الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3068
شـــــارك المادة
جدد النظام السوري عملياته العسكرية الشرسة على مدينة الرستن التابعة لمحافظة حمص والواقعة بين مدينتي حمص وحماه، حيث تعرضت الرستن منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس (الأحد) للقصف العنيف، ولا سيما الأحياء الشمالية التي يشك بتمركز الجيش الحر فيها.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 7 أشخاص بينهم أربعة أطفال إثر سقوط قذيفة على منزل خلال القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن، وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن من بين الضحايا «ستة من أسرة واحدة، بينهم سيدة وأربعة أطفال»، بينما وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا أسماء خمسة أطفال قتلوا في القصف العشوائي على مدينة الرستن، بينهم طفل مجهول الهوية والمعالم بسبب التشوه الذي لحق به، بالإضافة إلى السيدة.
وشهدت الرستن تحليقا للطيران الحربي استهدف عددا من المواقع العسكرية للجيش الحر بالطائرات الحربية بالترافق مع قصف مدفعي عنيف من جهة كتيبة الهندسة شمال مدينة الرستن. وبالتزامن مع ذلك قصفت أيضا بلدتا تلبيسة وغرناطة القريبتان من حمص.
ويأتي القصف على البلدتين بعد أنباء عن قيام عناصر في الجيش الحر أول من أمس بالاستيلاء على مخزن أسلحة للجيش السوري في منطقة مهين القريبة من تلبيسة والرستن، قام على أثرها الجيش النظامي بإرسال طائرتين هليكوبتر مزودتين برشاشات. وبث ناشطون فيديو يظهر قائد لواء خالد بن الوليد التابع للجيش الحر علي أيوب، وهو يتلو بيانا يؤكد فيه بقاء كتيبة الحمزة وسريتين من كتيبة الفاروق في مدينة الرستن للدفاع عن المدنيين.
وقال ناشطون إن مدينة الرستن تتعرض منذ صباح أمس لقصف عنيف، وخاصة المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من المدينة. ويتوقع هؤلاء أن تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير التي يسيطر على جزء كبير منها المتظاهرون، وبخاصة بعد أن سيطر الجيش النظامي على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس الماضي.
وأوضح مدير المرصد أن «هاتين المدينتين مركز للمنشقين في وسط البلاد، حيث من المتوقع أن تكونا مسرح المرحلة القادمة من عملية استهداف النظام للمنشقين».
وفي غضون ذلك، وفي منطقة القصير في ريف حمص عند الحدود مع شمال لبنان، قامت قوات الجيش النظامي بقصف مدفعي عنيف على قرى جوسية والنزارية والزراعة وقرى غرب نهر العاصي، منذ ساعات فجر أمس. كما اقتحمت قوات الجيش النظامي بلدة ربلة (المسيحية) على الحدود السورية - اللبنانية، وقامت بتفجير جسر السيدة العذراء على نهر العاصي ثم انسحبت لمنع تسلل أهالي المنطقة إلى لبنان، وذلك بعد يومين من وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة، حيث بدا لكثير من الناشطين أن الخطوة التالية لسيطرة الجيش النظامي على حي بابا عمرو هي شن عملية عسكرية واسعة في ريف حمص عند الحدود مع لبنان.
وأفاد ناشطون بأن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا بمحافظة إدلب إثر قصف عنيف، في وقت انشقت فيه مجموعة من الجيش بعد مقتل 47 جنديا حاولوا الانشقاق أول من أمس.
وقد امتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي بحسب الهيئة العامة للثورة السورية لتصل إلى دير الزور وأحياء في محافظة حماه وريفها، وخربة غزالة في محافظة درعا.
وأكدت الهيئة أن القصف العشوائي تجدد على بلدة الأتارب في ريف حلب التي شهدت إطلاق نار كثيف من قوات الأمن والجيش باستخدام الرشاشات الثقيلة عند مديرية المنطقة باتجاه المنازل، بينما تعرض حي كرم الزيتون في حمص لقصف عنيف وإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن الذين حاولوا اقتحام الحي من جهة جامع الأنصار.
وفي ريف حماه استهدف قصف مدفعي عدة بلدات في الريف الغربي، من بينها بريدج واللطامنة وكرناز التي أدى سقوط قذيفة على الحي الشرقي بها إلى إصابة عدد من المواطنين من بينهم 10 أطفال. وأكد ناشطون أن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا بمحافظة إدلب بعد قصف عنيف للمدينة.
في هذه الأثناء أظهرت صور بثها ناشطون سوريون على الإنترنت انشقاق قائد سرية الهاون في الفرقة الرابعة عشرة الرائد المظلي أنس عبد الرحمن علو مع مجموعة أخرى من صف الضباط. وقال الرائد علو إنه انشق عن الجيش النظامي بسبب ما وصفه بزج القوات الخاصة في مواجهة الشعب السوري الأعزل، معلنا انضمامه إلى الجيش السوري الحر.
وأكدت الهيئة العامة أن النظام السوري صعد في الأسابيع الأخيرة حملة الاعتقالات التي تركزت بشكل كبير على محافظة درعا، التي شهدت أغلب مدنها وقراها اعتقال العشرات خاصة في مدينة بصر الحرير التي اعتقل عشرات من ناشطيها، بالإضافة إلى مدينة الجيزة.
وأوضحت الهيئة أنها أحصت ما لا يقل عن 4 آلاف معتقل في أقل من أسبوع واحد في مختلف المحافظات السورية، وأشارت إلى أن أغلبهم اعتقل اعتقالا تعسفيا ومن دون أي مذكرة قانونية، كما أن العديد منهم يجهل مكان وجهة اعتقالهم.
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات العسكرية السورية انتشرت في بلدة المليحة الغربية في ريف درعا، وأطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، كما أشار إلى أنه تم اختطاف أحد الضباط في أجهزة المخابرات، في ظل انقطاع الاتصالات، واعتقال عشرات الأشخاص في البلدة.
كما ذكر المرصد أنه دارت اشتباكات فجر أمس في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت أحد الحواجز في البلدة تبعها إطلاق نار من رشاشات متوسطة وثقيلة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي من الجيش النظامي وإصابة عناصر من المجموعات المنشقة بجراح.
وأفادت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» بأن قوات الأمن تواصل حملتها في ريف حماه، فبعد قصف حلفايا واللطامنة والتريمسة وخنيزير بدأ النظام حملة على باقي البلدات كشيزر والكرامة. وأوضح الناشطون أن قوات الأمن اقتحمت بلدة الجلمة وسط إطلاق نار كثيف تسبب في سقوط قتيل وعدد من الجرحى، تزامن ذلك مع تطويق بلدة حيالين تمهيدا لاقتحامها، وقالوا «شوهد كذلك رتل من الدبابات يتجه نحو السقيلبية التي باتت مركزا لتجميع القوات وانطلاقها لمداهمة واقتحام باقي المناطق». وتحدث ناشطون آخرون أن الجيش السوري قصف بلدة الجبين في حماه، مما أدى لاحتراق 25 منزلا وإصابة عدد من الأهالي بجروح مختلفة، ولفتوا إلى أنه اقتحم البلدة في ما بعد منفذا حملة مداهمات واعتقالات.
وقال أحمد المحمد عضو تنسيقية قطنا في ريف دمشق، إن الجيش وأفراد الأمن انتشروا في المدينة، وإن من سماهم بالشبيحة يقومون بإجلاء السكان من بعض الشقق، ونصبوا المدافع والقناصة فوق السطوح من أجل إخافة الناس من الخروج، حسب تعبيره. وقال إن أهل قطنا يخشون من اجتياح جديد يقوم به الجيش للمدينة، وأفاد بأن حواجز التفتيش تقوم بمضايقة السكان وتفتيشهم، وتعتقل بعضهم.
وفي سياق متصل، أكد أحد الناشطين السوريين، ويدعى أبو عبد الرحمن، وجود ألوية للجيش السوري الحر تعمل في دير الزور، كاشفا عن أن «كميات أكبر من السلاح تتدفق من العراق، ولكن الثوار ما زالوا يفتقدون التنظيم.. فقوات الأمن تحتفظ بالسيطرة على المدينة خلال النهار، لكن الأمور تنقلب رأسا على عقب في الليل وتصبح الأرض ملكا للثوار». وذكر أبو عبد الرحمن لـ«رويترز» من دير الزور أن دبابات روسية قديمة من طراز «تي 54» وعربات مدرعة اتخذت مواقع عند الميادين الرئيسية. وأضاف أنه في كل نصف ساعة أو نحو ذلك تسمع أصوات إطلاق نار من قبل الجيش السوري الحر في اتجاه حواجز الطرق التي تتولى حراستها شرطة الأمن والشبيحة.
في غضون ذلك، قالت مصادر ميدانية إن تغييرا عسكريا طرأ على الحدود السورية - التركية، ولا سيما في المربع العراقي - السوري - التركي الذي عرف النشاط التهريبي الأكبر، حيث شهدت تلك المناطق الحدودية تعزيزات عسكرية وزيادة في عدد المخافر والأسلاك والدوريات الليلية والراجلة. ولم تمنع الحملات الأمنية المتصاعدة في المحافظات السورية جميع الناشطين والأهالي من الخروج في مظاهرات عمت مختلف المناطق، إذ تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن قوات حفظ النظام أطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق أكثر من ألف طالب تظاهروا أمس في كلية الزراعة بجامعة حلب. وقال الناشطون هناك إن مظاهرة طلابية في حي الصاخور تنادي بإسقاط النظام، خرجت من الثانوية الشرعية للبنين تهتف للجيش الحر وحمص والمدن المنكوبة.
أسرة التحرير
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة