والضيق الذي تعيش فيه.
نحن لا نقاتل عدواً جديداً مجهولاً لا نعرف مقدار شَرّه، بل هو عدو قديم عرفناه وعشنا في سجنه الكبير دهراً طويلاً، فعرفنا أنه نظام متمرس بالإجرام وأن من أظهر صفاته الغدر والانتقام، فإذا وقَفْنا ثورتَنا وعُدنا إليه مستسلمين فسوف يكون انتقامه مروّعاً، وسوف يسحق هذا الشعب المسكين.
قد لا يقوم بمجازر واسعة على عين العالم، لكنه سيقتلنا قتلاً خفياً بطيئاً بالتأكيد. سوف يقود خيرة شبابنا إلى المعتقلات آلافاً وراء آلاف ويرميهم فيها حتى يتعفنوا، ولن يسأل عنهم أحد ولن يعرف أحد مَن بقي منهم ومن مات. أما علمت أن ثلاثين ألفاً من معتقَلي المحنة الأولى قُتلوا في السجون وأن ثلاثين ألفاً آخرين ما يزالون مغيّبين لا يُعرف -بعد هذا الوقت الطويل- أأحياء هم أم أموات؟ هذه المرة لا يُستبَعد أن يغيب في السجون والمعتقلات مليون سوري لو استسلمنا لا قدّر الله، وقد تكون أنت أو يكون ابنك واحداً من أولئك الضحايا، فهل ترضى هذا المصير؟
لو فشلت الثورة ولو استسلمنا للنظام فسوف يصبح عشرون مليون سوري رهائنَ في سجن كبير اسمه سوريا، وسوف يلاحق النظام المجرم أعداءه الذين نبذوه وحاربوه ولو بشق كلمة. أما علمتم أنه بدأ -في آخر كانون الماضي- بإنشاء محاكم خاصة لتعقب ومعاقبة مرتكبي الجرائم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما الفيسبوك؟ ما هي الجرائم التي ارتكبها وسوف يحاسَب عليها الجناة في تلك المواقع؟ إنها المشاركة في "الحرب المعلَنة على النظام" كما أوضح بيان وزارة العدل (وأحرى أن تُسمَّى وزارة الظلم) الأسدية التي أصدرت القرار.
باختصار: نصف السوريين صُنِّفوا سلفاً أعداءً محاربين للنظام، نصف السوريين سيتعرضون للاعتقال والتحقيق والتعذيب والشبح والحرق وقلع الأظافر والصعق بالكهرباء، وسوف ينتهي عشرات الآلاف منهم جثثاً ملفوفة في أكياس عليها أرقام بلا أسماء. من يرضى لنفسه وإخوته وأولاده وأهل بلده هذا المصير؟
نعم، نحن في وضع صعب وفي كرب شديد، غيرَ أنّ الصبرَ على المعاناة وإصلاحَ الثورة وإكمالَ الطريق -مهما طال- أهونُ من الضريبة الهائلة التي سيدفعها السوريون لو استسلموا وقبلوا بالمصالحة والعودة إلى أحضان النظام. من حساب الكاتب على فايس بوك
أبو طلحة الحولي
الطاهر إبراهيم
عماد الدين خيتي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة