لوسي بارسخيان
تصدير المادة
المشاهدات : 2496
شـــــارك المادة
كل شيء في مخيم الحماصنة في بلدة غزة البقاعية، الذي التهمته النيران مساء الخميس، في 7 كانون الأول، يمكن أن يُعوَّض، إلا خسارة الأطفال الثمانية، الذين تفحمت أجسادهم، داخل 4 من الخيم 35 التي احترقت كلياً. هم أولاد أربع عائلات، تجمعهم روابط الدم، وتراوح أعمارهم بين 4 سنوات وسنتين، ولم يكونوا في خيمة واحدة. كانوا يشاهدون التلفزيون، بينما كانت السيدات تتسوقن لعائلاتهن من سوق الخميس الشعبي الملاصق للمخيم. ليس لدى أي من الوالدين في عائلات ثلاث أولاداً آخرين، فيما لم يبق للعائلة الرابعة التي فقدت ولدين سوى فتاة واحدة. وللضحايا جميعاً أقيم مجلس عزاء جماعي ليدفنوا معاً في مدفنين فتحتهما البلدية، في مشهد انهارت معه الأمهات أمام أجساد أطفالهن، التي صعب التعرف عليها. هول الكارثة كان كبيراً على أبناء المخيم، الذي يحمل الرقم 017. يروون كيف تفاجؤوا بالنيران وهي تلتهم خيمة تلو الأخرى بسرعة قياسية، بحيث لم ينج معظمهم إلا بحياته وأولاده، وفقدوا مع مساكنهم كل ممتلكاتهم من أموال وأوراق ثبوتية. وحتى بطاقات الأمم المتحدة التي يتزودون بواسطتها بحاجاتهم. لم يعرف أحد من أين انطلقت النيران وما الذي تسبب بها. إلا أن شهوداً يروون أنها بدأت من خيمة هي الأقرب إلى الخيم التي كان في داخلها الأطفال، حيث شاهدت الأمهات النيران تقترب منها، وحاولن أن ينقذن أطفالهن، لكن النيران كانت أسرع منهن. وفيما لم تتمكن مصادر التحقيق من تحديد سبب الحريق، فإن سكان المخيم يرجحون أن يكون ناتجاً عن احتكاك كهربائي، خصوصاً بسبب التمديدات العشوائية لخطوط التوتر. وإذا كان اشتعال النيران قد ترافق مع انفجار لقوارير الغاز، التي فاقمت من حجم النيران، فهم يؤكدون بأنها تلت انطلاق الشرارة من أحد الخيم لتتمدد بسرعة ملتهمة 35 خيمة من أصل 112 خيمة مبنية على مساحة دنم زراعي. ويروي سكان المخيم، الذين عاشوا ساعتين من الرعب، أن تلاصق الخيم أعاق وصول تجهيزات الإطفاء، خصوصاً بسبب التدافع الذي رافق عملية الفرار. فاستغرقت عملية إخماد النيران نحو ساعتين، يصفها الأهالي بالأسوأ بين كل التجارب التي عاشوها في هجرتهم القسرية حتى الآن. وكان الرعب خلالها كبيراً على المخيم المكتظ بالأطفال. لا يريد بعض النازحين السكن مجدداً في هذا المخيم. يتحدثون عن أشخاص تهافتوا على التقاط صور الضحايا بدلاً من أن يمدوا يد المساعدة للإسراع في إطفاء الحريق. وتقول بعضهن إن الكارثة الإنسانية الكبيرة التي تسبب بها الحريق ليس سهلاً أن تزول من ذاكرتهن. ولهذا تفضلن ألا تنمن مع أطفالهن في هذا المخيم بعد اليوم. إلا أن غياب البدائل يقيد إرادتهن، وسيمدد إقامتهن القسرية بعدما نزلت العائلات ضيوفاً في مخيمات أخرى ليل الخميس. استيقظت العائلات، صباح الجمعة في 8 كانون الأول، على تحول موقع الحريق إلى خلية نحل للهيئات الاغاثية، التي استعانت بها البلدية لتأمين لوازم النازحين واحتياجاتهم. وقد عمل كل منها ضمن اختصاصه بتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، على أن تنتهي اعادة تجهيز المخيم للسكن خلال فترة ثلاثة أيام كحد أقصى، كما يؤكد رئيس البلدية.
أبو أمجد
علي النوفل
عمار النوري
فيصل القاسم
المصادر: المدن
المدن
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة