حاتم العوني
تصدير المادة
المشاهدات : 7404
شـــــارك المادة
إذا أردتم أن تعرفوا معنى خبث النفس ، وعدم انتفاع الأنفس الخبيثة من كل شيء ، وتمسكها بالخبث كقرار مصيري أبدي يستحق العقوبة الأبدية ؛ فانظروا إلى أهل النار:
وقد عاينوا الأهوال يوم القيامة ، وشاهدوا مشاهد العرصات : من حساب ، وتوبيخ ، وسحب على الوجوه ، ومقامع الحديد ، . وقد علموا عين اليقين أنهم كانوا على باطل . وصاحت حسراتهم بالويل والثبور ، وأكل الندم أفئدتهم . ودخلوا النار ، وأغلقت عليهم أبوابها ، وأحاط بهم سرادقها ، فلا يقضى عليهم فيموتوا ، ولا يُخفف عنهم من عذابها . ومع ذلك كله ، وغيره مما لا يحضُره وصف ، ولا يفيه قول ، مما كان يجب أن يستخرج الخبث من نفوسهم ، فيحرقه ، كما تستخرج النار الخبث من وسط الحديد ، فتحرقه ، فتصفي الحديد (وهو حديد) من شوائبه . مع ذلك : ما زال خبث الاستكبار والحقد يملأ قلوبهم !! ما زالوا يدعون أنهم لا يعرفون الأشرار من الأخيار !! ما زالوا لا يريدون أن يروا خبث حقائقهم !! ويختصر ذلك كله قولهم : { وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدّهم من الأشرار * اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار } . ما زالوا يسألون عن المؤمنين الذين كانوا في الدنيا يسخرون منهم : لماذا لا يكونون معنا في النار ؟!! لعنكم الله ! ما أعمى استكباركم ! ما أخبث نفوسكم !! ثم انظروا إلى مقدار ما هم فيه من العناد ، فقد بلغ قطعهم ويقين استكبارهم أنهم لا يوردون احتمال كون المؤمنين على حق !! لا يوردون احتمال نجاتهم لكونهم من الأخيار !! فالمؤمنون عندهم ما زالوا هم الأشرار ، والسؤال الذي يهمهم هو : أين هم من النار ؟! لماذا لا نراهم ؟!! ما هي أسباب عدم رؤيتنا لهم !! ثم : هل يبلغ الخبث فيهم مدى لا يبلغه مدى : عندما يتضمن سؤالهم هذا معنى الاستدراك على عدالة الله تعالى والشك فيها !! هذا ما لا يتصوره عقل سوي !! كما لا يتصور العقل مقدار ما سينتظرهم من العذاب المهين !!
أميمة الجابر
مصلح العتيبي
عبد الله القرشي
محمد العبدة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير