الدفعة الأولى من مهجري "القطاع الأوسط" في الغوطة تصل قلعة المضيق، وبرعاية تركية.. اتفاق على إنهاء الاقتتال بين "فرقة الحمزة" و "أحرار الشرقية"، بالمقابل، أردوغان: "غصن الزيتون" ستستمر حتى تحرير تل رفعت، وبدلاً عن نصرتهم.. "أبو اليقظان المصري" يتهم فصائل الغوطة بتسليمها للنظام، وفي فضيحة جديدة للأمم المتحدة.. الطيران الروسي قصف عدة مشافٍ بعد أن حصل على إحداثياتها من الأمم المتحدة.

الوضع الميداني والعسكري:

برعاية تركية.. اتفاق على إنهاء الاقتتال بين "فرقة الحمزة" و "أحرار الشرقية":

توصل فصيلا أحرار الشرقية وفرقة الحمزة إلى اتفاق يقضي بإيقاف الاقتتال بينهما برعاية عدة فصائل من الجيش السوري الحر وجنرال من الجيش التركي.

ونص الاتفاق الذي وقعه الطرفان والفصائل الضامنة -وحصل موقع نور سورية على نسخة منه- على إيقاف الاشتباكات بين الطرفين في عفرين وكافة مناطق ريف حلب الشمالي، وتسليم المطلوبين والأشخاص الذين قاموا بالقتل من الطرفين إلى مجلس تل رفعت العسكري.

كما نص الاتفاق أيضاً على إطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الطرفين بشكل فوري، وإعادة المحتجزات من آليات عسكرية وسيارات وسلاح، ومتابعة تنفيذ هذا الأمر من قبل لجنة سيتم الاتفاق عليها من قبل الأطراف.

وأكد الاتفاق التزام الأطراف الضامنة من الجيش السوري الحر والضباط الأتراك بمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق والالتزام الكامل بها من قبل الطرفين.

واندلعت صباح اليوم اشتباكات بين فصيلي أحرار الشرقية وفرقة الحمزة في مدينة عفرين، ما أدى إلى مقتل القيادي في أحرار الشرقية "أبو صكر القادسية"، وتوسعت الاشتباكات بعدها لتشمل مدينة الباب وبلدة الراعي والقرى المحيطة بها، حيث سيطرت على إثرها أحرار الشرقية على مقرات فرقة الحمزة واعتقلت 200 عنصر.

الدفعة الأولى من مهجري "القطاع الأوسط" في الغوطة تصل قلعة المضيق:

وصلت صباح اليوم الأحد الدفعة الأولى من مهجري عربين وبلدات القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية إلى معبر قلعة المضيق بريف حماة، تمهيداً لوصولهم إلى إدلب.

وأفاد ناشطون أن الحافلات وصلت صباح اليوم إلى معبر قلعة المضيق في ريف حماة، حيث دخلوا على المناطق المحررة، ومن المنتظر وصولهم إلى إدلب حيث مخيمات الإيواء المعدة لاستقبالهم.

خروج أهالي القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية تم بموجب اتفاق تم بين فيلق الرحمن وروسيا أول أمس الجمعة، تضمن تعهد روسيا بإخراج الجرحى والمرضى إلى خارج الغوطة عن طريق الهلال الأحمر حسب رغبتهم وضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري.

ونص الاتفاق أيضاً على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية فوراً والتسهيل الفوري لدخول قوافل الاغاثة الإنسانية، كما حفظ حق الخروج الآمن بإشراف ومرافقة من قبل الشرطة العسكرية الروسية حصراً لمن يرغب من الفصائل مع عوائلهم بأسلحتهم الخفيفة إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري، من نقطة الانطلاق الكائنة في عربين عند جامع "غبير".

عشرات الجرحى بانفجار "مفخخة" وسط جرابلس:

أصيب عدد من المدنيين اليوم جراء انفجار سيارة مفخخة صباح اليوم الأحد في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي.

وقال ناشطون إن 13 مدنياً بينهم أطفال أصيبوا بجراح جراء انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة جرابلس صباح اليوم في ريف حلب الشرقي.

ولم يتضح الجهة المسؤولة عن التفجير، إلا أن ناشطين رجحوا أن تكون السيارة قادمة من مناطق مليشيا "قسد" أو من مناطق نظام الأسد، خصوصاً وأن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض لها المدينة وقراها لتفجيرات من هذا النوع.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة إدلب، راح ضحيتها 11 مدنياً بينهم أطفال. وقال الدفاع المدني في إدلب إن سيارة مفخخة انفجرت صباح يوم أمس السبت أمام المشفى المركزي في مدينة إدلب، ما أدى إلى استشهاد 11 مدنياً وأصيب العشرات بجروح، حيث تم نقلهم إلى المشافي لإجراء الإسعافات اللازمة لهم.

بدلاً عن نصرتهم.. "أبو اليقظان المصري" يتهم فصائل الغوطة بتسليمها للنظام:

اتهم الشرعي في جبهة النصرة المدعو "أبو اليقظان المصري" فصائل الغوطة الشرقية بتسليم مناطقهم للنظام وروسيا وعقد مصالحات معهم للخروج.

وفي تسجيل مصور لخطبة الجمعة بثه "أبو اليقظان" على قناته الرسمية في تليغرام قال إن في الغوطة الشرقية أكثر من 20 ألف مقاتل، متسائلاً: ألا يستطيع هؤلاء فتح معركة مع النظام؟ ألا يستطيع هؤلاء أن يحصلوا قوتهم من فم الأسد وقواته!.

وأتبع "أبو اليقظان" تسجيله بمنشور على القناة ذاتها متهماً فيه الفصائل بتجهيز "حملة إعلامية" قبل شهور تمهيداً لتسليم الغوطة، حسب زعمه، مضيفاً أن تلك الفصائل اتخذت "اللطميات" حسب وصفه منهجاً لها على غرار ما حصل أثناء تسليم حلب، ناسياً أن من سلم حلب هي جبهة النصرة التي ينتمي إليها.

تصريحات أبو اليقظان هذه لاقت استنكاراً واسعاً من قبل الناشطين والشعب السوري عموماً، حيث طالبوه بإيقاف البغي على فصائل الجيش الحر والاتجاه لنصرة الغوطة بدلاً عن توجيه التهم لفصائل الغوطة الذين يعانون من ويلات الحصار منذ أكثر من 5 سنوات.

المواقف والتحركات الدولية:

أردوغان: "غصن الزيتون" ستستمر حتى تحرير تل رفعت

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية غصن الزيتون سوف تتواصل حتى تحقيق أهدافها بتحرير مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

وقال الرئيس التركي في خطاب اليوم الأحد خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية غريسون شمال البلاد: سنحقق أهداف العملية من خلال السيطرة على مدينة تل رفعت أيضا خلال وقت قصير.

ولفت إلى أن الجيش السوري الحر قدم 302 شهيداً في عملية "غصن الزيتون"، مقابل 3747 قتيلاً من مليشيا "pyd" الانفصالية منذ بدء العملية في عفرين.

كما جدد أردوغان تهديداته بخصوص منبج، حيث شدد أنه على الولايات المتحدة أن تتسلّم السيطرة في منبج من مليشيا "pyd" الانفصالية وتسليم المنطقة إلى أصحابها الحقيقيين، محذراً من أنه في حال عدم إخراج التنظيم منها، "فإننا سنضطر لتحقيق ذلك مع سكان المنطقة".

فضيحة جديدة للأمم المتحدة.. الطيران الروسي قصف عدة مشافٍ بعد أن حصل على إحداثياتها من الأمم المتحدة:

كشف تقرير نشرته صحيفة "صنداي تليغراف" البريطانية عن فضيحة جديدة للأمم المتحدة بعد استهداف الطيران الروسي لمشافٍ ومراكز علاج حصلت على إحداثياتها من الأمم المتحدة نفسها.

وأوضح التقرير أن الأمم المتحدة شاركت روسيا مواقع وإحداثيات لمشافٍ في عدد من المناطق منها الغوطة الشرقية، وفق ما يعرف بـ "نظام الإخطار"، مضيفاً أن روسيا قصفت تلك المشافي بعد حصولها على إحداثياتها، ومنها مشفى عربين الذي تم قصفه في 20 من آذار مارس الجاري.

ولفت التقرير إلى أن الأمم المتحدة تعرضت لانتقادات شديدة من مؤسسات ودول حول هذا الخصوص، إلا أنها بررت ذلك بأنها شاركت إحداثياتها ومواقعها بهدف عدم قصفها من قبل الأطراف الفاعلة في سوريا.

من جهته، أكد مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا "يان إيلاند" المعلومات التي أشارت إليها الصحيفة، وقال إيلاند في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر إن الأمم المتحدة قدمت لروسيا إحداثيات المشافي المدعومة من المنظمات الغير حكومية، كجزء من نظام الإخطار لحماية الرعاية الصحية.

وأضاف إيلاند أن الأمم المتحدة تحقق في البلاغات التي وصلت إليها حول استهداف تلك المشافي من قبل الطيران الروسي في عدد من المناطق.

آراء المفكرين والصحف:

عن فرص بوتين وانتصاراته السورية

ميشيل كيلو

كما قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حديث مع جنرالاته، عقب قيام الجيش الروسي بمناورةٍ، ختمها قبل يوم من إعلانه غزو سورية رسميا، ومرابطة قواته في مطار حميميم. وقال جنرال كبير في جيشه، في حديث تلفزيوني، إن سورية ستحتل مكانة فريدة في رؤية بلاده، تعتبرها "مركزها الجيوسياسي" في المنطقة العربية، بل وفي العالم بأسره، بعد تراجع موقع روسيا الدولي إلى حد الانعدام التام عقب انهيار الاتحاد السوفييتي وزواله من الوجود. قال بوتين إنه يدخل إلى سورية، لكي يقفز منها، في طورٍ تالٍ، إلى البلدان العربية الأخرى التي كان للاتحاد السوفييتي نفوذ وحضور فيها. ومع أنه أرسل، بالتلازم مع غزو سورية، جنرالات روسا إلى العراق والأردن، للتباحث بشأن إقامة نظام أمن إقليمي مشترك معها، فإن هذا المشروع طوي بعد مسارعة رئيس أركان القوات الأميركية إلى البلدين، وإعلانه من بغداد رفضهما مغادرة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن للحرب ضد الإرهاب، ودعوته روسيا إلى الانخراط في التحالف، إن كانت تريد حقا المشاركة في هذه الحرب. 
ركز بوتين جهوده على ترسيخ وجود روسيا في سورية، وعلى انفرادها بها قوة تقرّر مواقع الآخرين ومصالحهم فيها، تمهيدا لاستئناف سعيه إلى استعادة نفوذ روسيا في البلدان العربية من قاعدةٍ صلبة، يمثلها تعاونه مع جيش إيران البري في الحرب على سورية، ومع تركيا على سياساتٍ تبعدها عن واشنطن في القضية الكردية خصوصا، انطلاقا من اعتراف في الكرملين بأنها مسألة "أمن قومي"، لا تستطيع تركيا التساهل فيها، إن وسعت موسكو الهوة بين أنقرة وواشنطن أحدثت خرقا استراتيجيا في جدار حلف شمال الأطلسي الذي يطوقها، ويشعرها بالتطويق والاختناق. 
لم تكتف واشنطن بإرسال رئيس أركان جيوشها إلى بغداد وعمان، لمنعهما من مجاراة موسكو في مشروعها، بل بادرت إلى إرسال عسكرها إلى شمال سورية، حيث تحتل اليوم 28% من مجمل مساحة سورية، من دون أن تخسر جنديا واحدا، بنت فيها، منذ عامين، قاعدة آمنة بمعونة حزب العمال الكردستاني، تتوفر لها جميع المزايا التي كانت قد دفعتها إلى غزو العراق واحتلاله عام 2003، وفي مقدمها موقعها الاستراتيجي الفريد بالنسبة لاستراتيجيتها الدولية التي تعتبرها أفضل تعويض عن العراق، باعتباره موقعا وصفه بريجنسكي، مستشار الرئيس كارتر لشؤون الأمن القومي، بأنه "درة العالم الاستراتيجية" التي يجب احتلالها لإحكام سيطرة واشنطن على المجال الأوراسي، بوصفها أول قوة في التاريخ، تمسك به من خارجه. هذا البديل الاستراتيجي للعراق الذي شرعنت واشنطن غزوه مع الغزو الروسي لسورية يطل على تركيا وإيران، ويشرف على الخليج وشرق المتوسط، فضلا عن الأردن وفلسطين ووسط سورية، فإذا أضفنا إلى ذلك انتشار جيش واشنطن في التنف والأردن، ودور إسرائيل في الصراع السوري، وتذكّرنا أن منطقة الجزيرة تخلو من أي قوى معادية لأميركا، بينما تخوض روسيا معارك يومية ضد السوريين، وتبقي عساكرها عرضةً لأخطار شتى، إذا ما قرّر طرف ما مساعدتهم على مواجهتها بأسلحة حديثة، كما حدث بواسطة الهجوم بالطائرات بلا طيار على قاعدة حميميم مرفأ طرطوس، حيث خسر الروس عتادا بمئات ملايين الدولارات، وعددا من جنودهم وضباطهم، بضربة نفذتها طائراتٌ لا يتجاوز ثمنها عشرة آلاف دولار، كشفت كم هو الوجود الروسي هش سياسيا وعسكريا في سورية، حيث لم تتمكن موسكو بعد من وضع نهايةٍ للحرب الدائرة فيها، المفتوحة في الوقت نفسه، على احتمالاتٍ يصعب عليها التحكم بمساراتها في عالمٍ يضج بصراعات سلبية متفاقمة، ونزاعات عدائية متنوعة الأشكال، تغادر دوله الكبرى العولمة التي كان تفرض عليها الانفتاح بعضها على بعض، والتفاعل بإيجابية، وتنخرط في أجواء تدور حول مصالح قومية ضيقة، يتبناها ساستها بعيدا عن أي تفاهمات، وخارج أية اتفاقيات أو معاهدات سابقة، ويستبدل ما سبق التوافق عليه بنهج يستند على القوة وسيلة لتحقيق الأهداف والمصالح، كما هو ملحوظ منذ أعوام في سياسات روسيا بصورة خاصة، ومنذ وصل دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة.