الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2970
شـــــارك المادة
رغم تأكيدات راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي، أن تونس اشترطت لاستضافة مؤتمر «أصدقاء سوريا» المقرر الجمعة المقبل «ألا يُتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا»، مشيرا إلى إمكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، أعلنت روسيا أمس رسميا عن رفضها المشاركة في المؤتمر، الذي من المقرر أن تحضره وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بينما ما زالت الصين تدرس الموقف دون أن تحسم قرارها.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا قالت فيه إن «روسيا تلقت دعوة للمشاركة في مؤتمر ما يسمى مجموعة أصدقاء سوريا، إلا أن هذه الفعالية تثير التساؤلات بقدر أكبر مما توفره من إجابات»، وأشارت إلى أن موسكو لا ترى إمكانية المشاركة لأنه لم يتم إطلاعها رسميا على قائمة المشاركين في المؤتمر وجدول أعماله.
وأشار ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، إلى خلو قائمة المشاركين في المؤتمر من ممثلي الحكومة السورية، بقوله إن «توجيه الدعوة إلى مجموعات معينة من المعارضة السورية وعدم توجيهها إلى ممثلي الحكومة يعني عدم تمثيل مصالح غالبية السكان السوريين الذين يدعمون السلطات في هذا المؤتمر».
وأعرب لوكاشيفيتش عن شكوكه تجاه أن يسهم اللقاء بمثل هذه التركيبة في إطلاق بداية الحوار الوطني الشامل من أجل البحث عن السبل الرامية إلى الخروج من الأزمة الداخلية الراهنة، وقال إن موسكو تعتقد أن الأمر يتعلق بتشكيل ائتلاف دولي يبدو على غرار «مجموعة الاتصال حول ليبيا»، بهدف دعم أحد الطرفين ضد الآخر في نزاع داخلي، على حد قوله.
وأشار إلى أن «هناك أسئلة جدية أيضا فيما يخص الوثيقة الختامية التي ستصدر عن هذا الاجتماع من جانب مجموعة مصغرة من الدول المشاركة، دون إطلاع غيرها من المدعوين الذين سيطلب منهم التوقيع على الوثيقة وحسب».
وأعلن لوكاشيفيتش عن أن روسيا تدعو كل أعضاء المجتمع الدولي إلى التصرف كأصدقاء لمجمل الشعب السوري؛ وليس لجزء معين منه، فيما وجه الدعوة إلى شركاء روسيا في الولايات المتحدة وأوروبا وفي المنطقة إلى «توحيد الجهود من أجل جمع ممثلي الحكومة والمعارضة حول طاولة المفاوضات دون أي شروط مسبقة، وحثهم على التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية إجراء الإصلاحات التي حان وقتها».
وقال إن موسكو تقترح إيفاد الأمين العام للأمم المتحدة لمبعوث خاص باسم أعضاء مجلس الأمن، من أجل تنسيق الجهود مع الحكومة السورية وكل الأطراف الأخرى بشأن القضايا الأمنية، وإرسال المعونات الإنسانية إلى سوريا.
من جهة أخرى، قالت بكين أمس إنها لم تحسم بعد أمر قبول دعوة للمشاركة في الاجتماع، وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحافية يومية «تلقت الصين بالفعل الدعوة المتعلقة بهذا الاجتماع، وهي لا تزال تدرس دور الاجتماع وآلياته وما إلى ذلك»، وتابع أن «الصين ترحب بكل الجهود التي يمكن أن تأتي بحل سلمي ومناسب للأزمة السورية».
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بلاده تريد أن يركز المؤتمر الذي سيعقد بحضور ما بين 70 و80 دولة، أهدافا ثلاثة هي: حشد الدعم لخطة الجامعة العربية للسلام في سوريا، والدفع باتجاه توحيد المعارضة السورية وحشد الدعم الدولي لها، وأخيرا إيجاد آليات لإيصال المساعدات للشعب السوري وللمناطق المنكوبة.. وهو ما بدأ الصليب الأحمر الدولي التداول بشأنه مع السلطات السورية.
وكشفت الخارجية الفرنسية عن أن الرئاسة المشتركة للمؤتمر الذي كانت باريس وواشنطن أول من دعا إلى عقده ستعود لتونس، البلد المضيف، وقطر التي ترأس الدورة الحالية للجامعة العربية. وعللت فرنسا هذا الخيار الذي تم التوصل إليه بـ«الإجماع» عبر التشاور، كما قالت، بالحاجة للإبقاء على «الدور المركزي» للجامعة العربية في الواجهة. وهذا التوجه يمكن فهمه باعتبار أن الغرض الأول للاجتماع هو توفير الدعم لخطة الجامعة العربية التي تدعو لحل سياسي في سوريا يمر عبر نقل السلطات أو جانب منها من الرئيس السوري إلى نائبه الأول وتشكيل حكومة مشتركة من المعارضة والحكم الحالي وإجراء انتخابات.
من جهة أخرى، حسم لبنان موقفه القاضي بعدم المشاركة في المؤتمر، واكتفت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول لـ«الشرق الأوسط»، «إن لبنان اتخذ موقفا نهائيا بعدم المشاركة في هذا المؤتمر»، بينما أعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بعد اجتماعه مع ميقاتي أمس، أنه تلقى دعوة من نظيره التونسي رفيق عبد السلام للمشاركة في المؤتمر، وأبلغه أن «لبنان مستمر بسياسة النأي بالنفس عن الأحداث الجارية في سوريا مراعاة لمصلحته العليا».
وتساءل منصور في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ماذا يريدون من لبنان؟ هل المطلوب أن نكون مع طرف ضد الطرف الآخر؟ لا لن نكون طرفا وسننأى بأنفسنا وسنكون مع سوريا الدولة والشعب، ولذلك لن نحضر هذا المؤتمر لأسباب معروفة وذلك مراعاة لمصلحة لبنان العليا وهذا موقف الحكومة اللبنانية وليس موقفي الشخصي، ونحن منسجمون مع أنفسنا».
وفي غضون ذلك، أكد راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي، أن تونس اشترطت لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا «ألا يُتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا»، مشيرا إلى إمكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الغنوشي «وزيرنا للخارجية (رفيق عبد السلام) اشترط لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا شروطا من جملتها ألا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا، وأن تشارك كل الأطراف في المؤتمر بما في ذلك الروس والصينيون».
وأضاف الغنوشي «نحن نتفق مع طرح الجزائر بعدم التدخل العسكري الأجنبي في سوريا»، كما أجاب عن سؤال حول إمكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، بقوله «أتوقع أن تتجه السياسة التونسية إلى هذا».
أحمد الإبراهيم
وسيم عيناوي
المختصر
ميسون شقير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة