الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2875
شـــــارك المادة
تساءلت صحيفة ديلي تلغراف عن مدى نجاح تنظيم القاعدة في سوريا عقب الرسالة الأخيرة التي دعا فيها القائد الجديد للتنظيم أيمن الظواهري إلى الجهاد وأعرب عن تأييده للانتفاضة السورية.
وقالت الصحيفة إن رسالة الظواهري كانت مؤشرا على الضعف والقوة في آن واحد.
فالظواهري يدرك أن السوريين تحدوا سخط قائدهم دون مساعدة من القاعدة، ولم تحمل رسالته سوى إشارات عابرة للثورات في تونس ومصر وليبيا التي نجحت هي أيضا في إسقاط أنظمة مستبدة، وجعلت من القاعدة متفرجا عاجزا.
مشكلة القاعدة وتشير ديلي تلغراف إلى أن مشكلة القاعدة الآن هي أن أعداءها في المنطقة (الأنظمة المستبدة) قد سقطوا مثل أحجار الدومينو، ولكن زوالهم لم يأت بفضل الظواهري أو أنصاره.
فعجز الظواهري عن أن ينسب سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك -الذي كان سببا في اعتقاله لسنوات وتعريضه للتعذيب- ربما يكون إهانة لقدامى الجهاديين.
وبما أن تضييع ثورة واحدة قد يعتبر سوء حظ -والكلام للصحيفة- فإن النأي بالنفس عن أربع ثورات سيبدو ضربا من اللامبالاة أو تأكيدا على أن الدعم الشعبي للقاعدة قد تضاءل كثيرا.
وترى الصحيفة أن الظواهري الذي نأى بنفسه عن ثلاث ثورات ناجحة، يحاول الآن أن يعتلي الموجة السورية.
وتشير إلى أن عدم الحراك الغربي تجاه معاناة المسلمين ربما يخلق فجوة ليدخل منها الظواهري.
فيقول البروفسور في الدراسات الحربية بكلية كينغ في لندن ديفد أوماند إن "الأمر أشبه بهنغاريا عام 1956 حيث إن القضية عادلة ولكن لا يمكن عمل شيء إزاءها".
ويضيف أن ثمة فرصة للظواهري كي يقفز ويقول "لا يمكنكم التعويل على أميركا والغرب، بل علي وعلى الجهاديين".
غير أن إنغيل أنكستر، وهو مدير سابق للعمليات في جهاز الاستخبارات الخارجي في بريطانيا أم أي 6، يقول إنه لا يجب تجاهل تهديدات الظواهري، مشيرا إلى أن القاعدة لا يزال تملك بنية تحتية في العراق.
ولم يستبعد أنكستر أن تكون هجمات التفجيرات التي استهدفت مقرات الأمن في حلب من فعل القاعدة بالعراق، وقال إن أسلوب التنفيذ يختلف عن النهج الذي يتبعه الجيش السوري الحر.
مصلحة النظام ولكن الصحيفة تقول حتى لو أن القاعدة تنفذ هجمات في سوريا فإن ذلك يصب في مصلحة النظام الذي دأب على اتهام "عصابات إرهابية مسلحة".
كما أشارت الصحيفة إلى أن معظم المسلحين المنشقين عن الجيش السوري الذين التقتهم، هم من السكان المحليين ولا يرتبطون بجهات خارجية.
وتنقل عن جلال (20 عاما) قوله إنه انشق عن الجيش لأنه لم يعد يحتمل قتل النساء والأطفال، وأضاف "لقد رأيت ما جرى في حمص ودمشق، ولا أستطيع أن أبقى مكتوف الأيدي".
وأكد جلال للصحيفة أن تفجيرات دمشق التي اتهم فيها النظام القاعدة كانت "عملا داخليا" عرف بأمرها جنود قبل أن تقع.
وقال "لقد تم إبلاغنا بعدم الذهاب إلى تلك المنطقة لأنها ستشهد هجوما بالقنابل".
لكن الصحيفة تقول إن أمل الجهاديين المحتمل هو كون جميع المقاتلين الذين التقتهم ديلي تلغراف هم من المسلمين السنة، أي مثل الظواهري وقائد التنظيم الراحل أسامة بن لادن.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة