سالين تميزار
تصدير المادة
المشاهدات : 2343
شـــــارك المادة
أفول نجم تنظيم "داعش" الإرهابي، واستمرار جرائم النظام السوري ضد المدنيين، لا سيما مجزرة خان شيخون وتكثيف هجماته على الغوطة الشرقية، وانطلاق مباحثات أستانة وميلاد المناطق الآمنة، انتشار القوات التركية في إدلب (شمال)، زيادة الولايات المتحدة دعمها لمنظمة "ب ي د/بي كا كا" الإرهابية. خمسة تطورات رئيسية كانت هي الأبرز، والتي ألقت بظلالها على مجريات الأحداث الميدانية والسياسية بالساحة السورية خلال عام 2017.
* مباحثات أستانة
شهدت العاصمة الكازاخية أستانة، 8 اجتماعات لبحث موضوعات متعلقة بالملف السوري بضمانة تركيا وروسيا وإيران.
انطلق أول اجتماع بأستانة في 23 يناير/كانون ثان 2017، بعد أسابيع من دخول اتفاق وقف إطلاق النار، حيز التنفيذ في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2016، بضمانة تركية وروسية.
وفي فبراير/شباط الماضي، جرت الجولة الثانية التي اختتمت ببيان أكد المشاركون فيه إقرار آلية ثلاثية، بمشاركة تركيا وروسيا وإيران، لمراقبة وقف إطلاق النار الجزئي الساري في سوريا منذ 30 ديسمبر/كانون 2016.
وفي اجتماعات "أستانة 4"، التي عقدت في 4 مايو / أيار الماضي، كان التطور المهم، حيث اتفقت الدول الضامنة على إقامة "مناطق خفض التوتر"، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.
وبدأ سريان الاتفاق في 6 من الشهر نفسه، ويشمل 4 مناطق رئيسية هي: إدلب، وحلب (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وأجزاء من اللاذقية (غرب)، فضلا عن الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة دمشق.
واستمر قطار أستانة في السير إلى أن أقر البيان الختامي لـ"أستانة 8" (عقد خلال الشهر الجاري)، تشكيل لجنتي العمل، من أجل بحث ملف المفقودين والمعتقلين، وتبادل الجثث.
كما تقرر في "أستانة 8"، عقد مؤتمر الحوار السوري، في 29-30 يناير/ كانون الثاني المقبل، في مدينة سوتشي الروسية، ليكون رافدا للمساعي الأممية للحل السياسي.
وعلى الصعيد السياسي أيضا، شهد العام الحالي 5 جولات من المحادثات في جنيف، وجرى الاتفاق في أولاها (جنيف 4)، فبراير/شباط الماضي، على أربعة ملفات لمناقشتها كجدول أعمال للمحادثات، وهي: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.
ولم تحقق الجولات التالية، (جنيف 5) انطلقت مارس/ آذار، و(جنيف 6) مايو/أيار، و(جنيف 7) يوليو/تموز، و(جنيف 8) من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أي تقدم يذكر في تلك الملفات.
* أفول نجم "داعش"
أوائل 2017، خسر "داعش" أهم معاقله في الشمال السوري، في عملية للمعارضة السورية مدعومة بالجيش التركي، أطلق عليها اسم "درع الفرات"، واستمرت من أغسطس/آب 2016 إلى نهاية مارس/آذار 2017، بعد أن تمكنت من تحقيق أهدافها بطرد التنظيم من عدة بلدات ومدن، أهمها مدينة الباب، في الريف الشمالي لمدينة حلب.
وبفضل "درع الفرات"، مُنعت منظمة " ب ي د/بي كا كا" الإرهابية من تحقيق هدفها في إنشاء "ممر إرهابي"، يبدأ من الحدود العراقية ويصل إلى البحر المتوسط.
وخلال العام الجاري أيضا، خسر "داعش" أهم معقلين له في البلاد، الرقة في الشمال، لصالح قوات "ب ي د" الإرهابية بدعم من الولايات المتحدة، ودير الزور في الشرق، لصالح قوات النظام وحلفائه، ولم تتبق له سوى جيوب قرب الحدود مع العراق، وفي أماكن أخرى متفرقة في البلاد.
واحتل تنظيم "ب ي د" مدينة الرقة، يوم 17 أكتوبر/تشرين أول وجزء من دير الزور الواقع شرقي نهر الفرات، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد طرد عناصر "داعش" منها، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما سيطرت قوات النظام السوري على مركز دير الزور والجزء الواقع منها غربي نهر الفرات، بغطاء جوي روسي.
*استمرار جرائم النظام (خان شيخون- الغوطة الشرقية)
لم يختلف العام الجاري عن سابقيه من حيث استمرار جرائم النظام السوري ضد المدنيين، ففي 4 أبريل/ نيسان الماضي، قُتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.
وردًا على الحادث وبعد 3 أيام من وقوعه، هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية بصواريخ عابرة من طراز "توماهوك"، قاعدة الشعيرات الجوية في حمص، مستهدفة طائرات للنظام ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار.
وفي 26 أكتوبر/تشرين أول الماضي، حملت لجنة التحقيق الدولية حول استخدام أسلحة كيماوية بسوريا (جيم)، النظام السوري مسؤولية استخدم أسلحة كيماوية في هجومها على بلدة "خان شيخون".
ولا تقل بشاعة جريمة تشديد النظام حصاره وقصفه على الغوطة الشرقية بريف دمشق عن جرائمه الأخرى مثل خان شيخون وغيرها.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق "خفض التوتر" (الخالية من الاشتباكات)، التي جرى تحديدها من قبل تركيا وروسيا وإيران، في إطار المباحثات التي جرت بأستانة في مايو/أيار الماضي.
ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية، في ظروف إنسانية مأساوية؛ جراء حصار قوات النظام السوري على المنطقة، منذ قرابة 5 سنوات.
ومنذ قرابة 8 أشهر، شدّد النظام السوري بالتعاون مع مليشيات إرهابية أجنبية، الحصار على المنطقة، وهو ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عنها.
يُشار إلى أن سكان الغوطة كانوا يدخلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء حتى أبريل/ نيسان الماضي، قبل إحكام النظام حصاره على المدينة.
*انتشار القوات التركية في إدلب
منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الأطراف الثلاثة الضامنة للمسار السياسي في سوريا، في العاصمة الكازخية أستانة، توصلها لاتفاق بإنشاء منطقة "خفض توتر" في إدلب، وفقًا لاتفاقٍ موقّع في مايو/ أيار الماضي.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، 13 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أن أفرادا من قواتها بدأت بتشكيل نقاط مراقبة في "منطقة خفض التوتر" بمحافظة إدلب، في إطار مسار أستانة.
*زيادة واشنطن دعمها لمنظمة "ب ي د/بي كا كا" الإرهابية
رغم الأدلة التي قدمتها تركيا، على الصلة العضوية التي تربط بين تنظيم " ب ي د" الإرهابي في سوريا ومنظمة "بي كا كا" الإرهابية في تركيا، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، أصرّت على إمداد "ب ي د"، بترسانة من الأسلحة المتنوعة، تحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت لتنظيم "ب ي د" في عام 2017، أسلحة يقدر حجمها بحمولة 50 طائرة شحن.
عثمان المختار
الشرق الأوسط
بي بي سي
المرصد الاستراتيجي
المصادر: الأناضول
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة