إسقاط طائرة روسية في ريف إدلب ومقتل قائدها، فيما 11 فصيلاً عسكرياً يعلنون تشكيل غرفة عمليات "دحر الغزاة" لصد قوات النظام في إدلب وحلب وحماة، بالمقابل، الأركان التركية: حوالي 900 قتيل من المليشيات الانفصالية منذ بدء عملية غصن الزيتون، إلى ذلك، هيئة الأركان تشكل لجنة لتقصي حقيقة التمثيل بجثة مقاتلة من مليشيات" "PYD، من جهتها.. "إسرائيل" تصادق على وحدة صاروخية تستهدف كامل لبنان وسوريا.

الوضع الميداني والعسكري:

إسقاط طائرة روسية في ريف إدلب ومقتل قائدها:

أسقط الثوار مساء اليوم طائرة حربية روسية من طراز سوخوي 25 كانت تحلق في سماء مدينة إدلب. وتناقل ناشطون صوراً تظهر لحظات إسقاط الطائرة وانفجارها، حيث قالوا إنها أسقطت بالرشاشات والمضادات الأرضية.

ونشر جيش النصر عبر حساباته الرسمية مقطع فيديو يظهر لحظة إصابة الطائرة الروسية أثناء قصفها للمدنية، إلا أنه لا يظهر في الصورة السلاح الذي تمت إصابة الطائرة من خلاله، فيما لقي ربان الطائرة مصرعه بعد لحظات من سقوط الطائرة.

من جهتها، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بسقوط الطائرة موضحة أنها من طراز سوخوي 25، إلا أنها أشارت إلى أن الطائرة سقطت جراء استهدافها بصاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف.

وأضاف بيان لوزارة الدفاع الروسية أن قائد الطائرة لقي مصرعه أيضاً، مؤكدة أنها تعمل مع أنقرة على إعادة جثة الطيار الذي لقي مصرعه جنوب إدلب.

وفيما إذا تأكد إسقاط الطائرة بصاروخ محمول على الكتف فإن ذلك سيغير كثيراً من خريطة الوقائع على الأرض، خصوصاً وأن الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام يستخدم سياسة الأرض المحروقة في إدلب، حيث يستهدف عشرات المدنيين الآمنين كل يوم. 

11 فصيلاً عسكرياً يعلنون تشكيل غرفة عمليات "دحر الغزاة" لصد قوات النظام في إدلب وحلب وحماة:

أعلن 11 فصيلاً عسكرياً من فصائل الجيش السوري الحر في الشمال السوري عن تشكيل غرفة عمليات "دحر الغزاة" لدحر قوات النظام والمليشيات المساندة لها في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي إضافة إلى ريف حلب الجنوبي.

وأوضحت الفصائل في بيان لها اليوم -حصل موقع نور سورية على نسخة منه- أن الغرفة ستعمل على صد تقدم قوات النظام في أرياف حلب وحماة وإدلب، وستعمل على توسيع نفوذ مهامها لتشمل مناطق خارج قطاعاتها يحاول النظام التقدم من خلالها.

وأضاف البيان أن تشكيل الغرفة جاء بعد مشاورات استمرت خلال الأيام الماضية، ونتيجة الحملة الشرسة التي تشنها قوات النظام مدعومة بالطيران على أرياف إدلب وحلب وحماة.

وتضم الغرفة كلاً من حركة أحرار الشام وجيش العزة وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام وجيش النصر وجيش الأحرار وجيش النخبة والجيش الثاني وجيش إدلب الحر إضافة إلى لواء النخبة والفرقة الأولى مشاة.

الأركان التركية: حوالي 900 قتيل من المليشيات الانفصالية منذ بدء عملية غصن الزيتون:

أعلنت رئاسة الأركان التركية اليوم أن 897 عنصراً من مليشيات "PYD" الانفصالية تم تحييدهم خلال عملية غصن الزيتون منذ انطلاقها في 19 من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأوضحت رئاسة الأركان في بيان لها اليوم أن سلاح الجو التركي دمر 15 هدفاً لتلك المليشيات يوم أمس السبت، كانت تستخدمها أوكاراً ومستودعات أسلحة وذخيرة، مضيفة أن القصف أسفر عن مقتل 74 عنصراً منهم، ليرتفع العدد الكلي إلى 897 عنصراً منذ بدء العملية.

وحققت قوات الجيش السوري الحر والجيش التركي تقدماً استراتيجياً خلال اليومين الماضيين ضمن عملية غصن الزيتون، حيث سيطروا على بلدة بلبل التي تعتبر مركز الناحية شمال عفرين وتعتبر معقلاً مهماً من معاقل المليشيات الانفصالية، كما سيطروا على قريتي علي كار وزعرة ومعسكر إلهام على محور ناحية بلبل.

بيانات الثورة:

الفصائل العسكرية تطالب الائتلاف بالتراجع عن بيانه حول التمثيل بجثة مقاتلة من مليشيات "PYD":

استنكرت كتلة الفصائل العسكرية في الائتلاف الوطني البيان الذي أصدره الائتلاف يوم أمس حول قضية التمثيل بجثة مقاتلة من مليشيات "PYD" الانفصالية في عفرين من قبل مقاتلين قيل إنهم تابعون للجيش الوطني السوري.

وأعربت الفصائل العسكرية في بيان لها اليوم عن استغرابها من البيان الذي أصدره الائتلاف، مضيفاً أنه كان من الأجدر لو انتظر الائتلاف إلى حين صدور نتائج اللجنة التي كلفتها هيئة الأركان بالتحقيق في الحادثة، بوصفه ممثلاً عن الشعب السوري.

وشدد البيان على أن فصائل الجيش الحر تستنكر هذا الفعل الشنيع ولا تقبل حدوث تلك التصرفات بغض النظر عن الفاعل وأياً كانت الضحية. كما طالب البيان الائتلاف بإعادة النظر بالبيان المتسرع، وانتظار نتائج لجنة التحقيق، وضرورة أخذ رأي الفصائل بكل القضايا؛ وعلى رأسها القضايا ذات الطابع العسكري قبل إصدار أي بيان لاحقاً.

وكان الائتلاف السوري قد أصدر بياناً يوم أمس ندد فيه بما وصفه "المجازر والتمثيل" بحق المدنيين وأعمال السلب التي قام بها مقاتلون من الجيش الحر، الأمر الذي استنكره طيف واسع من الناشطين، معتبرين البيان تشويهاً للحقائق وتحاملاً على الجيش الحر. 

هيئة الأركان تشكل لجنة لتقصي حقيقة التمثيل بجثة مقاتلة من مليشيات "PYD:

أصدرت هيئة الأركان التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة قراراً بتشكيل لجنة لمتابعة وتقصي حقيقة القضية التي أثيرت مؤخراً حول تمثيل عناصر من الجيش الوطني بجثة مقاتلة من المليشيات الانفصالية في منطقة عفرين ضمن عملية غصن الزيتون.

وأكدت الهيئة في بيان لها أنها لن تتوانى عن محاسبة من يثبت تورطه في هذه الحادثة إن ثبتت صحتها ضمن الشرع والأصول والمبادئ المعتمدة والمتعامل بها.

وأضاف البيان أن الجيش الوطني يعمل ضمن غرفة عمليات غضن الزيتون لتحرير الأكراد والأراضي السورية من مليشيات ب ي د الانفصالية، مشدداً على أن التعامل مع الأسرى والمدنيين يتم وفق مبادئ الشرع والدين، وكما هو متعارف عليه في القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.

وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر جثة فتاة من عناصر مليشيا ب ي د الانفصالية وعليها آثار تعذيب من قبل عناصر قيل إنهم تابعون للجيش الوطني السوري المشارك في غرفة عمليات غصن الزيتون.

الوضع الإنساني:

خفر السواحل التركي ينقذ 84 سورياً في مياه البحر المتوسط:

أعلنت قوات خفر السواحل التركية إنقاذ 84 سورياً كانوا عالقين في مياه البحر المتوسط بعد أن تعطل مركبهم وغرقوا في المياه.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن قوات خفر السواحل التركية في ولاية مرسين أنها تلقت نداء استغاثة من القارب الذي يقل السوريين قبالة شواطئ منطقة "طاشوجو" بولاية مرسين بعد أن علقوا في عرض البحر المتوسط بسبب تعطل محرك قارب كانوا يستقلونه.

وأوضحت الوكالة أن خفر السواحل قام بإنقاذ الغرقى وإجراء الإسعافات التي يحتاجونها، إلا أنها لم تبين الوجهة التي كان الركاب ينوون الذهاب إليها.

المواقف والتحركات الدولية:

أردوغان: لم يبقَ إلا القليل للسيطرة على عفرين:

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية غصن الزيتون تسير كما هو مخطط لها، وهي تحقق تقدماً ملموساً في سبيل السيطرة على مدينة عفرين.

وقال أردوغان خلال كلمة جماهيرية له في ولاية بيتليس جنوب شرقي تركيا: "بدأت السيطرة على الجبال هناك.. ونتقدم حاليا نحو عفرين.. لم يبق إلا القليل".

وأضاف الرئيس التركي: نعلم أن خلف الإرهابيين قوة خارجية تدعمهم، موجهاً في الوقت ذاته رسالة إلى مليشيا "PYD" الانفصالية قائلاً: "قلنا لكم إن زعزعتم أمن شعبنا ستكون طائرات إف-16 فوق رؤوسكم، وستدمر مروحياتنا ومدفعيتنا ودباباتنا أوكاركم".

كما كشف الرئيس التركي أن معظم الأسلحة المستخدمة في عملية غصن الزيتون هي صناعة تركية.

زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض يطالب الحكومة التركية بإعادة العلاقات مع نظام الأسد:

دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض "كمال كليجدار أوغلو" حكومة بلاده إلى التواصل مع نظام الأسد للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

ونقلت وكالة الأناضول عن كليجدار أوغلو قوله خلال كلمة له في المؤتمر العام للحزب:  "تواصلوا بشكل فوري مع الحكومة السورية، فهي تقف مع وحدة الأراضي السورية كما نحن مع وحدتها أيضا، إذا كان المراد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووقف سفك الدماء، فإنه ينبغي إقامة علاقات مع الدولة والحكومة السورية".

وأضاف أوغلو " ينبغي أيضا إقامة علاقات مع الحكومة المركزية في العراق، لحل مشكلة الإرهاب".

"إسرائيل" تصادق على وحدة صاروخية تستهدف كامل لبنان وسوريا:

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في ملحقها الأسبوعي أمس الجمعة، أن جيش الاحتلال صادق في الرابع من يناير/ كانون الثاني الماضي على إقامة وحدة صاروخية خاصة مكونة من صواريخ أرض أرض، قادرة على تغطية لبنان والأراضي السورية.  
وقال التقرير إن القرار اتخذ من قبل وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بعدما كان هذا الموضوع مطروحاً على جدول أبحاث وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي لسنوات عديدة.
وبحسب التقرير، فإن المرحلة الأولى من المشروع تتحدث عن وحدة صاروخية قادرة على الوصول لغاية مدى 150 كيلومتراً مع القدرة على إصابة كل هدف وإبادته خلال خمس دقائق من إطلاق الصاروخ. أما المرحلة الثانية، فتقضي بالتزود بصواريخ قادرة على الوصول لكل نقطة داخل لبنان وفي العمق السوري، وذلك تمهيداً لسيناريو تضرر حرية الحركة والطيران التي يتمتع بها حالياً، سلاح الجو الإسرائيلي، بفعل التنسيق العسكري المشترك مع روسيا.
وكشف المراسل العسكري للصحيفة، أليكس فيشمان، أنه من المقرر أن ينتهي تأسيس هذه الوحدة كلياً حتى العام 2020، وفي حال تم ذلك، فإنه سيعكس تغييراً كبيراً في العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي، التي اعتمدت لغاية الآن على التفوق الجوي.
ووفقاً للتقرير، فإن رئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوت، كان من المؤيدين للفكرة، فيما عارضه جنرالات من الأذرع الأخرى لا سيما سلاح الجو.

آراء المفكرين والصحف:

‏"غصن الزيتون" ومطب سوتشي: الفرص والتحديات

خالد خوجة

مطب سياسي ومفترق طريق عسكري تمر به ثورة سوريا، بينما تقترب من نهاية عامها السابع. ‏فمع مباركة دي ميستورا مخرجات مؤتمر سوتشي، ‏ونقلها إلى جنيف، ‏يكون بوتين قد حقق إنجازاً استراتيجياً بفرض رؤيته للحل السياسي في سوريا، التي يصرّ فيها على أن الحل يبدأ بتعديل دستور 2012 وإجراء انتخابات يحق للدكتاتور بشار الأسد المشاركة فيها بعد نهاية فترته الرئاسية، متجاوزاً بذلك بيان جنيف والقرار 2118، الذي ينص على الانتقال السياسي للسلطة. 

ومما ساعد بوتين في ذلك هو بيان الدول الخمس، أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن، قبل يومين من انطلاق سوتشي، الذي أتى متوافقاً مع مضمون البيان المشترك الذي عقد في فييتنام بين بوتين وترامب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وقريباً من الطرح الروسي للحل السياسي في سوريا. وبذلك، يكون بوتين قد حقق هدف التسليم لمبادرته من قبل اللاعبين ‏الدوليين والإقليميين، بما فيهم أعضاء مجلس الأمن، مع ضمانه موقف الصين لانتزاع قرار جديد من مجلس الأمن يناسب المعادلة الجديدة وينسخ القرارات السابقة، ويبقى الاختلاف قائماً في تفسير موضوع بقاء الاسد بين روسيا وإيران من جهة، وباقي الدول من جهة ثانية، كما سيبقى الاختلاف مستمراً على مناطق النفوذ ومستقبل النظام الإداري في سوريا، بين إدارتي ترامب وبوتين. وما يزال نجاح هذا المسار مرهوناً باستمرار سكون الشارع الثوري الرافض لهذا الطرح، بعد أن بدأ كل من "هيئة التفاوض" و"الائتلاف الوطني" بضبط تصريحاتهما على إيقاع سوتشي.
 
‏في ظل هذه الأجواء، فإن إرهاب الدولة الذي يمارسه نظام الكيماوي، إلى جانب الإرهاب الذي يدار بالوكالة، والذي ساهمت فيه الولايات ‏المتحدة الأميركية بعد إيران والنظام نفسه ‏لملء الفراغ الناتج عن انهيار الدولة، ‏ما يزال يشكل تحدياً كبيراً أمام الشعب السوري واستقرار سوريا. ‏فإلى جانب المجموعات الإرهابية التي أطلقها النظام من معتقلاته مع بداية الاحتجاجات في سوريا، والمليشيات الشيعية التي زجت بها إيران والتي ناهز عدد مقاتليها 80 ألفاً، عملت الولايات المتحدة الأميركية على استغلال الفراغ الناتج في الشمال وحوض الفرات، الذي يعتبر خزينة سوريا لما يحتويه من مصادر للطاقة والغذاء، ودخلت في حرب الوكالة عن طريق منظمة "PYDالارهابية"، التي لا تقل خطورة عن "داعش" و"النصرة"، لا في الأسلوب ولا في دورها الوظيفي، الذي يهدد لحمة المجتمع السوري ووحدة الأراضي السورية.

لذلك، فرغم معارضة الشارع وقوى الثورة لمسار سوتشي، الذي يحظى بتأييد تركيا، أتى دعم عملية "غصن الزيتون" من أطياف ثورية واسعة، سياسية وعسكرية، لأهمية هذه العملية في محاربة الإرهاب في المنطقة، إلى جانب مساهمتها في إيجاد ممر يصل المناطق المحررة في ريف حلب بمدينة إدلب، ‏التي تواجه خطر تكرار سيناريو حلب إثر بدء "جبهة النصرة" بالانسحاب من مساحات واسعة من ريفي حماة وإدلب.