..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


نجاح الثورة

هل سيحكمنا عسكر الجيش الحر!

مهدي الحموي

٢ نوفمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 11254

هل سيحكمنا عسكر الجيش الحر!
1 الجيش الحرهل يحكمنا؟.jpg

شـــــارك المادة

خلال 50 عاماً من حكمنا العسكر من القوميين العلمانيين الطائفيين الإشتراكيين في سوريه لذا تكونت عند شعبنا عقدة الخوف من حكم العسكر اللذين دمّروا كل نواحي حياتنا, فهل سيحكمنا عسكر الجيش الحر؟
منذ بدأت المشاورات الأخيرة لتوحيد المعارضة (هيئة المبادرة الوطنية) توجهت الأنظار للحملة الرئيسيين لهذه الثورة, وهم الشهداء الأحياء من عناصر الجيش الحر اللذين أصاب الرصاص رفاق سلاحهم فاستشهدوا, بينما أخطأهم رصاص النظام  فبقوا أحياء.

 


إن تمثيل هذا الجيش الحر بقوة في التشكيل الجديد للمعارضة هو في حقيقته: وضع القادة المخلصين ممّن اختبروا, وخيّروا بين الحياة الذليلة لهم ولشعبهم وبين الموت, فاختاروا طريق الموت بكرامة. حتى إن تكريمهم ما هو إلا تكريم لرفاقهم الشهداء كذلك.
وفي الوقت نفسه على الجيش الحر أن يحترم خبرات من سبقهم بالسياسة, ومن يفهمون العالم من حولنا بشكل أفضل, وكذلك احترام من قاتلوا وضحّوا من غيرهم خلال أو قبل هذه الثورة العظيمة.
لابد من وجود عملاء فتتبّعوهم:
إن الشرط الذي لا يمكن تجاوزه لكل من يشارك في السلطة والقيادة, اليوم أو في المستقبل هو: البعد عن الولاء أو الاتصال بالخارج, أو القول أو العمل ضد قضايانا الوطنية والقومية في الجولان وفلسطين والوحدة العربية.
   ثم إن كل من يتعامل مع أي جهة خارج الأمة بخفاء أو بفردية  لمال أو سلاح أو للحصول على مناصب ما هو إلا عميل خائن وجب كشفه وبتره, وتقديمه للمحاكم مستقبلاً بتهمة الخيانة مهما قدّم للثورة, وهذا هو وقت دسّ العملاء فاحذروهم.
لكن على الجيش الحر الحمل الثقيل لتنفيذ المراحل التالية:
1 ـ إتمام عملية توحده ,كي لا نكون مثل المجاهدين الأفغان حيث توحدوا في القتال ضدّ روسيا وضحوا بمليون شهيد, لكنهم قتلوا بعضهم بعد ذلك, أقول هذا لأن المدنيين المسلحين بالذات غير معتادين على الطاعة والالتزام.
2ـ تحرير سورية من النظام بكامل قادته المجرمين وبعثييّه من اللصوص والمرتزقة ومن الطائفيين اللذين اغتصبوا السلطة والثروة وكانوا لوطنهم خائنين باعتقالهم لتقديمهم للمحاكم.
3 ـ توحيد الجسد العسكري للجيش الوطني السوري الخالي من هؤلاء.
4 ـ قيادة الثورة (ضمن الشرعية الثورية) في حربها الطويلة المنتظرة بعد سقوط النظام, وحتى يتم القضاء على العناصر المضادة (السابق ذكرها)  ثم إن على الجيش الحر عدم وضع السلاح حتى كسر ظهور هذه العناصر الخائنة.
5 ـ تسليم السلطة للمدنيين بعد انتخابات حرة, ثم الرجوع بعدها للثكنات, لكن الانتخابات نفسها عليها أن تتأخر حتى يتم تطهير أعداء الثورة, خوفاً أن يتجمع المرتزقة والبعثيون (اثنان ونصف مليون بعثي) والطائفيون الحاكمون وأنصارهم (وهم كثر كذلك) والعلمانيون المتطرفون القريبون من السلطة (كالقوميين السوريين وكهيئة التنسيق الوطنية والحزب الشيوعي البكداشي) وأصحاب المصالح, فيطفوا على السطح ويخطفوا البلاد باسم الانتخابات, فتضيع أهداف الثورة (كما كادت تضيع في مصر من خلال انتخاب أحمد شفيق رئيساً لمصر حين أخذ ما يقارب الـ 48 في المئة)  لأنالمؤسسات الرسمية لن تستطيع علاج الموقف من خلال القوانين والمحاكم والروتين, لذا فإن العلاج الوحيد هو بالأخذ بالشرعية الثورية فقط, ولا تلقوا سلاحكم حتّى يتم التطهير الكامل, ولو أنه سيدوم طويلاً.
6 ـ مقاومة الحركات الانفصالية المناطقية والطائفية والقومية المسلحة.
هل هناك خوف من سيطرة عسكر الجيش الحر على الحكم مستقبلاً؟
لا تخافوا أبداً للأسباب التالية:
1 ـ الشعب هو الرقيب وهو صاحب الثورة.
2 ـ إن الغالبية العظمى من المقاتلين مدنيون حملوا السلاح وليسوا عساكر.
3 ـ  إن هؤلاء الجيش الحر هم أبناؤنا وإخوتنا الشرعيون, ثم إن مئة ألف مقاتل من كل سورية بكل مكوناتها لن يكونوا وليسوا عصابة حزبية وطائفية كما قد حكمْنا منذ خمسين عاماً, حين قام انقلاب عصابة الثامن من آذار على 350  بعثي ومعظمهم كانوا من العسكريين الطائفيين, ثم إستقطبوا المرتزقة وساقوا شباب العلويين للجيش بدل الجامعات (وحتى الحكم العسكري في الإنقلابات التي سبقت ال 8 آذار كالشيشكلي وحسني الزعيم فلم يكن أي منهم يحكم بعصابة ولا حزب ولا طائفة ولم يكنوا بهذا السوء من الظلم, ولم يحكموا إلا لفترة قصيرة , ولم يكونوا سارقين ولا مضيّعي الأوطان) نعم إن مقاتلي الجيش الحر يمثلون اليوم كل أطياف ومناطق الشعب السوري.
وإليكم هذا المثل القريب:
قبل أن يستفرد العلويون السلطويون بالسلطة مع بعض المرتزقة, وفي عام 1964 بالذات حكم على 12 شخصاً من معتصمي مسجد السلطان في حماة بالإعدام فذهب الشيخ الحامد لأمين الحافظ وشرح له أنهم مظلومون, ثم قبّل رأسه فعفى عنهم, لكن اللواء الطائفي عزت جديد أخذ رشاشه وذهب لسجن البولوني في حمص ليقتلهم قبل الإفراج عنهم..
فانظروا لموقف أمين الحافظ الأقرب قليلاً فقط وإلى موقف هذا الطائفي (علماً أنهما إفترقا بعد ست سنوات)
إن هذه الثورة لجميع الشعب السوري بكل مكوناته الإثنية والقومية, وليست قيادتها مكافأة بل كفاءةً ,وهي تحترم كل من ضحّى ومن سيضحي معها بأي شكل من أشكال التضحية منذ عام 1964 وحتى أخر شهيد ومعتقل ومهجّر.
أيها الثوار الأبطال:
تذكّروا في المستقبل هذا الخذلان من الآخرين عرباً وغرباً وشرقاً, وهذه الدماء الطاهرة التي تراق, لتعلموا من هم الأعداء, ولتدركوا أهمية الحفاظ على نصرنا العظيم القادم بقوة الله.
فلا تهادنوا ولا تهنوا في قتال أعداء هذه الثورة أبداً....وسلمتْ أياديكم يا أبناءنا الأبطال.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع