أميمة الجابر
تصدير المادة
المشاهدات : 2464
شـــــارك المادة
ضاعت البسمات من وجوه الكثيرين، و امتلأت العيون حيرة ، و انشغلت العقول فكرا ، فقد كثرت الآعباء , و زادت الضغوط , و توالت المتطلبات و أصبحت الحياة هما على هم .
الكل يخشى الغد ويحمد الله عندما يرحل يوم و ينتهي بمسؤولياته! لقد قلت الموارد، و اشتكى الآباء الفقر, فيا ترى لماذا إذن اشتكوا الفقر؟ !
عادة ما يشكو المرء الفقر عندما يعجز عن تلبية ما يحتاج حاجة ماسة، فيستشعر به، وهذا الشعور من أشد وأقسى المشاعر على العائل..
-لكن الحقيقة أن هناك مشاركة عميقة من الجميع في أسباب فقره، بل قد يكون الشخص ذاته سببا في فقر نفسه، فالتقصير في الاستغفار والتوبة مع التلبس بالذنوب سبب من أسباب المعاناة، فالاستغفار سبب في زيادة الرزق ، يقول سبحانه " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ".
-والذنوب تتراكم على المرء فتهلكه، والرجل يحرم الرزق بالذنب يصيبه، والقبول بالربا يمحق بركة المال، إذ يقول تعالى " يمحق الله الربا " قال البغوي: أَيْ: يَنْقُصُهُ وَيُهْلِكُهُ وَيَذْهَبُ بِبَرَكَتِهِ.
-والغش في السلعة سبب من أسباب المحق والأزمات، إذ يتكسب صاحبه من حرام، والحرام لا يبارك فيه .
-وعدم إتقان العمل سبب آخر، فإن المهمل في عمله يؤذن الناس بالبعد عنه، ويدعوهم للنفور منه ، فهل سيطلبك الناس لعمل يخصهم إذا وجدوا عملك غير متقن ؟ !
-والإسراف في النفقة سبب من أسباب الفقر أيضا ، فالاعتدال والوسطية خير وحكمة ، كما أن الادخار سلوك راشد لأوقات الأزمات ، بشرط ألا يمنع من زكاة أو صدقة أو بر .
-بل إن الكسل والقعود والخمول والاعتماد على الغير في قضاء المطالب ، والتأجيل والتسويف ، سبب آخر من أسباب العوز والحاجة ، فقد تعوذ النبي صلى الله ليه وسلم من تلك الصفات " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل .." البخاري
-واليأس و عدم إحسان الظن بالله تعالى سبب من أسباب العوز ، فإذا كنت تخشى الفقر و تحب أن يزيد رزقك، عليك أن تطمئن بأن الله تعالى هو الرزاق يضمن لك رزقك , وقد تكفل سبحانه بتوفير الرزق لعباده أجمعين يسوقه إليهم في قوله تعالى :" و ما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها " .
على الجانب الآخر فإن هناك أبوابا كثيرة هي أيضا أسباب في بركة الرزق وزيادته :
-فتقوى الله تعالى ، سبب عظيم في البركة والرزق ، يقول تعالى " و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب "
-وصلة الأرحام تكثر الرزق ، و تبارك في العمر لقوله صلى الله عليه و سلم : " من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه " (متفق عليه)، فقطع الرحم يمنع الرزق و يصيب صاحبها بالهم و الغم و ينزع البركة من ماله .
-إن الأرزاق مقسمة من عند الله تعالى و لكنها تتفاوت بتفاوت ما قدر لكل امرئ ، ومعلقة بأسباب وأساليب السعي للحصول عليها , فالرزق مضمون لمن يسعى ، يقول تعالى : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور "
-فإجتهد ، ولا تتواكل ، بل توكل على الله و خذ بالأسباب و كن مثل الطير كما وصفها النبي صلي الله عليه و سلم : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا و تعود بطانا " (أخرجه مسلم).
-وكن من الشاكرين الحامدين فقد قال سبحانه : " لئن شكرتم لأزيدنكم "
-تصدق ولو بالقليل إن استطعت ، فما نقص مال من صدقة .
-فاذا افتقدت كثرة المال يوما ، فانظر إلى صحتك واحمد الله، وإذا افتقدتهما فانظر لأولادك تجدهم في خير عن غيرهم، وإن افتقدت الثلاثة ، فانظر لأهلك وسكنك , واحمد الله على كل هذا الخير.
-وإذا افتقدت كل ما سبق فانظر إلى نعمته عليك من سمع وبصر وكلام وحركة، وأعظم ذلك كله نعمة العبودية وقدرتك على العبادة والشكر والذكر .. بل إنه صلى الله عليه وسلم لم يعتبر الغنى أبدا غنى المال ، قال :" ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس " (أخرجه مسلم).
أفبعد كل هذه النعم ، يوجد منا أحد فقير ؟!
رقية القضاة
أبو طلحة الحولي
سلمان العودة
عبد الوهاب خيتي
المصادر: المسلم
المسلم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة