قوات النظام تبسط سيطرتها على محافظة القنيطرة، بالمقابل، المجلس الإسلامي يفتي بحكم التصرف في عينيات تخص أهل الغوطة، فيما الأمم المتحدة والهلال الأحمر يوزعان المساعدات الفرنسية على أهالي الغوطة الشرقية، واجتماع مرتقب في سوتشي لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة اللجنة الدستورية، بينما وفد روسي "رفيع المستوى" يبحث مع "الأسد" إعادة الإعمار، من جهته، الأردن: لن نجبر أي لاجئ سوري على العودة إلى بلده.

الوضع الميداني والعسكري:

قوات النظام تبسط سيطرتها على محافظة القنيطرة:

أفادت وسائل إعلامية أن قوات النظام أعادت بسط سيطرتها على محافظة القنيطرة وصولاً إلى المعبر المقابل لهضبة الجولان المحتلة من قبل الكيان الإسرائيلي.

وقالت وكالة رويترز إن قوات النظام سيطرت على محافظة القنيطرة ورفعت علمها في المحافظة.

وأوضحت وكالة سانا للأنباء التابعة لنظام الأسد أن "وحدات من الجيش السوري تنتشر في دوار العلم وداخل مدينة القنيطرة المحررة بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها"، حسب زعمها.

كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام "رفعت علمها فوق معبر القنيطرة، أبرز المعابر مع الجولان المحتل إثر دخولها مدينة القنيطرة المدمرة بعد حوالي أربع سنوات من فقدان السيطرة عليها".

وأضاف المرصد: "لم يبق سوى منطقة صغيرة من المنتظر أن تنضم قريباً الى اتفاق التسوية، لتستكمل قوات النظام بذلك السيطرة على كامل المحافظة وكامل الخط الفاصل مع الجولان المحتل فيها".

المجلس الإسلامي يفتي بحكم التصرف في عينيات تخص أهل الغوطة:

أفتى المجلس الإسلامي السوري بحكم التصرف في عينيات تخص أهل الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وأوضحت الفتوى أن الأدوات التي كانت لأهل الغوطة لها حكمُ الوقف، وقد أجمع أهل العلم على أنّ ما وُقف على جهة؛ فإنه ﻻ يجوز تغييره مادام موجوداً، سواء كان لمسجد أو مدرسة أو فقراء أو أي مسمى معتبر شرعاً، فإن انعدم الموقوف عليه ولم يرج إمكان الانتفاع به أو مات مَن وقف عليهم: فجمهور أهل العلم أنه يصرف الموقوف على مثل ما وقف عليه، فإن لم يوجد المثل فيصرف في الأقرب فالأقرب.

وعليه: فهذه الأدوات والأجهزة موقوفة على أهل الغوطة، فتستعمل لمن وُجِد وقُدِر الوصول إليه منهم؛ ولو نزحوا إلى أماكن أخرى في المجالات التي وقفت عليها، فإن تعذر استعمالها في ذلك؛ فتستعمل في الأمور الأقرب فالأقرب فيما فيه خدمتهم والقيام بمصالحهم، فإن انعدمت الحاجة لاستعمالها أو تعذرت، فتباع وتصرف على المستحقين من أهل الغوطة، والله تعالى أعلم.

الوضع الإنساني:

الأمم المتحدة والهلال الأحمر يوزعان المساعدات الفرنسية على أهالي الغوطة الشرقية:

أعلن الهلال الأحمر السوري التابع لنظام الأسد عن بدء توزيع المساعدات الفرنسية على أهالي الغوطة الشرقية اليوم الخميس بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وقالت منظمة الهلال الأحمر عبر معرفاتها الرسمية إن " سبع شاحنات دخلت اليوم مدينة دوما تضم مساعدات إنسانية غير غذائية، بدأ توزيعها على المستفيدين في بلدات الغوطة الشرقية من طريق مركز الهلال في دوما".

وأضافت: "تم توزيع ثلاثة آلاف و840 بطانية، و572 سلة من أدوات المطبخ، وخيم من المساعدات الفرنسية".

وأعلن الهلال الأحمر السوري يوم أمس تسلمه 50 طناً من المساعدات مقدمة من فرنسا لتوزيعها على أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وكانت المتحدثة باسم الأمم المتحدة نفت يوم أمس أي علاقة لها بالإشراف على توزيع المساعدات التي ستقدمها فرنسا بالتنسيق مع روسيا لتوزع على أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق.

الوضع السياسي:

اجتماع مرتقب في سوتشي لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة اللجنة الدستورية:

يعتزم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، إكمال تشكيل اللجنة الخاصة بصياغة دستور لسوريا والبدء بعملها قبل نهاية سبتمبر / أيلول المقبل، وفقاً لما ذكره رئيس مجلس الأمن الدولي أولوف سكوغ.

وأوضح "سكوغ" خلال تصريح له عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس بشأن سوريا أمس الأربعاء، أن دي ميستورا سيشارك في المشاورات التي ستجريها تركيا وروسيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية الأسبوع المقبل، من أجل وضع اللمسات الأخيرة لقائمة اللجنة الدستورية لسوريا.

وأشار رئيس المجلس إلى أن دي ميستورا يهدف إلى تشكيل اللجنة والبدء بأعمالها قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سيشارك فيها قادة العالم بالأسبوع الأخير لسبتمبر / أيلول القادم، كما لفت إلى أن مجلس الأمن يدعو الأطراف في سوريا إلى التعاون مع دي ميستورا بشكل "بنّاء ودون شروط مسبقة"، بخصوص تشكيل اللجنة الدستورية.

الائتلاف السوري: نظام الأسد مسؤول عن هجمات السويداء

استنكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الهجمات المفاجئة التي نفذها تنظيم الدولة في مناطق متفرقة في السويداء، والتي خلفت أكثر من 200 قتيل ومئات المصابين والجرحى.

وأكد الائتلاف في بيان صادر عنه أمس، مسؤولية قوات النظام تجاه تمكّن تنظيم داعش من تنفيذ هذه العمليات الإجرامية، وذلك بالنظر إلى تمكُّن المهاجمين من قطع مسافات طويلة، وتجاوز حواجز عدة، والدخول إلى المدينة لارتكاب جريمتهم، وكذلك استناداً إلى الدور الأصلي للنظام في إنشاء ودعم هذا التنظيم الإرهابي وتركه يرتكب جرائمه.

ودعا البيان إلى ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة، وجميع الجرائم المرتكبة في سورية، وكل من دعم المجرمين أو سهل عملهم، كما وأكد رفضه التمييز بين إرهاب نظام الأسد، وإرهاب التنظيمات المتطرفة والعنصرية والطائفية، مشدداً على ضرورة محاربة الإرهاب، والعمل على تخليص سورية منه.

نظام أسد:

وفد روسي "رفيع المستوى" يبحث مع "الأسد" إعادة الإعمار:

قالت وكالة روسية اليوم الخميس إن وفداً روسياً رفيع المستوى بحث مع بشار الأسد مسألة إعادة الإعمار في سوريا.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن وزارة الخارجية الروسية قولها "إن وفداً روسياً رفيع المستوى بحث مع الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إعادة إعمار سورية في فترة ما بعد النزاع".

وأضافت " تم تبادل الآراء حول الأوضاع الراهنة في سورية، وأولى الوفد اهتماماً خاصاً لمهمات إعادة إعمار البلاد فيما بعد النزاع، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين ونقل الأشخاص داخلياً إلى أماكن إقاماتهم الدائمة في أسرع وقت".

كما أكدت الوزارة "ترحيب الأسد بخطوات المبادرة الروسية في هذا الاتجاه، مؤكداً استعداده لتهيئة الظروف اللازمة لاستقبال آمن وكريم، وإقامة السوريين العائدين إلى وطنهم"، حسب زعمه.

المواقف والتحركات الدولية:

الأردن: لن نجبر أي لاجئ سوري على العودة إلى بلده

أكدت الحكومة الأردنية أن الأردن لن يجبر أحداً من اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه على العودة إلى بلادهم بشكل قسري.

وقال وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي إن بلاده تعمل مع شركائها من أجل خلق بيئة آمنة تضمن للاجئين السوريين العودة الطوعية إلى بلادهم.

وأوضح الصفدي خلال مقابلة تليفزيونية على قناة "المملكة الأردنية" مساء أمس الأربعاء "مسألة عودة اللاجئين مسألة طوعية، ونحن نعمل مع شركائنا على ايجاد بيئة تسمح على العودة الطوعية".

وأضاف: " الكلام مبكر عن هذا الموضوع، الروس يتحدثون الآن عن أفكار وأنا تحدثت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام بسيطة وقال إن لديهم أفكاراً من أجل عودة اللاجئين".

كما لفت الوزير الأردني إلى أنه سيلتقي وفداً روسياً اليوم الخميس للاستماع إلى هذه الأفكار وبحث مسألة عودة اللاجئين.

وشدد الصفدي على أن بلاده "تريد أن تبدأ عملية عودة اللاجئين إلى بلدهم ليعيشوا بحرية وكرامة وأمن واستقرار، إلا أنها تحترم التزاماتها القانونية وحقوق الإنسان".

آراء المفكرين والصحف:

سورية.. الثورة المغدورة

وائل السواح

أطلق تروتسكي اسم "الثورة المغدورة" على الثورة الروسية التي قام بها البلاشفة في عام 1917، وكان تروتسكي بينهم آنذاك، قبل أن يبدأ قائدها الأول لينين بحرفها عن مسارها، وقبل أن يتمّ ستالين ما بدأه لينين، ولكن بوحشية وبربرية أدّتا إلى قتل ملايين الروس الأبرياء وإفقارهم وتشريدهم، تحت مسمّيات متعدّدة، منها مناهضة الثورة والخيانة والتعامل مع البيض (يعني البورجوازية الروسية) وغير ذلك. بيد أن هذا الاسم يمكن أن يعبّر، وبصدق أكبر، عن الثورة السورية التي انطلقت قبل سبع سنوات بحلم تغيير سورية من بلد يحكمه نظام دكتاتوري، طائفي، فاسد، إلى بلد تسود فيه مبادئ المواطنة والعدالة وسيادة القانون، وتحترم فيه الحريات الأساسية، باعتبارها مسألة فوق الدستور. 
حققت ثورة أكتوبر 1917 في روسيا انتصارها على القيصر، وكلّ من وقف في وجهها، بعد حربٍ أهلية مريرة. الغدر الذي أحاق بالثورة كان من داخلها، من قياداتها وكوادرها. أما في سورية، فقد جاء الغدر في أوج نهوضها، ومن داخلها وخارجها على حدّ سواء، ما أدى إلى وأدها واندحارها بالشكل المؤسف الذي نراه الآن. وقد جاء الغدر بالثورة السورية من أطراف عديدة ومتنافرة، لم يكن يجمع بينها جامع. ولن أقترب هنا من نظام بشار الأسد البربري والهمجي، فالرجل كان يدافع عن "ملكٍ" أورثه إياه والده، ولا من نظام الملالي في إيران، فهؤلاء يعملون على استعادة مُلكٍ قديم، حرمتهم منه جماعات من البدو قبل أربعة عشر قرنا. أما نظام بوتين في موسكو، فكان يتصرّف للثأر من الإهانات المتعدّدة التي وجهها إليه الغرب، وخصوصا حين جعله يوافق على ضرب ليبيا، ثمّ أخرجه من المولد بلا حمّص.