..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اضاءات

الدعاء عند الانتهاء من الحوار (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف)

محمد فهد إبراهيم الودعان

١٧ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7275

الدعاء عند الانتهاء من الحوار (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف)
... سورة يوسف 00.jpg

شـــــارك المادة

الدعاء بمعنى: اللجوء إلى الله - تعالى - بالدعاء والاستعانة به عندما يُغلق الحوار.

لا شك أن الدعاء هو العبادة، وهو من أهم ما يقرب إلى الله - تعالى -، وهو من أقوى الأسلحة التي يستخدمها الداعية، فإذا أغلق الحوار مع الطرف الآخر، حينها ينبغي التوجه واللجوء إلى الله - عز وجل - ودعاؤه ورجاؤه والاستعانة به، فبه يعبد الإنسان ربه، ويتحقق مطلوبة، وينال مبتغاه، ويحصل رضا ربه جل وعلا.

 


وشواهد هذا الأدب في قصة أو سورة يوسف - عليه السلام - واضحة جلية منها:
1- قول الله تعالى - على لسان نبيه يعقوب?: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) [يوسف: 18].
فهنا يعقوب - عليه السلام - في نهاية الحوار مع أبنائه، عندما جاؤوا بقميص يوسف - عليه السلام - ملطخاً بدم كذب، فهو لم يصدقهم، فاستعان بالله على احتمال ما يصفون من الكذب، وأنه يستمد صبره وحوله وقوته من الله - سبحانه - .
2- قوله تعالى - على لسان نبيه يوسف - عليه السلام -: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33].
وهنا ختم يوسف - عليه السلام - حواره مع امراة العزيز وصواحباتها، مستعيذاً بالله من شرهن ومكرهن، ودعا ربه بأن السجن أحب إليه مما يدعونه إليه من عمل الفاحشة، ثم قال: وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهنّ، وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم، فاستجاب الله - تعالى - ليوسف دعاءه، فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز والنسوة اللاتي معها من معصية الله، ولهذا قال سبحانه: (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [يوسف: 34].
قال السعدي - رحمه الله - : "ومنها: أنه ينبغي للعبد أن يلتجئ إلى الله، ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية، ويتبرأ من حوله وقوته؛ لقول يوسف - عليه السلام - : (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33]. السعدي، تيسير الكريم الرحمن (ص409).
3- قوله - عز وجل - في حوار يعقوب مع أبنائه عندما أرادوا أخذ أخيهم ليوسف: (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 64].
فأخبرهم أن ثقته بالله في حفظ أخيهم، وأنه يرجو أن يرحمه فيحفظه ويرده عليه.
4- قوله تعالى - في حوار يعقوب مع أبنائه حيث قال لهم: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف: 83].
فدعا الله - تعالى - أن يرد إليه أبنائه الثلاثة، وهم يوسف وشقيقه وأخوهم الكبير المتخلف من أجل أخيه.
5- وقال سبحانه - على لسان يعقوب أيضاً: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [يوسف: 86].
6- قول يعقوب - عليه السلام - لأبنائه: (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يوسف: 98].
فهم لما وفقهم الله للاستغفار والتوبة، أجابهم أبوهم إلى ما سألوا، فقال: سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع