المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2606
شـــــارك المادة
أسفرت قمة سوتشي الأخيرة (14 فبراير) عن توافق روسي-تركي، مقابل تعزيز حالة “التوتر الخفي” بين موسكو وطهران، حيث تشهد الخلافات الروسية-الإيرانية تنامياً في الملف السوري رغم دعم كليهما نظام الأسد. وتشير المصادر إلى أن سعي روسيا وتركيا إلى إشراك أوروبا في عملية التسوية في سوريا من خلال إنشاء “منصة إسطنبول الرباعية” (روسيا-تركيا-فرنسا-ألمانيا)، قد أغضب إيران التي تم استبعادها من تلك المفاوضات، خاصة وأن روسيا قد وجهت الدعوة إلى الجامعة العربية للمشاركة في مناقشة مشاريع إعادة إعمار سوريا. ويبدو أن الموقف الروسي آخذ في التباعد عن إيران، فبعد أن قصفت إسرائيل مواقع إيرانية في سوريا -على الرغم من وجود صواريخ “إس 300″ و”إس 400” الروسية- تساءل الإيرانيون عما إذا كانت هذه الغارات قد تم تنسيقها مع الجيش الروسي، في حين تحدث مسؤولون روس علانية عن أهمية حماية أمن إسرائيل. وفي أعقاب تلك المواجهة الإعلامية بين موسكو وطهران، وقعت مواجهات عسكرية تمثلت في اشتباك الفيلق الخامس الموالي لروسيا مع الفرقة الرابعة المدعومة من إيران بقيادة ماهر الأسد، وذلك في ظل انشغال أنقرة وموسكو بحوارات ثنائية حول ترتيبات الوضع في إدلب بمنأى عن الشركاء الإيرانيين. وتبدي أنقرة رغبة متزايدة في توسيع نفوذها شرقي الفرات، وذلك في منافسة لدور إيران التي تحشد نحو عشرة آلاف مقاتل من “الحشد الشعبي” للانتشار في الأراضي السورية عقب انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة. وفي مقابل الوضع المحتقن شمال شرقي سوريا، تتفاوض روسيا مع تركيا على ترتيبات الوضع في إدلب بمنأى عن إيران، حيث ترغب كل من موسكو وأنقرة بالاستئثار في المعركة المزمعة “ضد الإرهاب”، ويعملان على إقصاء طهران عن المعادلة. ويدور الحديث عن تحضيرات روسية-تركية لشن عملية مشتركة في إدلب بمنأى عن طهران، حيث تم الاتفاق بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره التركي خلوصي أكار في أنقرة (قبيل انعقاد القمة الثلاثية في سوتشي) على اتخاذ “تدابير حاسمة” من أجل “تثبيت الوضع في محافظة إدلب على الرغم من الاستفزازات” وذلك لمواصلة “الشراكة بين بلدينا”. وصرح أكار عقب الاجتماع: “لدينا اتصالات مختلفة مع روسيا على كافة المستويات لتأمين مصالح بلادنا ولضمان السلام والاستقرار ووقف إطلاق النار في المنطقة”، في حين أكد شويغو أن الطرفين اتفقا على “القضايا الأساسية” بما في ذلك إدلب والجزء الشمالي الشرقي من سوريا الخاضع للسيطرة الكردية بحماية أمريكية. ويبدو أن أنقرة لا تمانع قيام روسيا بشن عملية تستهدف “هيئة تحرير الشام” في إدلب، وفق محددات وضوابط تم التوافق عليها بالفعل. وتسببت تلك التفاهمات في تعميق القلق الإيراني الناتج عن توافق موسكو وتل أبيب على عودة التنسيق بشأن سوريا، بعد أشهر من التوتر بينهما بسبب إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، في شهر سبتمبر الماضي، وتأكيد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف (11 فبراير) أن روسيا تحرص على أمن إسرائيل وتعتبره أهمية قصوى بالنسبة لها، وذلك في تعليق غير مباشر على اعتراف تل أبيب بتنفيذ مئات الغارات الجوية في سوريا، ضد أهداف إيرانية وشحنات الأسلحة إلى “حزب الله”، فضلاً عن استقبال بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 21 فبراير لأول مرة منذ إسقاط الطائرة الروسية في اللاذقية بهدف تسوية التوتر بين الطرفين
الشرق الأوسط
العربية نت
السبيل
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة