أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3717
شـــــارك المادة
توصل خبراء كيميائيون إلى نتائج قاطعة تؤكد تورط النظام السوري في ثلاث مجازر كيميائية أودت بحياة آلاف المدنيين في سورية.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين وعلماء أن اختبارات معملية ربطت للمرة الأولى بين مخزون النظام السوري من الأسلحة الكيماوية وأكبر هجوم بغاز السارين في الحرب السورية، ما يدعم جبل الأدلة على تورط قوات النظام في الهجوم.
وأفادت المصادر بأن معامل تعمل لصالح منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية" أجرت مقارنة بين عينات أخذتها بعثة تابعة للأمم المتحدة في منطقة الغوطة بريف دمشق بعد المجزرة المروعة عام 2013، وبين الكيماويات التي سلمتها دمشق لتدميرها عام 2014.
وقال مصدران كان لهما دور في تلك العملية إن الاختبارات توصلت إلى علامات متطابقة في عينات مأخوذة من الغوطة وموقعين آخرين شهدا هجومين بغاز الأعصاب في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب في الرابع من إبريل نيسان عام 2017، وفي خان العسل بحلب في مارس آذار عام 2013.
وأكد مصدر -طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية نتائج الاختبارات- تطابق العلامات المقارنة بين هجمات خان شيخون وخان العسل والغوطة رغم إعادة الاختبار أكثر من مرة، كما أظهرت الاختبارات تطابق عنصرين من العناصر الموجودة في العينة المأخوذة من الغوطة مع العينات المأخوذة من خان شيخون إذ تكونت إحداها من غاز السارين وعنصر الهكسامين المثبت والآخر من الفلوروفوسفات المميز الذي يظهر خلال إنتاج السارين.
وأشار خبراء مستقلون إلى أن النتائج هي أقوى دليل علمي حتى الآن على وقوف النظام السوري وراء هجوم الغوطة، الذي يمثل أسوأ هجوم بالأسلحة الكيماوية منذ مذابح حلبجة عام 1988 خلال الحرب العراقية-الإيرانية.
من جهتها، قالت "إيمي سميثون" الخبيرة الأمريكية في الحد من انتشار الأسلحة الكيماوية، إن "تطابق العينات من هجمات الغوطة عام 2013 مع اختبارات الكيماويات في المخزون السوري يعادل دليل الحمض النووي، أي أنه دليل قاطع"، وأضافت أن اكتشاف الهكسامين "يمثل بصفة خاصة تطابقا له أهميته" لأنه مادة كيماوية تمثل علامة فريدة في عملية إنتاج السارين في سوريا.
ونفت الخبيرة الأمريكية بشكل قاطع أي شك بأن تكون المعارضة وراء تنفيذ هجوم منسق على نطاق واسع بذخائر سامة، حتى لو تمكنت من سرقة المواد الكيماوية من مخزون النظام، لافتة إلى أن "هذا التطابق يدعم جبل الأدلة المادية الذي يشير بشكل قاطع ودون أي شك إلى نظام الأسد".
وفي السياق ذاته، قال "هيميش دو بريتون جوردون" الأخصائي المستقل في الأسلحة البيولوجية والكيماوية ”لا أعتقد أنه توجد أي فرصة أن تكون المعارضة أو تنظيم الدولة الإسلامية وراء هجوم الغوطة في 21 أغسطس" وأضاف: "هجوم الغوطة هو حالة مطابقة للحرب الكيماوية، نفذته بشكل مثالي قوات مدربة على التعامل مع غاز السارين وهو غاز أصعب في استخدامه لأن من الضروري مزجه قبل الاستخدام مباشرة".
وكانت قوات النظام المتمركزة في اللواء 155 بالقلمون، قد استهدفت في آب 2013 مناطق الغوطة الشرقية بستة عشرة صاروخاً، محملة بمئات اللترات من السارين، ما أدى إلى موت أكثر من 1500 اختناقاً وهم نيام، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
تيسير أحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة