الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 5167
شـــــارك المادة
حذرت تركيا أمس النظام السوري من تكرار إطلاق النار على أراضيها تحت طائلة حصول «عواقب وخيمة» كما قال، إرشاد هورموزلو، كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غل لـ«الشرق الأوسط»، فيما تحدثت مصادر تركية عن أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته لمسا «تطورا مهما» في الموقف الصيني من الأزمة السورية خلال زيارتهما الرسمين إلى بكين.
وقد أصيب ثلاثة أشخاص، هما لاجئان سوريان ومترجمة تركية، جراء إطلاق نار مصدره الجانب السوري من الحدود قرب مخيم للاجئين السوريين قرب بلدة «كيلتس» الحدودية التركية. وأفادت المعلومات أن الثلاثة أصيبوا بينما كانوا يحاولون مساعدة جرحى على دخول تركيا. وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الوسط» إن القوات السورية استهدفت بالنار لاجئين سوريين كانوا يحاولون عبور الحدود إلى تركيا، وأشارت المصادر إلى أن 18 شخصا سوريا استطاعوا العبور وهم مصابون بطلقات نارية، مشيرة إلى أن اثنين منهما توفيا في وقت لاحق في مستشفى تركي.
وأبلغت المصادر «الشرق الأوسط» أن السلطات التركية أقفلت معبرا حدوديا قريبا من موقع الحادثة «بعد تأزم الوضع»، مشيرة إلى أن الجيش التركي انتشر في المنطقة لكنه لم يطلق النار. وكشفت المصادر أن تركيا تتخوف من «طفرة» في أعداد اللاجئين ترفع عدد هؤلاء إلى حدود غير مسبوقة إذا ما تأزمت الأوضاع بشكل كبير، موضحة أن اللاجئين السوريين يعبرون الحدود في مناطق كانت مزروعة بالألغام ولم تنظف تماما مخاطرين بحياتهم للهروب من القمع في بلادهم.
وأشارت المصادر إلى أن «إجراءات حازمة» قد تتخذ إذا ارتفع عدد اللاجئين إلى حد كبير، وفيما لم يكشف المسؤول التركي عن طبيعة هذه الخطوات، قالت صحيفة «ملليت» التركية إن هناك خططا لإقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية من قبل القوات التركية المسلحة، نهاية شهر أبريل (نيسان)، حال استمر تدفق اللاجئين إليها. وقالت الصحيفة إن الخطة المعدّة تتضمن إقامة مناطق آمنة في نقاط مختلفة بين حدود كلا البلدين لتأمين ممر إنساني لنقل المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى استعداد أنقرة لوضع الخطة في حيز التنفيذ بعد وصول أعداد اللاجئين السوريين إلى تركيا لما يقارب 25 ألف لاجئ.
وأشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في المطار قبل زيارته إلى الصين، والتي أكد فيها أن تركيا ستتخذ خطوات بعد 10 أبريل بمثابة تدابير عسكرية ودبلوماسية ضد موجة اللاجئين السوريين إلى تركيا. وأكدت الصحيفة أن أنقرة بدأت بالإسراع باستعداداتها لتنفيذ «سيناريو الأزمة»، الذي تعكف عليه منذ فترة طويلة، وتنتظر اتخاذ الخطوات المرسومة من بعد التوصل لنتيجة خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان. وأشارت إلى أن مسؤولي الحكومة ووزارة الخارجية ورئاسة الأركان التركية أعدوا الخطة سرا وتتضمن اثنين من السيناريوهات: الأول في حال قيام الجيش السوري مجزرة في مدينة حلب الحدودية، والثاني في حال وصول أعداد اللاجئين السوريين القادمين إلى تركيا إلى 50 ألف لاجئ.
وبينما أبلغ الناطق بلسان الخارجية التركية «الشرق الأوسط» أن السلطات التركية تحقق في الحادثة لمعرفة ملابستها، أشار إلى أن الخارجية التركية استدعت القائم بالأعمال السوري في أنقرة وطلبت منه وقف إطلاق النار على اللاجئين وعلى الأراضي التركية فورا. وأوضح أنه يعتقد أن «هناك إصابات أيضا في صفوف مجموعة على الجانب الآخر من الحدود»، قائلا: «كان البعض منهم يحاول العبور إلى تركيا، وتم إطلاق النار عليهم». وأوضح أن «بعض الناس الذي كانوا في المخيم، هرعوا لإحضار الجرحى من الجانب الآخر للحدود، وعندما فعلوا ذلك بدأ إطلاق النار عليهم»، لافتا إلى أن «القوات التركية لم ترد بإطلاق النار».
واعتبر نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو أن مهلة العاشر من أبريل لتطبيق سوريا لخطة السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية هي «بلا جدوى» وأنه ينبغي التفاوض لتحديد مهلة أخرى. وقال كورو «يبدو أن مهلة العاشر من الشهر الجاري توقفت. فالوسيط الدولي لسوريا، كوفي أنان، سيزور مخيمات اللاجئين على الحدود، وسيرى بعينيه ما يحدث وسيتحدث بعدها مع السوريين». وأضاف «لهذا أتوقع أن تبدأ غدا مرحلة جديدة» وكشف مسؤول تركي رفيع أن بلاده أبلغت السلطات السورية تحذيرا شديد اللهجة جراء هذا الحادث، مشيرا إلى أنه على دمشق أن تتوقع «عواقب وخيمة إذا تكررت مثل هذه الحوادث»، وعن قصده بـ«العواقب الوخيمة»، قال المسؤول التركي لـ«الشرق الأوسط»: نحن بلاد قوية تحافظ على أمنها وأمن مواطنيها، وأمن «ضيوفها» في إشارة إلى اللاجئين السوريين على الأراضي التركية. وأوضح كبير مستشاري غل أن تركيا تنتظر انتهاء مهلة المبعوث الدولي كوفي أنان المحددة اليوم لتتخذ من بعدها إجراءات خاصة أحادية، مشيرا إلى أنه شخصيا يعتقد أن مهلة أنان «كانت مهلة للقتل» استغلها النظام السوري إلى أبعد الحدود، ولا بد للمجتمع الدولي من أن يتحمل مسؤولياته.
واستغرب هورموزلو مطالبة سوريا بلاده ودولا أخرى بضمانات مكتوبة لوقف العمليات العسكرية، معتبرا أن في هذا سابقة في تاريخ العلاقات الدولية أن تطلب دولة ما من دول أخرى ضمانات من رعاياها. موضحا أن سوريا كانت تعتبر المعارضة عصابات مسلحة، والآن تريد منها ضمانات مكتوبة.
أسرة التحرير
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة